ليلى العلمي.. الكاتبة التي صنعت لها إسما في بلاد العم سام

من خلال رواياتها الخمس فضلا عن سادسة توجد في طور التأليف، صنعت الكاتبة المغربية-الأمريكية ليلى العلمي لنفسها إسما في المشهد الأدبي بالولايات المتحدة، حيث تقيم منذ حوالي ثلاثين سنة.
 وقدمت الروائية في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة لقاء أدبي في الرباط، لمحة عن روايتها قبل الأخيرة “الأمريكيون الآخرون”، وهي عمل إبداعي يقدم تشخيصا لمختلف شرائح المجتمع الأمريكي مع اتخاذ “الجالية المهاجرة” كخيط رابط.
 وتحكي رواية “الأمريكيون الآخرون” التي لقيت إشادة واهتماما كبيرين من طرف النقاد، وهي تتضمن الكثير من الإثارة والتشويق، قصة مهاجر مغربي اسمه إدريس، مقيم في كاليفورنيا، لقي مصرعه بعد أن دهسته سيارة، تسير بسرعة مفرطة، لاذ سائقها بالفرار، وذلك عندما كان المهاجر بصدد عبور تقاطع طريق غير م ضاء بما يكفي.
 وأنتجت الكاتبة المزدادة بمدينة الرباط، والتي تتقن لغة شكسبير، روايات كقيت نجاحا كبيرا، خصصتها بالكامل تقريبا لقضايا اللجوء و الهجرة حيث تحتل الشخصية الهامشية مكانة محورية.

  تقدمين اليوم رواية “الأمريكيون الآخرون” لقرائك المغاربة، وهي رواية مترجمة إلى الفرنسية صدرت عن دار النشر “بورجوا” قبل أن يعاد إصدارها من طرف دار النشر “الفنيك”، حدثينا بتفصيل عن هذه الرواية؟

–  بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، صدرت رواية “الأمريكيون الآخرون” باللغتين الفرنسية والعربية. صدر الكتاب في الولايات المتحدة في مارس 2019 وكان مرشحا “للجائزة الوطنية للكتاب”. إنها رواية تبدأ بموت عرضي لمهاجر مغربي بالولايات المتحدة. السؤال الذي طرح هو ما إذا كان الحادث عن سبق إصرار وبالتالي جريمة قتل، أو مجرد حادثة سير. سرد القصة يتم من خلال تسعة شخصيات مختلفة. يتعلق الأمر برواية نسمع فيها صوت المهاجر نفسه، وأصوات زوجته وبناته وجاره … إنها طريقة لرواية القصة ولكنها أيضا قصة جالية. إنها رواية تسائل الهوية سواء كانت وطنية أو طائفية أو دينية أو طبقية.

  كيف ت حددين هويتك ككاتبة ؟

 – أعتقد أنه سؤال يتعين طرحه على النقاد. أحدد هويتي ككاتبة. أنا شخص يتساءل ويطرح أسئلة. الأسئلة تهمني أكثر بقليل من الأجوبة. أعتبر أنها تمنحنا الفرصة لاستكشاف الأفكار. أكتب المتخيل وغير المتخيل.

انطلاقا من رواية “الأمل وأبحاث خطرة أخرى” إلى “المواطنون المشروطون”

(Conditional Citizens) ،

آخر مؤلفاتك، ما هو العنصر

 المشترك ؟

 – أعتبر أن كل أعمالي تضع المغربي والمغربية في صلب القصة، سواء كانت قصة خيالية أو غير خيالية. في روايتي الأولى “الأمل وأبحاث خطرة أخرى”، تناولت موضوع الهجرة نحو أوروبا بينما تتبعت روايتي الثالثة (The Moor’s Account) “ح كاية المغربي” مسار مصطفى زموري أو إستيبانيكو، أول مستعبد أسود يصبح مستكشفا لأمريكا. أما “الأمريكيون الآخرون” فتحكي قصة مهاجر مغربي يلقى مصرعه في الولايات المتحدة. في كل مؤلفاتي، هناك هذا الاهتمام بالمغربي والمغربية، خاصة المهاجرين.

  هل لديك حاليا مشروع كتاب جديد؟
 – نعم، أنا بصدد كتابة رواية غير متخيلة. كل ما يمكنني أن أقول أن الأمر يتعلق بواقع مرير يهتم قليلا بما سيقع في المستقبل، وما سيحدث في السنوات القليلة القادمة…  5- ما هي مصادر إلهامك الأدبي؟
  لدي منها الكثير. خلال مسيرتي، استلهمت من الكتاب المغاربة والأوروبيين والأمريكيين. بين المغاربة أذكر الروائي الكبير محمد شكري وادريس الشرايبي وبالطبع فاطمة المرنيسي. بالنسبة للكتاب العالميين، سأذكر المؤلف الجنوب أفريقي جون ماكسويل كوتزي والأمريكيين توني موريسون وويليام فولكنر.

  نادية الهاشمي(و.م.ع)

الكاتبة المغربية الأمريكية ليلى العلمي تقدم روايتها “الأمريكيون الآخرون” بالرباط

نظمت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج مؤخرا بالرباط لقاء تواصليا مع الكاتبة المغربية الأمريكية ليلى العلمي، وذلك بهدف تقديم روايتها “الأمريكيون الآخرون” التي استغرقت كتابتها حوالي خمس سنوات تقريبا، والتي تحكي أيضا عن العنصرية التي يواجهها المغاربة المقيمون بأمريكا. وتعالج هذه الرواية حسب الروائية الكبيرة قصة “نور” وأسرتها التي عانت من فقدان والدها السيد “دريس غوراوي”، جراء حادثة سير والذي لم يكتشف إن كانت حادثة طبيعية أم أنها ناتج عن تفكير عنصري دفين أودى بحياة الرجل داخل القصة.

 وأكدت الكاتبة المغربية خلال هذه الندوة على مجموعة من الأفكار التي أغنت النقاش بينها وبين الجمهور، مؤكدة على أن صراع الهوية وتمزقها هو أهم مشكل يؤرق المهاجرين بصفة عامة. كما تعتبر العلمي أن هذه الرواية “الأمريكيون الآخرون” ليست تجسيدا للواقع فحسب، بل أيضا هي إعادة كتابة للتاريخ، فمن خلالها تحدثت عن بعض الفترات التاريخية التي عاشها المغرب والتي شكلت نقطة تحول ضربت بقوة العمق المجتمعي المغربي. كما كانت من بين دوافع إقبال المغاربة على الهجرة للخارج.

 ومن ضمن النقاط الأخرى التي تناولتها الروائية ذات الأصل المغربي، قضية هوية الرواية معتبرة أنها أمر يصعب الحسم فيه وأنه نفس السؤال الذي يطرح عليك “هل أنت مغربي، أم أمريكي؟”. لكن ما يجب التأكيد عليه حسب الكاتبة هو وجوب وجود حبكة داخل القصة، تمكن من الوصول إلى شخصيات الرواية وأحاسيسها من أجل الوصل والتأثر بها، وهو ما سيؤدي حتما إلى وصول الرسالة التي يحملها الكتاب داخل طياته.

 وفي تصريح خاص  خصت به الكاتبة ليلى العلمي جريدة بيان اليوم. أكدت من خلاله على أن “الهدف من كتابة هذه الرواية هي القصة في حد ذاتها ومحاولة الوصول إلى الشخصيات”. وأضافت المتحدثة “أنها هي الأخرى تعرضت للعنصرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أو بآخر، مما شكل سببا من بين أسباب اهتمامها بهذا الموضوع داخل الرواية. معتبرة أيضا أن العنصرية التي تعرضت لها كانت بسيطة بالمقارنة مع ما يتعرض له مواطنون آخرون من جنسيات مختلفة.” وعبرت الروائية في آخر هذا التصريح عن “آمالها في مساهمة الانتاجات الأدبية في تغيير العقليات داخل المجتمع” موضحة أن الصبر والانضباط هو مفتاح نجاح الكتابات الأدبية.”

 كما أن العلمي ليلى أقرت في إحدى مداخلاتها بأن العنصرية ظاهرة عالمية يعاني منها المهاجرون ليس داخل أمريكا فقط بل أيضا في مختلف بلدان العالم. وتعتبر رواية “الأمريكيون الآخرون” ليست الوحيدة التي عالجت هذه المواضيع بل عملت أيضا على كتابة روايات أخرى من ضمنهم رواية “مورس أكونت”، والتي سلطت من خلالها الضوء على قضايا جوهرية تمثلت في العنصرية، التمييز، والاختلافات الطبقية.

كما حصل الحاضرون في نهاية هذا اللقاء التواصلي على توقيع كتبهم من طرف صاحبة الكتاب.

 وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن الكاتبة ليلى العلمي كاتبة مغربية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب الانكلويكسوني  بجامعة محمد الخامس بالرباط. مما مكنها من الالتحاق بجامعة كوليدج بالعاصمة الانجليزية لندن، لدراسة الماجستير في اللغويات. وفي عام 1992انتقلت إلى لوس انجلوس وحصلت على درجة الدكتوراة في اللغويات من جامعة جنوب كاليفورنيا.

مروان حميدي (صحافي متدرب)

الوسوم
Top