يونس الخمليشي: حاول بحثي أن ينقب في الأسس الحقيقية والمبادئ الأولى التي تجمع بين العلوم الإنسانية والشرعية والطبيعية

فاز الدكتور الشاب يونس الخمليشي، الحاصل على دكتوراه في “علاقات المنطق وأصول الفقه وعلم الكلام”، بكلية أصول الدين بتطوان – جامعة عبد المالك السعدي. بالجائزة الثالثة من جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، التي أعلن عن نتائجها يوم الأحد 27 أكتوبر، والمنظمة من طرف اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر. وفاز الخمليشي بالجائزة عن بحثه المعنون بـ” الأسس النظرية والعملية لحوار العلوم وتكامل المعارف: بحث في أنساقها واستدلالاتها وتحقيباتها”. وكان هذا الفوز، فرصة ومناسبة للتعرف على يونس الخمليشي في هذا الحوار الذي أجرته معه جريدة “بيان اليوم”، وعن الجائزة التي سيتسلمها من طرف أمير قطر في السابع من دجنبر المقبل مع وسام أميري. 

* في البداية هلا تفضلت بأن تعرف القارئ بنفسك؟

** يونس الخمليشي، شاب مغربي، 32 سنة، حاصل على الدكتوراه في “علاقات المنطق وأصول الفقه وعلم الكلام”، بكلية أصول الدين بتطوان -جامعة عبد المالك السعدي. حاصل على ماستر في الفكر الإسلامي وماستر آخر في الأدب العربي. وإجازتين؛ إحداهما في الفلسفة والأخرى في الدراسات القرآنية والحديثية. وباكالوريتين. أستاذ بالتعليم العتيق منذ سنة 2018، والمدير العام لمركز نبوغ للدراسات والأبحاث، ورئيس مشاريعه العلمية.

لدي مشاركات كثيرة في مؤتمرات وطنية ودولية بدبي والدوحة وماليزيا وتركيا وبريطانيا ونحو ذلك، ونشرت العديد من المقالات المحكمة، والكتب الجماعية، والكتب الفردية المتخصصة، ومنها: 

– كتاب الوحي والعالم؛ من الميتافيزيقا إلى الأنطولوجيا.

– كتاب الشريعة والتأويل الكوني؛ محاولة في استكشاف الأنساق.

* ما تعليقكم حول فوزكم بالجائزة الثالثة من جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات؟ 

** أعتقد أن الموضوعية في هذه الجائزة والحصافة والرزانة العلميتين عند أعضائها المحكمين الدوليين وغيرهم، هو السبب الرئيس – بعد الله تعالى – في تتويجي. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، أرى أن خبرتي مع الكتابة منذ 2013، والتي وصلت نحو مليون كلمة منشورة أو في طريقها إلى النشر، مع تنوع مصادري المعرفية، من دراستي في التعليم العتيق، ودراسة الفلسفة في السلك الجامعي مع الدراسات الإسلامية، والأدب العربي والمنطق، والتكوين الأكاديمي، كل ذلك شكل لدي رؤيةً لا بأس بها، انسكبت في البحث المترشَح به، والتي أقنعت اللجنة العلمية للجائزة الدولية بضرورة تتويجي بها، رغم صغر سني. فلهم خالص شكري لأجل دقتهم وحيادهم.

* هل يمكن أن تحدثنا قليلا عن بحثكم  الذي فاز بالجائزة: “الأسس النظرية والعلمية لحوار العلوم وتكامل المعارف: بحث في أنساقها واستدلالاتها وتحقيباتها”؟ 

** حاول بحثي أن ينقب في الأسس الحقيقية والمبادئ الأولى التي تجمع العلوم الإنسانية والشرعية والطبيعية، وصياغتها في بوتقة واحدة، مع إرجاعها إليها.

 كما ينطلق بحثي من هذه المبادئ الواحدة لجميع العلوم لتحديد أوجه التكامل بينها والتعالق بين جزئياتها والاشتباكات بين تشقيقاتها وفروعها وضوابطها. فدرس علاقات السياسة بعلم الكلام، وعلاقة المنطق بالأخلاق، وعلاقة الهيرمينوطيقا بمقاصد الشريعة، وطفرة ما سماه بحثي بما بعد العلوم الإنسانية والمتمثلة في الذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من علاقات العلوم ببعضها بعضاً.  كما حاول هذا الكتاب تأسيس علم جديد سميناه “علم نِسَب العلوم”، وهو علم يدرس علاقات العلوم كلها من حيث ردها إلى مشتركات واحدة. دون أن يغفل الكتاب عن مناقشة مفهوم المنهج ومعالمه، وكيف تتوحد عليه جميع العلوم في نقطة قصوى؛ دنيا بعدية أو عليا قبلية، ثم تفترق بعدئذ جميعها عنه ليناسب طبيعة كل علمٍ علمٍ، ونحو ذلك. وقد اعتمدت فيه على مصادر كلاسيكية من تراثنا العربي، وأخرى إنجليزية وألمانية بلغاتها الأصلية. ويقع الكتاب/ البحث في نحو 500 صفحة، وقرابة (140000) كلمةً.

* ما هي المعايير التي تعتمدها اللجنة العلمية لاختيار الأبحاث؟

** للجنة معايير متنوعة، منها تلكم المعايير القيمية والتي تتمثل في تحقيق البحث المتوج بالجائزة للجدة والموضوعية والإتقان، مع مراعاة نمط الإحالات الأكاديمية الدولية التي تراعيها كبريات الجامعات العالمية. ويتم إخفاء أسماء المترشحين عن المحكمين لضمان الحياد في التحكيم، علما أن هؤلاء المحكمين يكونون متنوعين ومختارين من مختلف دول العالم من أجل تحقيق دولية لجنة التحكيم وعالميتها ونزاهتها. ومنها أيضا المعايير الأكاديمية، والتي منها كيفية بناء الإشكالات وتتبعها، وأنماط الإجابات عنها أو طرائق الانسجامات معها، ونحو ذلك.

* ما الذي ميز هاته الدورة من الجائزة؟

** تميزت هذه الدورة بعلمية موضوعها وصلابة سرديتها، إذ إن ثيمة “تكامل العلوم” تقتضي من المرء أن يبحث أكاديمياً في موضوع جاد جداً، فيتطلب مجهوداً بحثياً مضنياً، مع ضرورة تحقيق موسوعية قوية في الاطلاع على مختلف العلوم وأنساقها، والانفتاح على كتاب عالميين بلغاتهم، من الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية، على الأقل.

* ما هي المشاريع العلمية التي تشتغلون عليها حاليا؟ ‏

أسهر الآن على مراجعة كتاب جديد لي يقع في نحو نصف مليون كلمة، وسيكون بعنوان: “منطق الاستدلال في العلوم الشرعية: منطق ولسانيات النفي والإثبات في علوم أصول الفقه وعلم الكلام والنحو”. كما أني منهمك على تشذيب لغتي الإنجليزية، وتعلم اللغة الألمانية، والتي أنجزت فيها مستوى B2.

حاورته: سارة صبري

Top