‎انتفاضة الهواة…

دخول صعب دشنته أغلب الأندية المنتمية للقسم الأول خلال تصفيات كأس العرش لكرة القدم لموسم 2016-2017.
فحتى وبعضها يواجه فرقا من الهواة لم تنطلق بعد استعداداتها للموسم المقبل، فإن العديد من الفرق التي استعدت بما فيه الكافية وجلبت لاعبين جاهزين من الداخل والخارج، فإنها ظهرت بمستوى ضعيف، وعجزت عن تسجيل التفوق المنطقي على فرق لم تجمع شتاتها بعد عطلة صيفية طويلة وطويلة جدا.
ففريق اتحاد طنجة مثلا، والذي جلب مدربا معروفا، وأكثر من 17 لاعبا من كل البقاع، عجز عن تحقيق نتيجة أفضل من التعادل أمام الاتحاد القاسمي، وهي نتيجة تطرح أكثر من علامة استفهام، نفس العجز أظهره فريق نهضة بركان الذي واجه فريقا استعد كما قال مدربه مراد حديود بـ 14 لاعبا فقط، وفي غياب أية إمكانيات تستحق الذكر، وعلى نفس المنوال جاء أداء أولمبيك خريبكة المكتفي بالتعادل بميدانه أمام أولمبيك مراكش، وكان من الممكن أن يعود الفريق الزائر بالفوز لو تمكن مهاجموه من استغلال فرص سهلة أتيحت لهم.
الرجاء البيضاوي وبترسانة من اللاعبين المجربين والاحتياطيين والمتألقين دوليا مع المنتخب المحلي، عجز كليا عن تجاوز اولمبيك الدشيرة، وكان أداؤه باهتا إلى درجة أثارت سخط جمهوره العريض بفئته المحرضة أو تلك التي تنطلق من حب بريء للقميص الأخضر.
شباب الحسيمة اكتفى بفوز صغير أمام نظيره من القسم الثاني هواة أمام رجاء أرفود بهدف لصفر مع العلم أن الفريق الزائر كما جاء على لسان مدربه لم يلتحق بمدينة الحسيمة، إلا ساعات قليلة قبل موعد انطلاق المباراة، وتنقل بواسطة حافلة عادية، كما أن استعداداته انطلقت مؤخرا والأكثر من ذلك منقوصة من لاعبين رسميين، ورغم كل هذه الظروف غير المشجعة، فان الفريق المنتمي للقسم الأول فشل في تسجيل فوز مقنع.
ودائما في إطار تحقيق فرق القسم الأول لفوز صعب أمام فريق من الهواة، نجد هناك انتصار الجيش على حساب سطاد الرباطي، والدفاع الحسني الجديدي أمام نهضة الزمامرة، والمغرب التطواني على حساب جمعية سلا، وسريع وادي زم أمام شباب هوارة، وغيرها من النتائج التي أكدت حقيقة منافسات كاس العرش، إلا أن عجز أغلب الأندية التي تنتمي للقسم الأول، يطرح بالفعل الكثير من التساؤلات، خاصة وأن أغلبها انطلقت استعدت مبكرا.
صحيح أن مباريات العودة قد تحمل نتائج مناقضة لما حدث خلال الذهاب، إلا أن هناك مؤشرات تبين إلى أي حد أن الفرق القوية توجد في حالة غير مشجعة تماما، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في الطريقة التي تمت بها الاستعدادات خاصة على المستوى التقني الذي يبقى على الدوام معضلة كبيرة أمام عديد الاختراقات التي يعرفها هذا الجانب…

محمد الروحلي

Related posts

Top