مبعوث بيان اليوم إلى مكناس: عادل غرباوي
تزامنا مع فعاليات الدورة 15 من المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، تم إنشاء أول إقامة فرنكوفونية لكتابة فيلم التحريك.
وهي مبادرة تبنتها كل من مؤسسة كتابات جديدة لفيلم التحريك والمعهد الفرنسي بمكناس ومؤسسة عائشة والمكتب الوطني للفيلم بكندا وأكاديمية الفنون الجميلة ببيروت، حيث ستكون هذه المنظمة الحديثة العهد مدعمة من طرف المعهد الفرنسي بالمغرب والمعهد الفرنسي بمدينة باريس.
وتضم هذه الإقامة الفرنكوفونية 6 شباب من مؤلفي ومخرجي أفلام التحريك من بلدان المغرب، كندا، فرنسا، مدغشقر، بجليكا، لبنان، حيث سيؤطرون من طرف دلفين موري كاتبة سيناريو ومخرجة فرنسية وإكزافيي رئيس مؤسسة كتابات جديدة لفيلم التحريك.
وتصبو هذه الإقامة الفرنكوفونية إلى مواكبة الشباب المخرجين ومساعدتهم على إخراج مشروعهم المتمثل في إنتاج شريط فيلم تحريكي، والذي في غالب الأحيان يتجاوز سنتين على الأكثر مرورا بكل المراحل.
ومن جانبها، أكدت دلفين موري كاتبة سيناريو ومخرجة فرنسية، أنها ستعمل رفقة شباب الإقامة على الوقوف على مكامن الخلل في المشاريع المقترحة فيما يخص الصورة والنص.
وأوضحت في تصريح لـ»بيان اليوم»، أن مدة هذا العمل يمتد لشهر واحد ينتهي بحلول 21 من شهر أبريل القادم، حيث أن الهدف الرئيسي هو تقديم المشروع الذي كان قيد الدراسة لبعض القنوات التلفزية قبل عرضه على إحدى شركات الإنتاج.
وأشارت دلفين موري في ذات التصريح، أن الإقامة تتوفر على بعض المشروعات التي من الصعب كتابتها، مختتمة، أن الفن مهنة خاصة ويتوجب على ممتهنها التضحية بكل ما عنده.
وقال أنطونيو لوبيز مؤسس كليرمون فيرو، إننا في بعض الأحيان نقول أن الفيلم الوثائقي للتحريك قد ظهر حاليا خاصة مع فالصاك البشير سنة 2008، وفي بعض الأحيان نقول أنه قد ظهر مع إميل كول سنة 2010.
وأضاف في جلسة شاي أقيمت بالمعهد الفرنسي بمكناس، أن بوادر الفيلم الوثائقي
قد ظهرت في سنة 1918 مع وينسون ماكي في الشريط الذي يصف السفن الأمريكية وكيفية دخول فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
وأوضح لوبيز أن مفهوم الوثائقي قد تحول إلى الوثائقي البيداغوجي التعليمي، والذي يهدف إلى تفسير وشرح بعض المعطيات التي أصبحت موجهة لشريحة معينة من الجمهور.
وأكد لوبيز أن الجميع قد ظن أن بريطانيا هي أول من أنتجت فيلم مطول وثائقي للتحريك وهو تحت عنوان حديقة الحيوانات المقتبس من رواية روويل والذي لم يوزع بمختلف قاعات السينما ببريطانيا، في حين أن أولى الأفلام المطولة هو سياقة البواخر.
وأشار أن البشير قد لعب دورا مهما حيث كان له الفضل في التعريف بالفيلم الوثائقي التحريكي خاصة بفرنسا، بدليل أن كبريات الصحف والمجلات كتبت على شريطه الذي عرف شهرة واسعة.
وختم مداخلته بأن الوثائقي قد عاد بقوة تزامنا مع التصوير الفوتوغرافي الذي شهد طفرة خاصة من جانب برامج الصوت والصورة وكل التغييرات التي دخلت على هذا العالم.
ومن جانبه، أوضح باستيان دوبوا، مخرج فيلم النبي الذي عرض في بادئ فعاليات المهرجان، أنه في لم يكن يرغب في التوجه إلى الفيلم الوثائقي، حيث كانت عنده رغبة جامحة في الرسم وأخذ بعض المعطيات والجزئيات البسيطة عن الحياة اليومية التي يعشها.
وأضاف في ذات اللقاء، أنه قد أقام ندوة صحفية في مدينة جنيف والتي شهدت حضور العديد من مخرجي الأفلام الوثائقية التحريكية الذين يتوفرون على معلومات هائلة.
وأكد دوبوا، أن فيلم «مدغشقر» ليس شريطا وثائقيا بل هو فيلم من وحي الخيال العلمي، حيث أنه في ختام الشريط تتسارع الأحداث وتخلق للمتتبع والمشاهد نهاية دراما دراماتيكية، مشيرا، أنه قد بقي سنة كاملة بدولة مدغشقر من أجل التعرف على المفاتيح التي توجد بهذه الجزيرة والتي ساعدته على إنجاز الفيلم المذكور.
وقد تم عرض مساء أول أمس الأحد، فيلم أداما المرشح لجائزة سيزار 2016، بقاعة العرض المتواجدة بالمعهد الفرنسي بمكناس، وسط حضور جماهيري مكثف من كل الأعمار.
وتعود أحداث هذا الفيلم التحريكي الذي يعرض لأول مرة بالمغرب، إلى طفل يدعي «أداما» يبلغ من العمر 12 سنة ويسكن في قرية نائية بغرب إفريقيا «عالم الأنفاس».
وتتسارع أحداث الشريط، بعدما قرر أخاه الأكبر «سامبا» الذهاب من أجل خوض الحرب رفقة «النصارى» الذي كانوا يحكمون العالم في ذلك الوقت، خاصة قبل الحرب العالمية الأولى.
وقرر «أداما» مباشرة بعد رحيل أخيه الأكبر، الذهاب من أجل البحث عنه بالرغم من تحذير علماء القرية التي كان يقطنها من خطورة الوضع هناك بعالم الأنفاس، وما يمكن أن يقع لبطل الفيلم من أحداث أخرى.
وبقي الطفل «أداما» مصرا على بلوغ هدفه المنشود وهو البحث عن أخيه «سامبا»، الشيء الذي تمكن من تحدي كل الصعاب، مرورا بمواقف ووضعيات صعبة لا تليق وعمر بطل الفيلم الذي ما زال يافعا وفي عز شبابه.
ويعتبر «أداما» لمخرجه سيمون روبي من أبرز الأفلام المرشحين لمسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان التحريك بمكناس في دورته الخامسة عشر.
***
حوار اكسبريس مع محمد بيوض
سينما التحريك المغربية ما زال ينقصها الكثير
حاوره: عادل غرباوي
< هل حافظ المهرجان الدولي لسينما التحريك في دورته 15 على نفس توجهاته؟
> المهرجان حافظ على نفس مساره الاعتيادي، حيث أن هناك بعض الأفلام الجديدة من دول أوروجواي ورومانيا من غير المستبعد أن يكون المتتبع المغربي والمحب للشأن السينما لم يضطلع عليها من قبل، فنحن هنا نلعب دور وسيط بين الفيلم والمتتبع باختلاف أعماره بمهرجان مكناس المخصص لسينما التحريك.
ويتمثل الهدف من وراء هذا المهرجان الدولي في القدرة على تكوين الشباب في مهن سينما التحريك، ونشتغل لهذا الغرض رفقة المدارس التي تلقن دروسها في مجال السمعي البصري والفنون الجميلة وما إلى ذلك.
وبخصوص عدد الطلبة، يمكن القول أنه في سنة 2004 لم يتجاوز عدد الطلبة 20 طالبا، ومع توالي السنوات والدورات تمكنا من تجاوز رقم المائة طالب وطالبة الراغبين في تعلم كل ما يحيط بعالم سينما التحريك.
< هل يمكن القول أن المهرجان قد كون جمهورا مغربيا خاصا به؟
> في اعتقادي أن سينما التحريك المغربية ما زال ينقصها الكثير من العمل في جانب الكتابة، خاصة من طرف الشباب الذين دخلوا هذا العالم السينمائي الفريد.
وفي الحقيقة، أريد أن أؤكد أن الموروث المغربي لا يزال غائبا في أفلام سينما التحريك المغربية.
ومن خلال الدورات السابقة، يمكننا القول أن أفلام التحريك بدأت تجذب جمهورا محترما، حيث نجد توافدا في المستوى بمختلف قاعات العرض التابعة لمهرجان التحريك بمكناس، وفي بعض الأحيان تكون ممتلئة عن آخرها، تماشيا مع قصة ونوعية الشريط السينمائي المعروض، الشيء الذي يعكس الإشعاع الذي بات يطرحه المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس.
< ماذا عن إنشائكم لأول إقامة فرنكوفونية لكتابة فيلم التحريك؟
> إنها خطوة أولى والتي نتمنى تطويرها في قادم الدورات، حيث تتمحور فكرتها الأساس على مواكبة الشباب في فعل كتابة سيناريو التحريك، مرورا بجميع المراحل التي تسبق مرحلة الإخراج النهائي.
وتعتبر هذه الإقامة الفرنكوفونية الجديدة هي مبادرة تبنتها كل من مؤسسة كتابة جديدة لفيلم التحريك والمعهد الفرنسي لمكناس، مؤسسة عائشة والمكتب الوطني للفيلم بكندا وأكاديمية الفنون الجميلة ببيروت.
وتتكون هذه الإقامة من ستة مؤلفين ومخرجين من بلدان المغرب، مدغشقر، فرنسا، كندا..
< هل يمكن الحديث عن إقامة الدورات القادمة بباقي المدن المغربية؟
> الشيء الذي يمكن أن أقول أن المهرجان قد عرف أولى دوراته بمدينة مكناس وسيبقى في نفس المدينة في قادم السنوات، ولدينا بعض المواعيد مع المهرجان الدولي لسينما التحريك بمختلف فروع المعاهد الفرنسية المتواجدة عبر التراب المغربي.
ويعتبر زائرو الـ»فيكام» من مختلف مدن المغرب، بل حتى من خارج أرض الوطن.