قدمت الشاعرة المغربية سهام بوهلال، مؤخرا بإحدى مكتبات برلين، قراءات شعرية من مجموعة مختارة من دواوينها الصادرة بالفرنسية.
وأنشدت سهام بوهلال من سلسبيل شعرها الفياض أبياتا تقطر عشقا من دواوينها، «أحلام ليلة بربرية أو قبر الأشواك» (2007). و”جسد الضوء” (2008), و”موت لا يندمل” (2010). كأنما ينبعث الشعر، عند سهام بوهلال، من بحث أبدي عن الحب، كأنه ينبعث من ذاكرة الروح والجسد، كأن روح الجسد، في شعرها، صحراء يباب تستسقي، من ظمإ، شآبيب العشق…
هذا العشق، عندها، هو الجوهر والنسغ، به تستقيم أشياء الحياة، صغيرة وكبيرة،، لكنه يتجاوز الشخصي ليعانق التجربة في أبعادها الكونية، ولذلك فهي حين تكتب قصيدة الحب، تفعل عن سبق إصرار ومعرفة بدروبه ومدارسه، أفلاطونية كانت أم أندلسية،،
قرأت سهام بوهلال من ديوانها «جسد الضوء» (بالفرنسية) ..»نام حلمي/حولي/ظلال النخيل/تكنس/الرمل/ فارس /من ضوء/يطأ/الأرض/يلثم ظمإي/يداه/المكسوتان بشفتي/ تقبضان على العنان/وتذهبان به../ خبب حصانه/يقيم في داخلي/يقيس الزمن/الفاصل بيننا/».»ما هذه الجمرة النائمة في رمالي الرمادية».
وكشفت سهام بوهلال عن سر هذا العشق القادم، أيضا، من اللغة، فرنسية وعربية، حين تحدثت، خلال الأمسية الشعرية، عن تجربتها الإبداعية والأكاديمية، فهي دارسة آداب، عربية بالخصوص، في مراحله القديمة والكلاسيكية، وحاصلة فيه على شهادة دكتوراه بإشراف المفكر والشاعر جمال الدين بن الشيخ (1930-2005)، مؤلف كتاب «الشعرية العربية» (غاليمار 1989)، والذي اشتهر بترجمة حكايات (ألف ليلة وليلة) إلى الفرنسية، إلى جانب أندري ميكيل.
كما نقلت، بعلو كعب، إلى الفرنسية، واحدا من أمتع الكتب العربية الكلاسيكية وهو «أدب النديم» لصاحبه محمود بن حسين كشاجم. وتترجم، وهي ابنة الضفتين، أعمالا شعرية لشعراء عرب.
ومن دواوين سهام بوهلال، التي تزور العاصمة الألمانية في إطار مشاركتها في مهرجان برلين للشعر «قصائد زرقاء» (2005) و»الأميرة أمازيغ» (2009).