قطع فريق الوداد البيضاوي مسار رائعا طيلة الإقصائيات الخاصة بمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية لهذه السنة، وحقق ما يمكن وصفه بالمستحيل عندما حقق نتائج كبيرة أعادته لدائرة الصراع على اللقب.
فبعد بداية متعثرة وغير مقنعة سواء خلال الدور الثاني، إذ لم يتجاوز مونانا الغابوني إلا عن طريق الضربات الترجيحية، وبعد وصوله لدور المجموعات فاز بالرباط على القطن الكاميروني ليحصد بعد ذلك هزيمتين متتاليتين ضد كل من زاناكو الزامبي والأهلي المصري، اعتقد معهما الجميع أن الوداد سيغادر هذه السنة مبكرا، وهو الذي وصل في النسخة الماضية إلى دور النصف.
إلا أن ما تحقق بعد ذلك يكاد لا يصدق، إذ استطاع تحقيق 3 انتصارات متتالية على حساب كل من الأهلي المصري بالرباط والقطن بالكامرون ثم زاناكو بالرباط، ليحتل بفضل ذلك المرتبة الأولى ويحكم بإقصاء بطل زامبيا المتسيد للمجموعة منذ البداية الاقصائيات.
في دور الموالي كان قدر الوداد مرة أخرى أن يواجه الفريق البطل وهو ماميلودي صانداوز الجنوب الإفريقي، وبعد مباراتين قويتين ومتعادلتين ذهابا ببريتوريا وإيابا بالرباط، إذ استطاع كل فريق تحقيق الانتصار بميدانه بهدف لصفر، ليتم الحسم عن طريق الضربات الترجيحية التي شهدت بالفعل لحظات عصيبة؛ لكنها انتهت بسلام بعدما تفوق أشبال المدرب الحسين عموتة فيها وعبروا الربع نحو دور النصف.
في هذا الدور المتقدم، عقد الفريق البيضاوي العزم على عدم السقوط في أخطاء السنة الماضية عندما خسر بكثير من السذاجة أمام الزمالك المصري بعد مباراتين ستظل فصولهما عالقتين بالأذهان، هزيمة بأربعة أهداف لصفر في الإسكندرية وفوز كبير بالرباط بخمسة لواحد ليغادر بطل المغرب المنافسات بكثير من الحسرة.
ضد بطل الجزائر مولودية العاصمة في النصف، حقق الفريق الأحمر التعادل السلبي ذهابا وعبر بكثير من الاستحقاق نحو المباراة النهائية بعد مباراة بطولية بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء وأمام جمهور لا يقارن كرس فيها أصدقاء العميد إبراهيم النقاش التفوق بالطريقة والأداء.
على هذا الأساس سيكون من الظلم عدم تتويج كل هذا المسار الرائع بلقب قاري يقود “وداد الأمة” مباشرة نحو العالمية التي قد يحضرها هذا النادي العريق لأول في تاريخه.
صحيح أن المواجهة أمام الأهلي المصري المتأهل على حساب نجم الساحل التونسي لن تكن أبدا سهلة، خاصة بعد الفوز المثير الذي حققه البطل المصري في مباراة الإياب بالقاهرة بست إصابات لصفر، مما سيجعل المواجهة في موقعة النهاية قوية وندية وصعبة على الطرفين.
إذن الوداد على بعد خطوة لا غير من تحقيق الحلم والمؤكد أنه سيدافع بكل ما يملك من إصرار على كامل حظوظه، والإجابة ستكون خلال مباراة الإياب يوم الثالث من شهر دجنبر القادم سواء بالدار البيضاء أو الرباط، والمؤمل هو أن يكون الجواب إيجابيا بالنسبة لـ “وداد الأمة” التي تستحق معانقة لقب بحثت عنه طويلا، لأن المسار الذي قطعه هذه السنة هو مسار الأبطال.