أجمعت كل التعاليق على أن النسخة (131) من الديربي البيضاوي، بين فريقي الوداد والرجاء، لم تقدم المنتظر منها، وجاءت رتيبة إلى حدود الملل، فباستثناء الهدفين الجميلين الموقعين من طرف بن يشو والهدهودي، فباقي الأطوار غلب عليها حذر المدربين، كما طغى عليها الخوف من تلقي الهزيمة.
من جانب الوداد المتزعم، فضل المدرب وليد الركراكي الذي يخوض أول ديربي له، عدم المغامرة والاكتفاء بالمراقبة، هو الذي كان يتوعد أي فريق بالاكتساح، في حالة التجرؤ على فتح اللعب، وهذا لم يحدث خلال مباراة الديربي، رغم أن فريق الرجاء استحوذ بنسبة كبيرة على الكرة.
نفس القناعة على يبدو كانت عند لاعبي الوداد، فالفريق في المقدمة وبفارق خمس نقط، والتعادل يبقي الأمور على ما عليه، أما وفي حالة المغامرة، فقد تحدث مفاجأة غير محسوبة العواقب، فلماذا المغامرة إذن؟
من جانب الرجاء، فكل المكونات كانت ترغب في استغلال الموقعة من أجل تسجيل انطلاقة جديدة، لكن مع عدم المغامرة، فبالرغم من أن نسبة الاستحواذ على الكرة وصلت إلى 67 في المائة، إلا أن الكرة ظلت في غالب الأوقات وسط الملعب، وأن ما يمكن أن نسميها بالسيطرة الميدانية، كانت سلبية بدرجة كبيرة.
فالمكتب المسير بقيادة أنيس محفوظ، كان يتمنى أية نتيجة إلا حدوث الهزيمة، فالانتصار مهم، مع دخول المسؤولية حيز التنفيذ، والتمكن من تقليص فارق النقط عن الوداد المتزعم، أما التعادل، فهو أقل الخسائر الممكنة.
المدرب التونسي لسعد الشابي، المهدد بالإقالة في أية لحظة، عمل كل شيء من أجل تفادي توسيع فارق النقط، ليصل إلى ثمانية، الشيء الذي يمكن أن يزيد من المتاعب، ويفجر الأوضاع داخل النادي، وهو الذي يعاني أصلا من الهشاشة، بالنظر إلى حجم المشاكل المطروحة.
تحدثنا عن جانبي الوداد والرجاء، ومسؤولية مكوناتهما في المستوى الجد المتوسط الذي أفرزه الديربي، وطغيان الحيطة والحذر من الطرفين، لنصل إلى دور الحكم كريم صبري الذي يقود الديربي لأول مرة في مساره.
هذا الحكم الذي لا يمكن أن نقول أنه يفتقد للتجربة، انضاف إلى قائمة الحكام الذين قادوا مباراة الديربي، هو تشريف بطبيعة الحال، مع العلم أن القائمة لا تضم الكثير من الأسماء، إذ تحرص مديرية التحكيم داخل الجامعة، على تعيين حكام لديهم ما يكفي من التجربة، تسمح لهم بقيادة المباراة في ظروف عادية أو حسنة.
والحكم صبري، تمكن من القيام بالدور المطلوب، صحيح أن هناك ملاحظات، أو مؤاخذات خاصة من طرف الرجاء، إلا أنه عموما لم يكن الأداء سيئا، إلى درجة يمكن اتهام الحكم بالتأثير على مجريات المباراة، أو ترجيح كفة هذا الطرف على آخر.
المؤكد أن غياب الجمهور كان له تأثير في المستوى الجد متوسط الذي أفرزه الديربي، وهو غياب مؤثر إلى درجة يمكن معها القول، أن مباراة كبيرة مثل هذه بدون جمهور.. لا تساوي شيئا…
>محمد الروحلي