يوم الجمعة القادم وهو الفاتح من شتنبر، وهذا التاريخ يصادف حدثين اثنين، الأول يتمثل في احتفال المغاربة بعيد الأضحى، وهي مناسبة سنوية لها دلالة تتعدى الجانب الديني، لتصل إلى الاحتفالي بأبعاده الروحانية، أما الثاني فيهم الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، إذ سيخوض مقابلة قوية ومصيرية أمام منتخب مالي، والتي تدخل في إطار تصفيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018.
وبدون أي قصد، فإن جامعة كرة القدم وهي توافق على يوم إجراء المباراة، لم تكن على علم بأن يوم هذه المباراة سيتزامن مع موعد عيد الأضحى، وهو الموعد الذي لم يحترم هذه السنة لازمة ألفناها ونحن صغار، وتتمثل في أن اليوم الأول من شهر رمضان يصادف تماما يوم “العيد الكبير”، إلا أن هذا الترتيب عرف استثناء هذه السنة في التقويم الهجري.
وبعيدا عن هذا التزامن غير المقصود، فان أهمية الحدث الرياضي لا تخفى على أحد، خاصة وأن الفريق الوطني يبحث عن انتصاره الأول في مجموعة انطلقت قوية منذ البداية، يحتل فيها منتخب الكوت ديفوار مركز الريادة بأربع نقط من فوز على مالي، وتعادل بمراكش أمام “أسود الأطلس”.
أما المنتخب المغربي فيحتل إلى حدود الجولة الثانية المرتبة الثانية مناصفة مع الغابون بنقطتين، أما المرتبة الرابعة والأخيرة، فهي من نصيب مالي بنقطة واحدة من تعادل أمام أصدقاء الهداف الغابوني بيير-إيميريك أوباميانغ.
فوز المنتخب المغربي في لقاء العيد يعتبر مسألة مصيرية، ولا يمكن تصور غيرها، بحكم أن كسب نقطتين سيحيى الآمال في إمكانية العودة لأعراس المونديال بعد غياب قاس دام لما يقارب 19 سنة كاملة، وتحديدا منذ مونديال فرنسا 1998، كما أن تحقيق الفوز يوم العيد سيسمح لأصدقاء العميد العائد المهدي بنعطية خوض باقي مباريات المجموعة في ظروف أحسن، خاصة مقابلة العودة أمام مالي.
وانطلاقا من الأهمية الاستثنائية لهذه المباراة، فإن الجامعة سعت بقوة إلى ضمان الظروف المناسبة بالنسبة للفريق الوطني، خاصة وأن رئيس الجامعة فوزي لقجع، استطاع تطويق كل المشاكل المطروحة، حيث نجح في إذابة جليد الخلافات التي كانت تخيم بظلالها القاتمة على أجواء المنتخب.
فقد عمل على ضمان مشاركة نجم نادي أجاكس أمستردام الهولندي حكيم زياش بعد تقريب وجهات النظر بينه وبين المدرب هيرفي رونار، هذا الأخير الذي تنقل شخصيا صحبة رئيس الجامعة إلى هولندا، وتمكن من عقد لقاء “الصلح” بين الطرفين، وفي نفس الإطار نجح لقجع كذلك في ضمان عودة بنعطية لصفوف المنتخب، بعدما أعلن عن اعتزاله مؤقتا للمشاركة الدولية للتركيز على مشواره مع ناديه يوفنتوس الإيطالي.
هذه النجاحات وغيرها كثير لن تكون لها أهمية ما لم يحقق الفريق الوطني نتيجة الفوز يوم الجمعة القادم، والدعوة موجهة للجمهور الرياضي الوطني المدعو للحضور بكثافة وضمان دعم قوي للعناصر الوطنية حتى يكون العيد عيدين، عيد الأضحى، وعيد تحقيق فوز ثمين لـ “أسود الأطلس”.
محمد الروحلي