الربيع العربي يصدر الثورة إلى ساحة «الباستي» بباريس و «بويرتا ديل سول» بمدريد
قررت حركة «15 مايو» الاستمرار في الاعتصام بساحة «بويرتا ديل سول» بوسط مدريد على خلفية استخدام القوة من جانب الشرطة الفرنسية لفض تجمع لمتضامنين معهم في باريس.
وعقدت الحركة الليلة الماضية اجتماعا عاما شارك فيه الآلاف، لبحث إمكانية إنهاء الاعتصام وإخلاء الساحة بعد تزايد شكاوى أصحاب المحلات التجارية في الميدان من توقف أعمالهم بسبب استمرار التظاهرات. وقال متحدث باسم الحركة: «كان واضحا منذ عدة أيام إننا سنرحل، ولكن بعد الذي حدث في باريس، ولأن ممثلين عن اعتصامات أخرى طالبونا بالاستمرار، قررنا البقاء».
وقرر المعتصمون في مدن أخرى مثل برشلونة وإشبيلية وبيلباو ولوغرونيو وسانتياغو دي كومبوسيتيلا، الاستمرار في اعتصاماتهم كوسيلة للضغط من أجل تحقيق مطالبهم. ونظم العديد من الأشخاص في مدريد وإشبيلية وفالنسيا مسيرات نحو القنصليات الفرنسية، للاعتراض على استخدام القوة ضد المعتصمين في ميدان الباستيل.
وفي فرنسا، لجأ فريق من القوى العمومية الفرنسية، وهو المشكل بالأساس من عناصر الشرطة، إلى تفعيل عملية يرام منها إخلاء ساحة «الباستي» بالعاصمة باريس بعد أن تجمع بها أول أمس الأحد ما ينيف عن الألف شاب من المطالبين بإصلاح الأوضاع.
خروج الشباب الفرنسي إلى الساحة الباريسية جاء في أعقاب وصول رياح الاحتجاجات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا عبر البوابة الإسبانية، إذ لعب الموقع الاجتماعي العالمي «فايسبوك» دور المحفّز لهذه الخطوة التي كانت قد لاقت قبول زهاء الـ100 فرد ضمن العالم الافتراضي قبل أن يتضاعف ملبو النداء بـ10 مرات من أجل المطالبة بإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعي ببلاد موليير.
تدخل القوى العمومية الفرنسية تم بغياب تام للعنف، وقد أفضى إلى تفكيك المخيم المنصوب وسط ساحة «الباستي» الباريسية من قبل المحتجين، كما أنزل بعض الشباب ممن تسلقوا مبنى الأوبيرا القريب كرد فعل محتج على تدخل الأمنيين،.. في حين تشكلت مجموعات أبدت رغبتها في تحدي رجال الشرطة والتشبث بقرار الاعتصام.
يشار إلى أن حركة «15 مايو» التي رفعت شعار «ديمقراطية حقيقية الآن»، تطالب بتغيير سياسي واجتماعي داخل إسبانيا، وتهاجم سياسات الحزب الاشتراكي الحاكم وخصمه الأكبر في المعارضة الحزب الشعبي، لاهتمامهما بالنزاع فيما بينهما وعدم طرح رؤى واقعية لمشكلات البلاد وبخاصة البطالة. وبدأت الحركة التظاهر في 15 من الشهر الجاري وحظيت بتأييد الآلاف من المواطنين في إسبانيا واعتصم أعضائها بالساحات الرئيسية في مدن مختلفة منذ ذلك الحين.