يحتضن قصر المؤتمرات بالصخيرات مساء اليوم الاثنين اللقاء التواصلي لمكونات كرة القدم الوطنية، قصد مناقشة واقع وآفاق هذه الرياضة الشعبية على الصعيد الوطني.
اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، يأتي على هامش الخروج المبكر للفريق الوطني من منافسات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، والتي نظمتها مصر، وفاز بلقبها المنتخب الجزائري.
حسب برنامج اللقاء، سيحضر رؤساء أندية القسم الوطني الأول والثاني، وفرق الهواة، ورؤساء العصب الجهوية، فضلا عن الودادية الوطنية لمدربي كرة القدم وممثلي اللاعبين.
كان من الممكن أن يكون اللقاء عاديا في توقيته وأهدافه، إلا أن الظرفية تعرف نقاشا حادا حول أسباب إخفاق المنتخب، وما ترتب عن ذلك من فتح نقاش شامل حول الجامعة وحجم المصاريف، وغيرها من الجوانب المرتبطة بعمل المكتب الجامعي والهياكل المتفرعة عنه.
هذه الأسئلة هي التي من المفروض أن يجيب عنها هذا اللقاء التواصلي، حتى يرقى بالحدث إلى مستوى الانتظارات، أمام السخط العارم الذي يعم الرأي العام الرياضي الوطني.
ولعل أكبر الانتظارات من موعد اليوم ما يهم رؤساء الأندية والعصب وحتى المدربين، فهذا الحضور النوعي، والذي هو عبارة عن جمع عام، من المفروض أن يشهد تدخلات هادفة من طرف الحضور، تدخلات تهم أساسا واقع اللعبة، وذلك بالتعبير صراحة عن مواقف جريئة من التجربة الحالية.
لا ننتظر كالعادة سلوكات انتهازية ولعبة الكولسة والاشتغال وراء الستار، بل المطلوب مواقف واضحة صريحة، وبكثير من الجرأة والنقاش الصريح والهادف، والدفاع عن التجربة بما لها وما عليها، أو انتقادها على أساس رؤية المستقبل وإصلاح الاختلالات، وأن يظهر الدور الذي يلعبه المكتب الجامعي باعتباره الحلقة الأهم في البناء المؤسساتي الجامعة.
هذا التمرين الديمقراطي افتقدته الجامعة لسنوات خلت وأسرة كرة القدم تعودت على أسلوب التعيين والموافقة بطأطأة الرأس أو التصفيق، وعندما اختلفوا تعاركوا وتشابكوا بالأيدي وتراشقوا بالكراسي أمام أنظار العالم.
هذه الصورة القاتمة هي التي يتمنى الجميع أن لا تتكرر مرة أخرى، وأن لا تظهر أسرة كرة القدم الوطنية مرة أخرى عاجزة عن تدبير الخلاف، وأن يحتكم الجميع إلى الحوار والتعبير عن المواقف والتضامن، إذا كان الموقف يتطلب ذلك.
هذا هو المطلوب وننتظر لقاء اليوم لنرى…
محمد الروحلي