يشهد ملعب طنجة الكبير يومه السبت ابتداء من الساعة الخامسة مساء، نصف نهاية الثانية لكأس العرش في كرة القدم ، طرفا هذه المباراة هما فريقا الرجاء البيضاوي والوداد الفاسي المتواجد حاليا بالقسم الثاني.
نظريا لا يوجد أي تكافؤ بين الفريقين، ليس فقط بما يمثله الانتماء لقسمين مختلفين في كل شيء؛ ولكن حتى فيما يعيشه الفريقان من وضعية تكرس بالفعل الفرق الشاسع بينهما على جميع المستويات.
فالرجاء تعيش بالفعل واحدا من أزهى أيامها، إذ تعرف استقرارا إداريا وتقنيا ملحوظين انعكسا على وضعية الفريق الذي ينافس بقوة على أربع واجهات بكثير من الإصرار والطموح الجارف.
فهو مؤهل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي حيث سيواجه فيتا كلوب الكونغولي في مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، كما أنه تأهل لربع نهاية كأس زايد للأندية الأبطال، كما يخوض أيضا مباريات البطولة الوطنية، وأخيرا نصف نهاية كأس العرش، وهذا التعدد على كل الواجهات يتطلب نفسا طويلا.
والأكيد أن الفريق الأخضر استمد كل هذه القوة من الاستقرار الذي يعيشه منذ أن تحمل مسؤولية تسييره فريق عمل يتسم بالعقلانية والحكمة وتحديد الأسبقيات ويقف ما هو متوفر للفريق من إمكانيات، بعيدا عن أسلوب المغامرة الذي أدى الفريق ثمنه غاليا، ولا يزال يعاني من تبعاته المدمرة.
بالنسبة لفريق الثاني بالعاصمة العلمية، والذي يشرف على تدريبه هذا الموسم المدرب حسن أوغني، فإلى حدود الدورة السابعة من بطولة القسم الثاني، يحتل الفريق مرتبة وسط الترتيب بسبع نقط، من انتصار واحد، ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، كان آخرها خارج ميدانه أمام الاتحاد الزموري للخميسات.
تاريخيا، تعتبر هذه المباراة هي المواجهة رقم 21 بين الفريقين، كانت كلها على مستوى البطولة الوطنية، أما بالنسبة لمنافسات الكأس فمواجهة اليوم هي الأولى بينهما.
على مستوى الأرقام، فهناك تقدم واضحا للرجاء على الواف، اذ سبق للخضر أن حققوا انتصارا عريضا على حساب الواف في 16 مناسبة، في الوقت الذي نجح الأخير في تسجيل فوز واحد فقط، فيما تعادلا في ثلاث مناسبات، وأكبر حصة سجلت كانت للرجاء وكانت خلال موسم 2013/2014 بلغت أربعة أهداف لصفر.
إذن لا التاريخ ولا الواقع الحالي يؤكدان التفوق المطلق للفريق الرجاوي، وعليه فكل المعطيات المتوفرة تسمح لنا بالقول إن المباراة من المنتظر أن تعرف اتجاها واحدا، حتى وإن كان واجب التحفظ يفرض علينا عدم إلغاء حظوظ الفريق الفاسي في إمكانية وصوله للمباراة النهائية، نظرا لكون المواجهة تدخل في إطار مباريات الكأس التي عودتنا في الكثير من المناسبات على احتفاظها بعنصر المفاجأة.
المباراة سيقودها الحكم التيازي، وهو تعيين لا يختلف من حيث الحرص عن التعيين الذي عرفته نصف النهاية الأولى، التي جرت أمس بفاس بين فريقي الوداد البيضاوي ونهضة بركان، تحت قيادة الحكم المتمرس رضوان جيد.
محمد الروحلي