بمناسبة انعقاد مؤتمر الأطراف “كوب 22” من 7 إلى 18 نونبر بمراكش، بادرت الفيدرالية الوطنية للفنون والثقافة(fed’ Arts) إلى إبداء مساهمتها لهذا المؤتمر بإصدار نشيد رائع من تأليف وتلحين وأداء المطربة المغربية فردوس.
تستغرق مدة هذا النشيد أربع دقائق، وهو تحت عنوان “بيتنا”، ويتطرق لجمالية ومنافع الطبيعة، كما يحيلنا على الأضرار والآلام التي قد تصيب كوكبنا بفعل النشاط البشري، ويحث أيضا على ضرورة حمايتها بالانخراط بمنظومة محاربة الآثار السلبية للتغير المناخي..
يتضمن هذا النشيد إيقاعات عصرية، بصوت الفنانة فردوس التي تحكي عن العلاقة الحميمية الموجودة ما بين الإنسان والطبيعة، وتلك العلاقة هي الفكرة المحورية لنشيد COP22، إن على مستوى الكتابة الشعرية أو الصورة الفنية، وهي التي تعكس بوضوح مدى الترابط ما بين البيئة وصيرورة الكائن البشري بشكل عام.
قام بتوزيع هذا النشيد الفنان كريم السلاوي، وقد ألف باللغتين الإنجليزية والعربية أملا في إيصال مضامينه إلى مسامع أكبر عدد من الجماهير، عبر العالم، ليتجاوبوا معها بشكل أوسع وأرحب.
يستعرض نشيد COP22، صورا لمشاهد طبيعية من خلال كليب من إخراج خالد دواش، وإنتاج الفيدرالية الوطنية للثقافة والفنون بشراكة مع سيني تليما، استعملت فيها تقنيات متطورة تعتمد على جمالية الصورة وتقنية الاستعراض المزدوج، وهو يشكل إنتاجا من المستوى الرفيع شارك فيه قرابة خمسة عشر مبدعا وتقنيا. وهكذا فإننا نلاحظ على أن الظل وكل الفضاءات والصور المحيطة بالمطربة موزعة على مشاهد طبيعية مغربية ساحرة مستقاة من أجمل جهات المملكة (جبال وغابات الأطلس، السواحل الأطلسية، بيداء الصحراء، وغيرها) لتستعرض كلها مدى جمالية الطبيعة، وقد استعملت هذه الرمزية لإبراز روعة الطبيعة وفي نفس الوقت إظهار ما تعانيه من آلام جراء التصرفات المتهورة واللامسؤولة المقترفة في حقها من طرف بني البشر.
وعلى غرار ازدواجية الصورة التي أضحت ممكنة بفعل المؤثرات الخاصة للكليب، فإن الحكاية التي أعيد سردها تكتسي هي أيضا بعدا مزدوجا، فموازاة مع الطبيعة، يتم التذكير بالتزام الإنسان. أما المجهودات المبذولة للاعتناء بكوكبنا فقد تم إبرازها من خلال استعراض مشاريع وإنجازات تتعلق بالبيئة المسؤولة، لا سيما بالمغرب على غرار محطات الطاقة الريحية بالصويرة وطنجة أو المحطة الشمسية “نور” بمدينة وارزازات.
إجمالا، يمكن اعتبار نشيد 22 COP بمثابة رسالة للتفاؤل، للأمل والثقة في المستقبل بنظرة إيجابية. فالبشرية، التي يجسدها النشيد من خلال مجموعة من الأطفال، تمتلك فعلا كل الإمكانيات للعمل من أجل حماية كوكبنا وصونه، وتنتهي الأغنية بترديد جماعي للازمة من طرف جميع الأطفال، مذكرين بالأمل الذي يمثله الشباب والأجيال القادمة لمواصلة محاربة التغير المناخي.
بعد نهلها من ينابيع عمالقة الأغنية العربية الكلاسيكية أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم، تكون المطربة فردوس قد غزت قلوب الملايين بالعالم العربي، ومع نشيد “بيتنا”، أفلحت هذه النجمة اليوم في المزج بين تيارات الموسيقى العربية، وبأداء عصري توجه من خلاله رسالة قوية لكافة سكان العالم ولكل من يعنيهم مستقبل البشرية جمعاء.
من خلال هذه الأغنية، أرادت الفنانة فردوس “تكريم أمنا الأرض التي تحتضننا، ترعانا، تحمينا وتغذينا. وأمام هول المخاطر المحدقة بنا جراء التغيرات المناخية، أصبح من الضروري العمل، وفي أسرع وقت ممكن على الاستماع لها ومداواة آلامها”، كما صرحت بذلك المطربة فردوس.
“بيتنا” رسالة للأمل والتعبئة لحماية كوكبنا
الوسوم