في ختام الدورة الأولى للمهرجان الوطني لمسرح الشباب بالرباط.. مسرحية «علاش وكيفاش» تتوج بالجائزة الكبرى

أسدل الستار مساء الجمعة الماضي عن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الشباب الذي أقيم الأسبوع الماضي بالرباط في أول دورة له، وسط إشادة بهذه التجربة الجديدة التي تطمح بالنهوض بالفن المسرحي وسط الفئات الشابة ودعم المبدعين والمواهب المسرحية الشابة.
ومن بين 12 مسرحية مشاركة تمثل كل واحدة منها جهة من جهات المملكة الإثنى عشر، توجت مسرحية «علاش وكيفاش» لفرقة أم السعد للمسرح عن جهة العيون الساقية – الحمراء بالجائزة الكبرى للمهرجان، فيما توجت مسرحية مسرحية «الزنقة 13» لفرقة نادي أم الربيع للمسرح من الفقيه بنصالح، بجائزة التأليف في شخص عبد الفتاح عشيق، فيما عادت جائزة التشخيص (ذكور) للشاب حمزة العماري من نفس الفرقة، وآلت جائزة التشخيص (إناث) للشابة زينب ولاد غانم عن دورها في مسرحية «عنكبوت السيرك» لفرقة كانديلا آرت من الفنيدق.
الأمسية الختامية للمهرجان الذي نظمته جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، عرفت، أيضا، تتويج كل من مسرحية «الصباط» لفرقة منتدى أنفاس للثقافة والفن من ولاد تايمة (إخراج جماعي)، بجائزة الإخراج مناصفة مع حسن الفايز مخرج مسرحية «لعبة الشطرندلس» لفرقة نادي الأقنعة للسينما والمسرح من تازة التي فازت أيضا بجائزة الملابس.
واستمرت الاحتفالات والتتويجات خلال الحفل الذي احتضنه فضاء مسرح محمد الخامس بالرباط، بتتويج مسرحية «عنبر شيكسبير» لفرقة خشبة الحوز- تاحناوت، بجائزة السينوغرافيا، فيما عادت جائزة الأمل للشابة فاطمة أيوب عن دورها في مسرحية «علكة لحبارة» لفرقة رواد المسرح الملكي من أسا الزاك.


إلى ذلك، عبر محمد الجم الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، عن اعتزازه بنجاح الدورة الأولى لمهرجان مسرح الشباب وعن مستوى المشاركات الذي يبرز، حسب المتحدث، مسعى شباب مختلف جهات المملكة إلى مواصلة الإبداع وطرق أبواب الاحتراف.
وأكد الفنان والممثل المسرحي محمد الجم أن المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب (جائزة محمد الجم للمسرح- الدورة العاشرة)، تمكن من إبراز المواهب الشابة وإعطاء الفرصة لعشرات الشباب المبدعين، مشيرا إلى أن هدف هذا المهرجان كان بالأساس هو إعادة الاعتبار لمسرح الشباب الذي شكل ممارسة رائدة في مجال فن الخشبة.
وبعدما نوه الجم بالشباب المشارك في هذه الدورة، والذين قرروا خوض غمار التجربة المسرحية في مسعى نحو الاحتراف، قال إن متابعة الفرق المسرحية المشاركة في المهرجان أعطت نتائج جد حسنة، وأبرزت العمل والدينامية الكبيرة التي تتميز بها دور الشباب في كل جهات المملكة لصقل المواهب الشابة.
هذا، وكان الحفل الختامي الذي عرف حضور فعاليات من عالم الفن والثقافة، قد تميز بعدد من الكلمات لمسؤولين وفنانين وأعضاء من لجنة التحكيم الذين أثنوا على التجربة الأولى من نوعها، حيث أشادوا بالمواهب الشابة التي تمثل عددا من الأقاليم والمدن من مختلف جهات المملكة.

وأعرب عدد من المتدخلين في الحفل الختامي أن المهرجان استطاع أن يخلق دينامية مسرحية كبيرة بمختلف المدن والجهات، لاسيما وأنه جرى قبل المهرجان الوطني تنظيم مهرجانات جهوية وإقليمية في إطار التصفيات الأولى المؤهلة للمنافسة الوطنية، حيث عرفت الإقصائيات الإقليمية لهذه التظاهرة مشاركة 207 فرق مسرحية، فيما تبارت خلال الإقصائيات الجهوية 72 فرقة أسفرت نتائجها عن تأهل 12 فرقة مسرحية تمثل كل واحدة منها جهة من جهات المملكة.
وفي ختام الحفل تلا رئيس المهرجان الفنان محمد الجم برقية مرفوعة لصاحب الجلالة باسم المهرجان ومنظميه ومؤطريه وسائر المشاركين فيه..
هذا، وكانت لجنة تحكيم الدورة الأولى التي ترأسها الناقد والباحث المسرحي عبد الكريم برشيد، وتكونت من كل من الفنانين عبد الإله عاجل وفاطمة الجبيع وهاجر الحمدي وبوسرحان الزيتوني والصحافية أمينة غريب، قد تابعت عروض 12 فرقة مسرحية شابة بقاعة «با حنيني» بالرباط، وذلك على مدى ثلاثة أيام.
يشار إلى أن الدورة الأولى للمهرجان الوطني لمسرح الشباب تميزت بتكريم ثلاثة من رواد الخشبة، ويتعلق الأمر بكل من الفنانة نجوم الزوهرة، والفنان إبراهيم وردة، والفنان المختار الملالي.

**********

تقرير لجنة تحكيم الدورة الأولى لمهرجان مسرح الشباب

>ضرورة العناية بالنص المسرحي وأهميته في عملية الإبداع والتواصل
>مواصلة منحى التجريب الذي ميز العروض المسرحية على أن يكون هذا التجريب منخرطا في إدراك مكانه وزمانه وإنسانه
>استعارات الأشكال الفنية أو النسج على منوالها يستدعي تجديرها والعمل على غرسها وفق ما يتوافق مع خصائص التربة المغربية

في إطار فعاليات المهرجان الأول لمسرح الشباب – والدورة العاشرة من جائزة محمد الجم للمسرح، تابعت لجنة مكونة من السيدات والسادة: د. عبد الكريم برشيد، رئيسا؛ ذ. بوسرحان الزيتوني، مقررا، وبعضوية: ذة. فاطمة الجبيع؛ ذة. هاجر لحميدي؛ ذة. أمينة غريب؛ ذ. عبد الاله عاجل. (تابعت) على مدار أيام المهرجان 12 عرضا مسرحيا مثلث جهات المملكة، وهذه العروض هي :
مسرحية: الزنقة 13 لنادي أم الربيع من الفقيه بنصالح
مسرحية: الليلة لنادي برومثيوس سيدي يحيى الغرب
مسرحية: عنكبوت السيرك لنادي كانديلا من المضيق لفنيدق
مسرحية: عنبر شكسبير لجمعية خشبة الحوز بللمسرح من تحناوت
مسرحية: هجرة النوارس لفرقة أين مازيغ للمسرح من ازغنغان / الناظور
مسرحية: الصباط لمنتدى أنفاس والفن من أولاد تايمة
مسرحية: ترجلات لجمعية الوسام للتربية والتكوين
مسرحية: عاش وكيفاش لفرقة أم السعد من مدينة العيون
مسرحية: على حافة اللقاء لمسرح أكورا للمسرح من مدينة الداخلة
مسرحية: علكة لحبارة لنادي رواد المسرح الملكي من اسا الزاك
مسرحية: كالاج لنادي منتدى الولاء من الدار البيضاء سيدي البرنوصي
مسرحية: لعبة الشطرندلس لنادي الأقنعة للسينما والمسرح من تازة
وإذ تفخر اللجنة بما قدمته هذه الأندية والجمعيات، تؤكد أنها أبدعت وأقنعت، وكشفت عن طاقات واعدة وتمكن فني وحس إبداعي وإدراك عميق بأدوار المسرح التربوية والفكرية والجمالية. وعكست العديد من الانشغالات الفكرية والجمالية والاجتماعية والسياسية، الشيء الذي يؤكد على حيوية الشباب وانخراطهم في زمنهم المغربي والتصاقهم بالقضايا المجتمعية العامة.
ولأن اللجنة يهمها في المقام الأول أن يتطور هذا الإبداع ويتقوم ما ظهر من اعوجاج في بعض مسالكه، وبعض الحفر في طريق سيره، وانغلاق غير مقصود في بعض دواله ومدلولاته، فإنها توصي:
• من جهة: جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح: أن تستمر في إيلاء شرط التكوين مزيدا من الاهتمام على مدار مدد زمنية كافية في المجالات التي تحتاج إلى الاهتمام. وبخاصة النص المسرحي والسينوغرافيا والتشخيص. وأن تعمل الجمعية على إيجاد صيغة تنظيمية تسمح بتقديم أربعة عروض في اليوم وفي مكانين مختلفين إن توفرا، بغية التخفيف من الضغط الذي قد يستعره المنظمون والفرق ولجنة التحكيم.
• من جهة ثانية: الفرق والأندية والجمعيات المسرحية المشاركة في هذه الدورة أو التي ستشارك مستقبلا:
• إدراك أهمية اختيار النص المسرحي ومحوريته في عملية الإبداع والتواصل، باعتبار التواصل غاية كل إرسالية إبداعية.
• استمرار في منحى التجريب الذي ميزت الإنتاجات الحالية على أن يكون هذا التجريب منخرطا في إدراك مكانه وزمانه وإنسانه، فاستعارات الأشكال الفنية أو النسج على منوالها، يستدعي تجديرها والعمل على غرسها وفق ما يتوافق مع خصائص التربة الحاضنة.
• عدم الإفراط في استعمال التقنيات المسرحية والتكنولوجيات الحديثة من غير داع، فالإبهار وحده لا يخلق شرط الحداثة ولا ما بعدها. إذا لم يكن الاستخدام مدركا لشرط استعماله، ومتسقا مع الرؤى الإبداعية التي تحكم صناعة خطاب العرض.
• الاستخدام الحذر للموسيقى والمؤثرات حتى لا تتحول إلى عامل يكسر إيقاع العرض أو يشوش عليه أو يصير مصدر إزعاج. وتتمنى اللجنة أن تولي الفرق العناية بالتأليف الموسيقي الخاص واستعمال الموسيقى مفتوحة المصدر أو وحرية حقوق التأليف libre de droit .
• إدراك أهمية العمل المسرحي والحاجة إلى التعاطي معه بالجدية اللازمة.
• من جهة الممثلاث والممثلين: تود اللجنة أن تشد بحرارة على الممثلاث والممثلين، وتشيد بقدرتهم على حمل العروض والتصورات التي تجند لصياغتها فريق العمل. ولهذا توصيهم بالاهتمام بالتداريب الجسدية والإلقاء ومستلزماته. وتقوية المعارف الفنية والأدبية المساعدة على إدراك الجوانب الفنية في التشخيص والإلقاء والمساهمة في تقوية القدرات التعبيرية والتخييلية.
أما فيما يتعلق بنتائج هذه الدورة، فإنه يلزم توضح أن الجوائز إنما هي أحكام تقديرية تدخل فيها اعتبارات زمن العرض وشروط التلقي.
وإننا في لجنة التحكيم، أحكمنا القلب قبل العقل، والمحبة كانت طريقنا في تحليل العروض والوقوف على علامات ضوئها وجوانب إشراقها قبل أي شيء آخر.
ولأن العملية تقتضي نوعا من الاختيار، ولأنننا في حالتنا، سنختار بين الحسن والجميل، فإن تقديراتنا هي تعبير عن كل وإن خصت واحدة أو واحدا.
لقد اعتمدنا بالأساس في الاختيار :
العروض التي اهتمت بخاصية التواصل بناء على أن العملية الإبداعية هي عملية تواصلية بالأساس.
السينوغرافيا التي اندرجت في صياغة المعاني وكانت عاملا أساسيا في صياغة خطاب العرض المسرحي.
الممثلات والممثلين الذين تكاملت في أدائهم أدواتهم الصوتية والجسدية بعيدا عن أي تشنجات أو انفعلات أو كليشيهات قد تضعف وتقلل من فعل التشخيص. نتمنى للجميع التوفيق والسداد ولمسرح الشباب النجاح والتألق.
الرباط في 13 ماي2022

> محمد توفيق أمزيان
تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top