كانت النساء أول الخارجين للعمل بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي .. عشرات النساء أقبلن على المعامل والمصانع علما أنهن بقين في الواجهة الأمامية وقمن بجهود جبارة في قطاع الصحة لزحف عدوى الوباء، مع استحضار أن 70 في المائة من العاملين بهذا القطاع هن من النساء، مما يجعلهن تحت ضغط مضاعف، وفق ما أشارت له المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلي ملامبونكوكا، بعد أن ذكرت بأن نساء القطاع الصحي موكول لهن مهام إضافية لرعاية أسرهن.
بعد رفع الحجر الصحي ظهرت العديد من التسجيلات التي توثق للحالة النفسية المتدهورة للعاملات في القطاع الصحي، أغلبهن تحدثن عن عدم قدرتهن على الاتصال بأسرهن باعتبارهن مكلفات برعاية أطفالهن، ومنهن من اضطرت لترك رضيعها والالتحاق بالعمل من باب الواجب، وهو ما أثر على علاقتهن بمحيطهن بسبب الغياب المتكرر عن البيت، ككلفة لا يدركها عدد من المتابعين لتفاصيل الشأن الصحي.
وهاهو عبء ما بعد الحجر. ذلك أن عددا منهن يعلن أسرهن من خلال العمل في القطاع غير المهيكل، سواء كن أرامل أو مطلقات، أو زوجات أو شابات موكول لهن السهر على تدبير شؤون أسرهن …
ومن الأمور التي تجعل النساء سباقات للخروج إلى العمل بأعداد كبيرة ، كونهن المدبر الأول للبيت.
كثير هن النساء اللواتي حبذن الخروج من البيت للعمل بعد المرحلة الثانية من رفع الحجر الصحي. ذلك أن العنف الأسري من الأمور التي تشكل عبء إضافيا على النساء زمن الجائحة، حيث تسبب تقييد الخروج من المنازل كإجراء احترازي للحد من نشر عدوى فيروس كورونا، تفاقهم المشاكل الأسرية بين الزوجين، ورفع عدوانية الرجال داخل المنازل، حيث أوضحت بشرى عبده عن جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، في تصريح سابق، أن الجمعية تتلقى اتصالات عبر الواتساب و الهاتف والمسانجر، لسيدات معنفات منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، بعد أن وضعت الجمعية خطوطا هاتفية للبقاء على اتصال مع النساء من بعيد، إلا أن بشرى أوضحت ان الخوف يعيق الكثيرات على خطوة الاتصال بسبب تواجد المعنف في البيت.
وعن الأسباب خلف هذا الارتفاع في حالات العنف تزامنا مع حالة الطوارئ الصحية، قالت بشرى عبده، إن المحرك الأول “التواصل اليومي ..الذي هو غائب بالمطلق بين الزوجين .. كذلك ضعف الإمكانيات عند البعض يخلق أزمة مالية خانقة تتسبب في العنف، وهناك حالات تعيش العنف اليومي ولكن أمام هذه الأزمة تضاعفت حدة العنف بحكم أن كل الأبواب مغلقة في وجه النساء للتقدم بشكاية والبحث عن مكان أخر”.