اختتام الدورة 21 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف …

 فاز الفيلم الإيراني “أمتار مكعبة من الحب” للمخرج  جمشيد محمودي بالجائزة الكبرى للحسن الثاني لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف،  فيما فاز الفيلم المغربي “إطار الليل” لتالا حديد بجائزة أحسن فيلم عربي .
 وأعلن في حفل اختتام الدورة 21 للمهرجان، الذي نظم الجمعة الماضي بالمسرح الوطني  محمد الخامس بالرباط، أن جائزة أفضل دور نسائي آلت للممثلة حسيبة إبراهيمي عن  دورها في فيلم “أمتار مكعبة من الحب”، فيما آلت جائزة أفضل دور رجالي للممثل ساعد  سهيلي عن دوره في الفيلم ذاته، وجائزة أفضل سيناريو لصفي يزدنيان عن الفيلم  الإيراني “كم الساعة في عالمك”.
 وفاز بجائزة النقد الفيلم الليتواني “ليعم السلام” من إخراج شاروناس بارتاس،  كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الجورجي “جزيرة الذرة” من إخراج جورج  أوفاشفيلي.

انتزع إعلان تألق السينما الإيرانية بمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف.
 تصفيقات الجمهور الرباطي ، الذي حج لمتابعة أطوار حفل اختتام الدورة
وقدم من خلاله “عبد الحق منطرش” رئيس المهرجان كلمة تناول من خلالها صور نجاح هذه الدورة وتنوع فقرات المهرجان قياسا بالدورات الماضية، مشيدا بالحضور الجماهيري الذي فاق التوقعات، ومشيرا إلى أن الأفلام المعروضة أو تلك التي برمجت ضمن مسابقة الدورة، حظيت بإعجاب جمهور العاصمة الذي وصفه ب “الذواق.”
 واستهل الحفل، الذي افتتحه الإخوان عكاف بمقطوعات موسيقية، بتسليم سفير الهند  بالرباط دينيش ك. باتنيك درعا تذكاريا لرئيس مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف  عبد الحق منطرش في أعقاب توقيع اتفاقية التعاون بين مهرجاني الرباط ونيودلهي.
وقد تكونت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الممثلة الرومانية كريستينا فلوتور، التي سبق أن فازت بالسعفة الذهبية لأفضل ممثلة بمهرجان «كان» السينمائي سنة 2012، رفقة كوسميا ستراتال عن دوريهما في فيلم «ما وراء التلال»، للمخرج كريستيان مونجيو.
وضمت اللجنة كلا من الفنان التشكيلي المغربي أحمد جاريد، والمنتج السينمائي الأميركي دون سميث، والصحافية الفرنسية والمديرة الفنية المسؤولة عن البرمجة السينمائية في مجموعة من المهرجانات أنتونيا نعيم، والكاتب والمخرج السينمائي الكاميروني باسيك إميل، ومديرة مهرجان إسطنبول السينمائي التركية أزايلزي طان.
 يشار إلى أن 14 فيلما من بلدان متعددة تنافست حول جوائز المسابقة الكبرى  لمهرجان الرباط الدولي الواحد والعشرين لسينما المؤلف كما تم عرض 11 شريطا وثائقيا و7 أفلام ضمن نافذة سينما العالم، فضلا عن 6 أفلام مغربية ضمن فقرة سينما المغرب وهي ب«عايدة» للمخرج المغربي إدريس المريني، و«البحر من ورائكم» لهشام العسري، و«كريان بوليوود» لياسين فنان، و«تصنت لعظامك» للتيجاني الشريكي، و«ميلوديا المورفين» لهشام أمل، و«جوق العميين» لمحمد مفتكر.
وبخصوص الأفلام الوثائقية، شارك  الفيلم المغربي «الريف 59/1958» لطارق الإدريسي في فقرة عروض الأفلام الوثائقية، إلى جانب أفلام أخرى من فلسطين، وإيطاليا، والبرازيل، وفرنسا، والجزائر، وسويسرا، وجمهورية الدومينيكان.
وعلى هامش المهرجان، نشط ثلة من الفنانين والأساتذة الباحثين والنقاد السينمائيين المغاربة العديد من الندوات واللقاءات، إذ شارك في ندوة «دور الموسيقى في إبداعية الفيلم» عبد العزيز بن عبد الجليل، وأحمد العلوي، وكمال كمال، وأحمد عيدون، ويونس ميكري، وعبدو المسناوي.
كما شارك في لقاء حول سينما بازوليني الناقد سعيد المزواري، والباحث عبد العالي معزوز من المغرب، إلى جانب الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، الذي عاش تجربة مع بازوليني أثناء تصوير أحد أفلامه باليمن، والإيطالي فيديريكو ميكالي المتخصص في سينما بازوليني.
وأطر الباحث عبد الرزاق الزاهير ندوة حول شعرية السينما، شارك فيها محمد طروس وعبد العالي معزوز، بينما نشط المخرج عز العرب العلوي درسا في السينما.
وشهدت فعاليات المهرجان تنظيم لقاءين مفتوحين، سيرهما الناقد المغربي فؤاد سويبة، الأول مع المخرج المغربي هشام العسري، والثاني مع المخرج حكيم بلعباس.
إضافة الى جلسة للتعريف بنماذج من الإصدارات السينمائية المغربية الجديدة، نشطها أحمد سيجلماسي، وشارك فيها خليل الدمون مؤلف “أشلاء نقدية”، ومحمد البوعيادي مؤلف “السينما المغربية: أسئلة التأويل وبناء المعنى”، ومحمد اشويكة مؤلف الكتابين “التفكير في السينما، التفكير بالسينما” و”الصورة السينمائية: مستويات الفهم والتأويل”، وأحمد سيجلماسي منسق الكتاب الجماعي ” أضواء على التراث السينمائي المغربي “، وإدريس أزضوض، منسق الكتاب الجماعي “عناصر الثقافة الأمازيغية في السينما المغربية”، وبوشتى فرق زايد مؤلف “من أجل سينما بالجمع”.
ومن جهة أخرى كان مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف قد كرم السيناريست والممثلة والإعلامية المغربية فاطمة لوكيلي والمخرج المصري داوود عبد السيد، وذلك في حفل الافتتاح
وقدم  المخرج سعد الشرايبي كلمة في حق “لوكيلي”، الممثلة والسيناريست و”الوجه الإعلامي المتميز، الذي لم ينل حظه من الاعتراف بعطاءاته”، فيما قدم الناقد السينمائي المصري أحمد شوقي كلمة في حق المخرج “عبد السيد”، الذي أخرج تسعة أفلام على مدى ثلاثين سنة “بوأته مكانة مهمة في تاريخ السينما العربية”،من بينها “الصعاليك” و”الكيت كات” و”أرض الأحلام” و”سارق الفرح” و”أرض الخوف” و”قدرات غير عادية”.
وتم أيضا تقديم فيديو استعرض بإيجاز الأفلام الأربعة عشر (من ضمنها فيلم “إطار الليل” لتالا حديد، و”جوع كلبك” لهشام العسري
وتخللت سهرة افتتاح الدورة 21 للمهرجان فقرات من الموسيقى التصويرية لأفلام هندية (مانغالا البدوية) وعربية (“الرسالة” لمصطفى العقاد، و”أفواه وأرانب” لهنري بركات) وغربية (“هاري بوتر”، و”العراب” لفرنسيس فورد كوبولا، و”الطيب والسيء والبشع” لسيرجيو ليوني، و”مهمة مستحيلة”) من أداء ثلاثي “زخارف” برئاسة الفنان نبيل بن عبد الجليل.
وكان عبد الحق منطرش رئيس المهرجان قد أبرز، في كلمة ، أن مهرجان سينما المؤلف يسعى بالدرجة الأولى إلى محاربة التسطيح وثقافة الفولكلور والبهرجة والتسليع، وذلك في إطار واقع سينمائي غير مرض يميزه إغلاق قاعات سينمائية في العديد من المدن المغربية.
يذكر أن مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف الذي تنظمه جمعية مهرجان الرباط للثقافة والفنون لأزيد من ربع قرن يشكل فضاء فنيا وثقافيا رحبا لعدد من الفعاليات السينمائية العربية والدولية من أجل تبادل الخبرات والتجارب الفنية وتكريس حوار الثقافات.

Related posts

Top