اختتم نهاية الأسبوع بمدينة الدار البيضاء المعرض الخاص بالرياضة في دورته الثانية، والذي صنفه أصحابه بالأكبر على مستوى القارة الأفريقية، وهو تصنيف في حاجة إلى دليل ومعطيات وعلم مسبق بما يقع في باقي أرجاء القارة السمراء التي لا تخلو من كفاءات وأطر وخبرات تتميز بتفكير متقدم يفاجئ الجميع بما يقدمه وينجزه من أعمال لا نتوقعها نحن الذين نعتقد أننا الأكثر “شطارة” إفريقيا وعربيا.
كيفما كان تصنيف معرض الدار البيضاء الذي حضره السيد الوزير، فإن المبادرة تحسب لأصحابها سواء الظاهرين أو الذين يفضلون كعادتهم العمل وراء الستار، المهم أنهم فكروا وبادروا وأخرجوا المشروع إلى حيز وجود وتحتاجه الساحة الرياضية في بعدها المقاولاتي والتدبيري والتواصلي والترويجي والتفاعلي، وهي مميزات مطلوبة قصد الرفع من مستوى الحركة الرياضية الوطنية عموما.
صحيح أن الهدف الأساسي بالنسبة لأصحاب المبادرة الظاهرين والمختفين، هو هدف تجاري محض، لكن لا شيء يحرم مسألة الكسب والربح المالي من وراء مبادرات مكشوفة ومشروعة وفق قوانين وتنظيمات مشروعة، إلا أن الملاحظة الأساسية بالنسبة لهذا المعرض الذي يبدو في حاجة إلى تطوير وتنظيم أدق والبحث عن فضاء أمثل، هي قلة الإقبال من طرف التنظيمات الرياضية الوطنية وخاصة الجامعات والأندية التي لم تتفاعل في غالبيتها بالإيجاب مع فضاء يمكن أن يستغل لمصلحتها.
فباستثناء جامعات معدودة انخرطت بتلقائية مع المعرض وفي مقدمتها جامعة كرة القدم التي يحتل رواقها مكانا بارزا وفضاء أوسع، فقد غابت الأغلبية الساحقة من الجامعات الرياضية وبصفة خاصة تلك التي تصنف بالقوية والنافدة وتحاول أن تظهر اعتمادها على تدبير حديث وتتفاعل مع محيطها، فإن الغياب أظهر عكس ذلك تماما.
والغياب شمل أيضا اللجنة الأولمبية الوطنية التي اعتقدنا أن المشروعية عادت لها وهي الجهاز المفروض أن يكون في مقدمة مثل هذه المبادرات والمشاريع التي تأتي بالجديد بالنسبة للممارسة الرياضية.
والمؤكد أن غياب أغلب الأجهزة الرياضية الوطنية عن معرض الدار البيضاء، يعود بالدرجة الأولى إلى افتقادها للآليات والهياكل التي تسمح لها بالتجاوب بسرعة وفعالية، فطغيان التسيير التقليدي والعقلية غير المنفتحة والتفكير المحدود، عوامل لا تسمح بإمكانية التجاوب وخلق جسور أخرى للتفاعل مع المحيط.
فوائد عديدة يمكن أن يستفيد منها أي حاضر لمعرض الرياضة بمدينة الدار البيضاء، وعلى هذا الأساس فقد أصاب الحاضرون وأخطاء الغائبون، لكن أكبر الفائزين هم المنظمون الذين عرفوا كيف ينقلون أفكارا تسمح بالاستفادة على جميع المستويات …
محمد الروحلي