أين نجح لقجع؟ وأين اخفق؟

لم يشكك الوسط الرياضي عموما، وعالم كرة القدم على الخصوص، دقيقة واحدة في إمكانية استمرار فوزي لقجع، على رأس جامعة كرة القدم، لولاية ثالثة، بدون منافس، وبإجماع كل الأندية المشكلة للمشهد.
إجماع يؤكد قناعة راسخة من لدن كل المتدخلين، على إيجابية المرحلة، وضرورة الاستمرارية للحفاظ على نسق تصاعدي، الهدف منه وضع كرة القدم على السكة الصحيحة، شريطة ضمان مساهمة جماعية أساسية، على أمل الوصول إلى إدراك أهمية السير بنفس السرعة، وتقليص التفاوت الحاصل في الإيقاع، وحتى الرغبات والغايات.
فالرجل أقنع الجميع بأحقيته في قيادة كرة القدم الوطنية خلال السنوات القادمة، بفضل ما تحقق من إنجازات غير مسبوقة في التاريخ، وضعت اللعبة الشعبية الأولى وطنيا، في اتجاه تؤكد كل المؤشرات على نجاعته، بعد تغيير الكثير من المعطيات السابقة، أهلتها للعبور نحو مراحل، تلاحق التطور الحاصل دوليا.
نجاح لقجع سجل بمستويات متعددة، كانت للأسف القريب، مستعصية على التحقيق خلال التجارب السابقة، وجاء العهد الجديد ليغير الكثير في واقع كان غير مشجع تماما، وشكل -مع الأسف- عرقلة حقيقية أمام أي تطور منشود، بعد انتهاء صلاحية منهج أصبح متجاوزا بسنوات ضوئية…
بعد الإنجازات المحققة على مستوى هيكلة مؤسسة الجامعة، بمختلف المصالح إداريا وماليا وتقنيا، وتغيير طرق تدبير المنتخبات بجل الفئات ومن الجنسين، وضمان مكان متميز داخل الأجهزة قاريا ودوليا، جاء الدور على العصب والأندية.
فعلى مستوى الأندية، وضعت الجامعة مخططا للمواكبة والمتابعة والمراقبة، صحيح أن هناك منجزات ساهمت في تحقيق جزء مهم من إعادة هيكلة، وإصلاح الكثير من الاختلالات التي عطلت مسار الأندية لعقود، إلا أن هناك عملا كبيرا ينتظر الجهاز الجامعي، بقيادة أساسية للقجع.
فليس من السهل ضمان حضور لافت للأندية الوطنية على الصعيد القاري، ذلك أن استمرار الحضور الفاعل، وتعزيزه بكسب ألقاب تاريخية، يعد بالفعل عملا جبارا يستحق الإشادة والتنويه، إلا أنه لابد من وضع أسس صلبة لاستمرار نفس التوهج، وهذا يمر عبر تقوية الأندية من الداخل، وإرساء أسس تدبير حداثي وبعد مقاولاتي، وحكامة في التسيير، هذا هو الرهان المستقبلي الذي يجب أن يشكل خارطة طريق خلال المراحل القادمة.
وإذا كان هناك من فشل يسجل في التجربة الحالية، فإن الأمر يسجل -بكامل الأسف- على مستوى العصب الجهوية، فهناك تفاوت كبير على جميع المستويات، صحيح أن هناك عصبا جهوية تعمل وتخطط وتنفذ وتحرص على مواكبة مخططات الإصلاح، لكن بالمقابل، لابد من تسليط الأضواء على عصب غارقة في سبات عميق، تكتفي بنشاط شكلي، لا تتفاعل مع محيطها، كما لا تؤثر في الأحداث ولا تبادر، المهم بالنسبة لمسؤوليها ضمان المقعد المريح.
نقطة أخرى لابد من الانكباب عليها من طرف كل المتدخلين، وليس الجامعة فقط، وتهم تنقية الأجواء ومحاربة الفساد والفوضى والتسيب، وكل مظاهر الانحرافات التي بدأت تطغى على المشهد، فبدون تنقية الجو العام وتخليقه، لا يمكن ضمان مساهمة أساسية للنخب والأطر العليا، وسيبقى المجال مفتوحا على مصراعيه، أمام عاهات تعيث فسادا وتنشر التسيب وتتفنن في محاربة الكفاءات…

>محمد الروحلي

Related posts

Top