مع اقتراب موعد الامتحانات الإشهادية بالمغرب، لاسيما، الباكالوريا المرتقبة إجراؤها بداية يونيو المقبل، يعود الحديث ليطفو من جديد عن ظاهرة الغش التي تنتشر بكثرة بين التلاميذ خلال هذه المحطات الأساسية التي تتوج مجهودات سنة من التعليم والدراسة. فهناك الكثير من التلاميذ الذين عوض أن ينكبوا على التحصيل والمراجعة استعدادا لهذه الاختبارات الهادفة إلى تقييم معارف الممتحنين ومعلوماتهم والتأكد من مستوياتهم، إن كانوا فعلا يستحقون النجاح أو إعادة السنة، يلجأون للبحث عن طرق وأساليب فريدة للغش لاستعمالها خلال هذه المحطات الأساسية من الدراسة.
ففي الوقت الذي يكد فيه المجتهدون من أجل الحصول على معدلات متميزة في الامتحانات، يبذل الغشاشون قصارى جهودهم للحصول على آخر ما تجود به التكنولوجيا الحديثة من أجهزة إلكترونية دقيقة لمساعدتهم على الغش لنيل معدلات تؤهلهم للنجاح، غير آبهين بالقانون الذي ينص على أحكام سجنية نافذة وغرامات مالية، وأيضا اعتماد نقط موجبة للرسوب، فضلا عن الإقصاء لمدد زمنية محددة في حق الغشاشين الذين كثيرا ما يتم ضبطهم خلال امتحانات الباكلوريا بالخصوص.
فتزامنا مع اقتراب موعد هذه الامتحانات من كل سنة، تلجأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أجهزة إلكترونية للبيع من أجل استعمالها للغش في الامتحانات، خصوصاً امتحانات «الثانوية العامة».
في هذا السياق، رصدت السلطات الأمنية بمدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، إعلانات منشورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض للبيع أجهزة إلكترونية موجهة لاستعمالها في الغش في الامتحانات الدراسية. وبعد الأبحاث والتحريات أوقفت الشرطة يوم السبت الماضي، طالبين يبلغان من العمر 23 و24 سنة، وهما في حالة تلبس بحيازة وترويج أجهزة إلكترونية مهربة تستعمل لأغراض الغش في الامتحانات المدرسية مكونة من 64 وحدة للاتصال اللاسلكي و57 سماعة ذكية و18 ساعة يدوية ذكية و45 شاحن خاص بهذه الأجهزة المهربة، علاوة على حجز هواتف نقالة ومبلغ مالي من متحصلات هذه الأنشطة الإجرامية.
> سعيد ايت اومزيد