شهد فضاء القاعة الزجاجية لدار الشباب الحي المحمدي بالدار البيضاء نهاية فبراير الماضي حفل توقيع إصدار جديد بعنوان «الذاكرة الفنية والثقافية البيضاوية للحي المحمدي» لمُؤلِّفه المصطفى أسخور.
يقع الكتاب في 275 صفحة من الحجم المتوسط، من إصدارات «أمنية للإبداع والتواصل»، ومنشورات «جمعية ابن بطوطة للثقافة السياحية» بشراكة مع مقاطعة الحي المحمدي.
تميز حفل التوقيع بحضور نوعي وازن من المهتمين بالشأن الفني والأدبي والجمعوي والتربوي بالحي المحمدي، وفاعلين ثقافيين وفنانين ومهتمين من الدار البيضاء الكبرى ومن خارجها.
عرف الحفل الذي نظمته «جمعية كريان سنطرال/ فرع الحي المحمدي»، والذي قام بتسيير فقراته عبد الله لوغشيت، كلمة افتتاحية للأستاذ المعطي كهفي، وقراءتين تقديميتين نقديتين لكل من فريد لمكدر والحسين فَـسْـكَا، ومداخلة تركيبية للمُؤلِّف وأخرى تعقيبية للأستاذ الحسن النفالي، واختتِم اللقاء بقراءات زجلية للشاعر المهدي عويدي.
يعد الكتاب لبنة مهمة في مشروع توثيقي موسع لذاكرة الحي المحمدي، شارك الكاتب من قبل في بعضٍ من محاوره كالذاكرة الرياضية، وذاكرة الثقافة الشعبية.
ويشمل تبويب الكتاب ستة ملفات كبرى هي: الملف المسرحي، الموسيقى والغناء، أغاني المجموعات، الملف الأدبي، التشكيل والخط العربي، والإعلام.
وبخصوص المحتوى المعرفي لهذا الإصدار، فقد ضمت صفحاته تجميعا لمعلومات مهمة ودقيقة في كافة المجالات المذكورة، تم الحصول عليها عبر قنوات ومصادر مختلفة، فتنوعت بالتالي أشكال تقديمها في الكتاب ما بين مقتطفات من كتب أو من مقالات منشورة في الصحف والمجلات، وأخرى أمكن تثبيتها بتفريغ مضامين أشرطة وبرامج إذاعية وتلفزيونية وسينمائية، إضافة إلى السير الذاتية، والحوارات المباشرة، وغير ذلك من أشكال الرصد والتوثيق.
أما من حيث منهجية مباشَرة المحاور، فيعد الكتاب خارطة طريق موثوق بها تسعف كل باحث ودارس متخصص، ونموذجا للتوثيق الرصين لذاكرات الأحياء والمدن، تاريخِها ومعالمها وأعلامها.
وقد أجمعت المداخلات على تثمين ما بذله الأستاذ المصطفى أسخور من جهد كبير ومضن في سبيل إخراج هذا الكتاب إلى الوجود، مع التأكيد على ضرورة إعادة نشره في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة تستوفي ما يجب من استكمالات، مناشدين في نفس الآن الجهات المعنية المحلية والجهوية والوطنية بضرورة توفير الدعم المادي والمالي واللوجستيكي والبشري لهذا المنجز في حلته الجديدة المرتقَبة، لأن الأمر يتطلب ميزانية وطاقما واحتضانا لهيئات ومؤسسات رسمية، ويتجاوز بكثير قدرة فرد واحد، وإن كان المؤلِّف قد أبلى البلاء الحسن والنبيل في تحمل قسط من متطلبات الطبع المالية للكتاب الحالي، وعانى ما عاناه من مشاق التنقل والبحث والتنقيب للوصول إلى المعلومات الصحيحة وتوثيق المنشودة منها والنادرة على السواء، مستندا في سعيه الصبور ذاك إلى غيرته على هذا الحي الذي ولد فيه ونشأ وترعرع إلى أن أصبح بالفعل من أعلامه الجمعويين البارزين.
بيان اليوم