أبرزت ندوة دولية، أقيمت مؤخرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أوجه ومظاهر مساهمة اللغة العربية في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش والتنوع الثقافي.
وتندرج هذه الندوة التي نظمت على مدى يومين بشراكة مع اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة تحت شعار “اللغة العربية، ما وراء الموروث”، في إطار برنامج سلطان بن عبد العزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو، وتزامنا مع يوم الأمم المتحدة، وتحضيرات منظمة اليونسكو لإحياء الذكرى السنوية العاشرة للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة، على إسهامات اللغة العربية الحضارية والمعرفية في تطوير التنوع الثقافي، وحضورها المتنامي كلغة عمل في منظمة اليونسكو، مشددين على أهمية التنوع والتعددية اللغوية في النهوض المجتمعي، وعمليات بناء السلام والمصالحة.
في هذا الإطار، أشار مساعد المدير العام للشؤون الثقافية والإعلامية في مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية عبد العزيز المقوشي، إلى أهمية هذا اللقاء العلمي الذي يسعى “للنهوض باللغة العربية وتعزيز استخداماتها في مختلف المحافل الدولية”، مشيدا بالتعاون القائم بين منظمة اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، من خلال الدورات التكوينية التي يتم تنظيمها لفائدة الدبلوماسيين غير الناطقين باللغة العربية، وتعريب التقارير وكل المحتويات غير العربية في المنظمة.
من جانبه، قال مدير مكتب اليونسكو للدول المغاربية، إيريك فالت، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة هامة من أجل تبادل الآراء حول موقع اللغة العربية، باعتبارها إحدى الدعامات الأساسية للتنوع الثقافي للإنسانية جمعاء، والوسائل الناجعة لنقل المعارف، بحكم أن عدد الناطقين بها يفوق 400 مليون نسمة.
وأضاف أن الثراء والتعدد الهوياتي للغة العربية يعدان وسيلة لتعزيز التعايش السلمي بين الثقافات، وهو من القيم الأساسية التي تعمل منظمة اليونسكو على نشرها وتشجيعها حول العالم.
من جهته، أبرز الأمين العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، جمال الدين العلوة، في كلمة بالمناسبة، أن المملكة المغربية حريصة على النهوض باللغة العربية في العديد من المجالات، خصوصا التربية والعلوم والثقافة، وتعبئة كافة المؤسسات المعنية لخدمة هذا الهدف.
وأضاف أن اللغة العربية، بحكم تاريخها العريق واتساع رقعة استعمالها، ستظل لغة علم وأدب وثقافة، مشيرا إلى أن تأثيرها كإرث ثقافي للبشرية يبرز دورها المحوري في تواصل الحضارات.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بقص شريط معرض للوحات التشكيلية بعنوان “اللغة العربية والتواصل الحضاري” الذي تضمن أعمال فنانين من دول متعددة عرضوا 17 لوحة، تعالج مواضيع إنسانية كالأمل والصمود والوحدة. وهي لوحات عرضت لأول مرة في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية العام الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
وتواصلت أشغال هذا اللقاء العلمي بتنظيم العديد من الندوات وحلقات النقاش حول دور التراث العربي والإبداع الفني في تعزيز مكانة اللغة العربية، بمشاركة أكاديميين وأساتذة باحثين في الحقل العلمي والثقافي من المغرب والخارج.
يشار إلى أن برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز، المنبثق عن الشراكة الاستراتيجية بين اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، يهدف إلى دعم اللغة العربية في مختلف أنشطة منظمة اليونسكو، وجعلها فاعلة وقوية في هذه المنظمة العالمية، وتعزيز مكانتها في المحافل الدولية.
دور اللغة العربية في تعزيز الحوار والتنوع الثقافي
الوسوم