أيهما أفضل .. الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية؟!

كطبيبة نساء وتوليد، وخلال الاستشارات الطبية، أول سؤال تسأله المرأة الحامل خصوصا في الأشهر الأخيرة من الحمل: دكتورة هل ستكون الولادة طبيعية أو قيصرية ؟! 

سنجيب السوم ضمن هذه الزاوية على هذا  السؤال الشائع  “أيهما أفضل الولادة الطبيعية أم القيصرية؟” ونستعرض مميزات كل طريقة وعيوبها.

الأولوية لسلامة الأم والطفل

يعتبر حدث الولادة حدثا مميزا في حياة كل امرأة، لذا تضع الأم في أولوياتها عند ولادة الطفل أن يولد سليما ومعافى، وقد يعرض طبيب التوليد مميزات وعيوب كل طريقة ويوصي بالطريقة الأفضل بحسب حالة الأم الصحية ووضع الجنين.

وبصفة عامة، وحتى نجيب عن السؤال السابق، فلا توجد طريقة ولادة أفضل من الأخرى، ولكن يتوقف الأمر على عدة عوامل منها حالة الأم، ووضع الجنين، وإذا كانت عظام الحوض تناسب خروج الجنين عبر المهبل أم لا، والتاريخ الطبي، والظروف الشخصية وغيرها.

مميزات الولادة الطبيعية

من بين هاته المميزات أن الولادة الطبيعة تترتب عنها إقامة اقصر في المستشفى بحيث يمكن للأم المغادرة بعد يوم أو يومين من الولادة، كما يمكن ممارسة النشاطات الاعتيادية في وقت وجيز على عكس الولادة القيصرية التي تتطلب وقتا أكثر للتعافي.

وهناك ميزة أخرى مهمة هي وجود نسبة احتمالات أقل لحدوث التهابات بحيث هناك خطورة لحدوث التهابات في جرح العملية كما في أي عملية أخرى. 

أضف إلى ذلك التكلفة المادية الأقل مقارنة مع الولادة القيصرية التي تستدعي غرفة عمليات، وطبيب تخدير، وطاقما طبيا أكبر من الذي يتواجد خلال الولادات الطبيعي.

كما أن المرأة التي تلد بشكل طبيعي تكون أقل عرضة للمشاكل الصحية والمضاعفات خلال حملها الموالي.

أما بالنسبة للجنين، فقد بينت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يولدون ولادة طبيعية يتمتعون بمناعة أكثر.

مميزات الولادة القيصرية

تكون مدة الولادة القيصرية أقصر بكثير من الولادة الطبيعية، فمراحل المخاض قد تدوم لساعات طويلة أما القيصرية فتنتهي خلال دقائق ولا تشعر خلالها الأم بأي ألم أو انزعاج.

وتتميز الولادة القيصرية ايضا بأنها تمكن من عدم حدوث تمزق في العجان، مقارنة مع الولادة الطبيعية حيث قد يحدث تمزق العجان أو قصه في بعض الحالات مما يسبب ألم ما بعد الولادة.

ومن الميزات المهمة هنا أيضا أن الجنين يكون عرضة أقل للأذى، أما في حال ولادة طبيعية متعسرة فهناك احتمال أن يتعرض الجنين لمشاكل لدى خروجه من الرحم مثل تأذي الكتف أو غيره.

وقد تكون الولادة القيصرية، هي الخيار الأفضل في بعض الحالات للحفاظ على صحة الأم والجنين، هذه الحالات تشمل ما يلي:

  • حالة طبية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو تسمم الحمل أو بعض الأمراض المزمنة الأخرى.
  • إصابة الأم بعدوى يمكن أن تنتقل للطفل في أثناء الولادة مثل الأمراض المنقولة جنسيا كالهربس التناسلي، كذلك في حالة عدوى فيروس نقص المناعة البشري.
  • مشكلات في المشيمة، مثل المشيمة المنزاحة، (تكون المشيمة عند فتحة عنق الرحم، ما قد يعيق خروج الجنين).
  • إذا كان حجم الجنين كبير جدا ولدى الأم حوض صغير.
  • إذا كان وضع الجنين لا يسمح بالولادة الطبيعية (إذا لم يكن رأسه لأسفل).
  • إذا كانت الولادة متعسرة (المخاض المطول الذي قد يستمر لأكثر من 12 ساعة، ما قد يعرض حياة الجنين للخطر).
  • مشكلات في الحبل السري للجنين.

وخلاصة القول أن لكل من الولادة الطبيعية والقيصرية إيجابياتها وسلبياتها، وفي حالة عدم وجود أي موانع، تعتبر الولادة الطبيعية (المهبلية) هي الأفضل في العموم لأنها تنطوي على مخاطر أقل بكثير لكل من الأم والطفل .

دة. مديحة والشمش 

Top