أبطال من مغاربة العالم يعلون راية الوطن في “أولمبياد ريو 2016”

تجسد المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية لريو دي جانيرو البرازيلية مدى إسهام الهجرة المغربية في تزويد وطنها الأم بكفاءات عالية المستوى في جميع المجالات.
ومكن تألق رياضيين مغاربة في دول الإقامة من تطعيم البعثة الأولمبية المغربية بأبطال في مختلف الرياضات اختاروا الدفاع عن قميص الوطن الأم في تأكيد واضح لمدى ارتباط مغاربة العالم ببلدهم الأصلي وحسن اندماجهم في مجتمعات الهجرة.
وبالاطلاع على لائحة الرياضيين المغاربة الذين حطوا الرحال في القرية الأولمبية بريو دي جانيرو للمشاركة في أكثر تظاهرة رياضية كونية، نجد أن 6 من أصل 49 رياضيا ورياضية ينحدرون من المهاجرين المغاربة.
والمثير للاهتمام في هؤلاء الرياضيين هو سيطرة العنصر النسوي؛ حيث إن خمسة من الرياضيين الستة هن سيدات، وهو معطى يؤكد ما سبق وأن خلصت إليه عدة دراسات حول الجالية المغربية بالخارج، على أن التأنيث يعد إحدى التحولات الأساسية التي تعرفها الهجرة المغربية.
لقد أثبتت الهجرة المغربية قدرتها على أن تكون موردا لا ينضب للكفاءات التي يحتاجها المغرب، ولا ينقص سوى بذل المجهود من أجل الانفتاح على مجموعة من الشباب المغربي المنتشر في أكثر من خمسين دولة عبر العالم، والذي فيه من يمنّي النفس بأن يجعل كفاءته وخبرته رهن إشارة بلده الأصلي كلما تطلب الأمر ذلك.
فعلى سبيل المثال، لم يكن علم المغرب ليرفرف فوق مياه ريو دي جانيرو خلال دورة الألعاب الأولمبية لهذه السنة لولا تأهل الشابة هند جميلي للمشاركة في منافسات رياضة الكياك، وهي المزدادة في منطقة رون ألب الفرنسية من أم مغربية وأب جزائري. الأمر نفسه حققته شابة أخرى منحدرة من مدينة ليون الفرنسية، هي يسرى زكراني التي دافعت عن علم المغرب في رياضة المسايفة، علما أنها رياضة ليست لها شعبية كبيرة في المغرب.
بالإضافة إلى ذلك، دافعتة كل من الشابتين المنحدرتين بدورهما من الهجرة المغربية في فرنسا غزلان زواق وأسماء نيانغ على حظوظ المغرب في الظفر بميدالية في رياضة الجودو، ناهيك عن فدوى سيدي مدان في سباق 3000م، بينما يشارك البطل شاكر الأنصاري في رياضة المصارعة اليونانية.
من جهة أخرى، هناك عدد لا بأس به من الرياضيين المغاربة أو من أصل مغربي الذين يمثلون خلال أولمبياد ريو مجموعة من الدول الرئيسية للهجرة المغربية كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وحتى بريطانيا …، وهي اختيارات تمليها مجموعة من الظروف الذاتية والموضوعية التي تختلف من شخص إلى آخر، ولا يمكن سوى احترامها، والعمل على تحسين الممارسة الرياضية الوطنية لتستجيب أكثر لتطلعات الرياضيين المغاربة داخل الوطن والمنحدرين من الهجرة.
إن اختيار بعض الرياضيين المغاربة الدفاع عن ألوان دول الإقامة أمر له مدلول كبير، ويكشف على أن الإنسان المغربي هو إنسان معطاء أينما كان ومصدر ازدهار للدولة التي يقيم فيها، في وقت ترتفع فيه موجات الانتقادات والمضايقات التي يتعرض لها المهاجرون بسبب تنامي خطاب اليمين المتطرف.
*الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج :عبد الله بوصوف

Related posts

Top