تتواصل احتجاجات جمهور فريق حسنية أكادير لكرة القدم، للأسبوع الثاني على التوالي، وتطور الأمر إلى حدود القيام بوقفة أمام مقر النادي، وارتداء لون أسود، مما يعني أن أفق إيجاد حل للخلاف القائم غير واضح تماما.
احتجاجات الجمهور الأكاديري جاءت ردا على قرار إدارة الحسنية والقاضي بإقالة المدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي، والذي جاء مباشرة بعد الهزيمة في نهائي كأس العرش، أمام فريق الاتحاد البيضاوي المنتمي للقسم الثاني.
قرار إقالة المدرب جاء في بلاغ رسمي للنادي شرح فيه حيثيات وأسباب اتخاذ هذا الاستغناء الذي يبدو أنه فاجأ الجمهور المحلي، مما جعله ينتفض ضد تطبيقه، مطالبا بإلغائه، والإبقاء على غاموندي على رأس الإدارة التقنية للفريق، ورفض التعاقد مع امحمد فاخر كمدرب بديل.
والمؤكد أن رفض الجمهور المحلي التخلي عن غاموندي، جاء بناء على النتائج الإيجابية التي حققها الفريق تحت قيادته، خاصة وأنه عمل لسنوات كمسؤول عن الفئات الصغرى، لينتقل بعد ذلك، للإشراف على الفريق الأول، والنتائج المحققة في الثلاث سنوات الأخيرة تؤكد أنه نجح في قيادته الفريق الأكاديري نحو المراتب المتقدمة.
ما لا جدال فيه أن للجمهور الحق في التعبير عن رأيه، سواء مع أو ضد أي قرار، لكن أن يتم ذلك في إطار من الاحترام وتفادي الإساءة والتجريح، أو تصفية الحسابات، مع مراعاة عدم التأثير على مكونات النادي والحفاظ على الاستقرار والهدوء المطلوبين بالنسبة لأي فريق، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بفريق مفروض فيه أن يقطع سنويا الآلاف من الكيلومترات من أجل الوفاء بكل التزاماته، كما أنه من بين الأندية التي تمثل هذه السنة كرة القدم الوطنية على الصعيد القاري.
لكن الاحتجاج لابد أن يبقى في حدود معينة، ولا يجب أن يصل إلى مرحلة التجريح والاتهامات الباطلة، كما هو الشأن بالنسبة للرئيس الحبيب سيدينو الذي يتعرض لوابل من السب والقذف والاتهام المباشر بعدم النزاهة، مع أن هناك إشادة على الصعيد الوطني بحسن تسيير الحسنية، رغم الخصاص المالي الكبير، والذي يحاول رئيس الفريق بصفة شخصية إيجاد حل له.
كما أن نجاح غاموندي، له أسبقيات لا غنى عنها منها ضمان الاستقرار داخل الفريق، ثم الحفاظ على أبرز اللاعبين، والاجتهاد في البحث عن موارد مالية للفريق، تساهم في تلبية حاجيات الفريق، والتي تزداد بصفة متسارعة كلما كبر طموح الفريق في تحقيق النتائج الإيجابية والفوز بالألقاب.
الحل يمكن في النقاش وإنصات كل طرف للآخر، والتفكير في مصلحة الفريق، وعدم الانسياق وراء القرارات العاطفية واللحظية، ونسف كل ما بناه الفريق في السنوات الأخيرة، والاعتراف بشيء أساسي ألا وهو أن فريق العمل الذي يرافق الرئيس في عمله، هو المسؤول الأول والأخير في كل ما يهم مصلحة الحسنية.
أما التصعيد فالأكيد أنه سينسف كل ما بني وما بذل من جهد وصرف من مال من أجل يصبح للحسنية صوت مسموع وطنيا وعربيا وقاريا…
محمد الروحلي