اتهامات مصرية مجانبة للصواب

يتواصل الجدل حول فرضية تأجيل نصف نهاية عصبة الأبطال والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وربط إمكانية الحسم في هذا الموضوع بالاجتماع الذي من المنتظر أن تعقده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الأسبوع المقبل.
وطبيعي أن يهتم جزء من الإعلام المصري بهذا الموضوع، نظرا لوجود ثلاثة أندية مصرية بالمربع الذهبي للتظاهرتين معا، إلى جانب الفرق المغربية الأربعة وهي الوداد والرجاء البيضاويان ونهضة بركان وحسنية أكادير، بالإضافة إلى حوريا كوناكري الغيني النادي الوحيد خارج منطقة شمال أفريقيا.
كان من الممكن أن يكون اهتمام الأشقاء المصريين بهذا الموضوع مسألة عادية جدا، لولا أن البعض من الإعلاميين والمنشطين بأرض الكنانة، ذهبوا بمخيلتهم إلى تأويلات واستنتاجات غير صحيحة تماما، خاصة بعدما أصبحوا يتحدثون عن سيطرة المغرب على مصدر القرار، ومعرفة الجامعة المغربية بأخبار وتواريخ (الكاف) قبل المصريين، رغم أن المقر يوجد بالعاصمة المصرية القاهرة.
المعطى الذي أطلق العنان لهذه المخيلة الخصبة، هو ما تضمنه بلاغ العصبة الاحترافية لكرة القدم، الخاص ببرمجة المباريات المؤجلة، وبالضبط التاريخ المحدد بالنسبة للديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد، وهو الرابع والعشرين من الشهر الجاري، أي قبل يوم واحد من الموعد المحدد من طرف الجهاز القاري للمواجهة المرتقبة بين الوداد والأهلي، أي الخامس والعشرين، وهى المباراة التي ستعقبها الموقعة التي ستجمع بين الزمالك والرجاء.
ودائما في إطار نفس الخيال الخصب للفراعنة، قيل إن فوزي لقجع المدافع المستميت عن مصالح الأندية المغربية، يسعى وراء تأجيل تواريخ النصف، بغرض منح الوداد المزيد من الوقت قصد الاستعداد في ظروف مواتية، بعد توقف اضطراري بسبب إصابة أبرز لاعبه بوباء كورونا المستجد.
وكما جاء في الرد الذي خص به الزميل محمد مقروف الناطق الرسمي للجامعة قناة “أون تايم” المصرية بان تحديد التواريخ من طرف العصبة والجامعة المغربيتين هو شأن داخلي، وأن البلاغ الرسمي الصادر في هذا الشأن، أوضح أن التواريخ رهينة بما ستعلنه “الكاف” رسميا بخصوص موعد نصف النهائي، أما ما يقال بأن الجانب المغربي على علم مسبق بالقرار النهائي، أو حدوث تأثير معين على مصدر القرار، غير صحيح ومغالطة مع سبق الإصدار والترصد.
تدخل مقروف جاء بطريقة لبقة، لكنه عرف كيف يرد بالدلائل على اتهام الجامعة المغربية بالتاثير على القرارات، حيث أكد بوضوح أن النتائج المسجلة الموسم الماضى مثلا، ليست في صالح الفرق المغربية، والجميع يعرف أن لقب الاتحاد الإفريقي ذهب للزمالك، أما المتعلق بالعصبة، فالكل تابع الظلم الذي تعرض له الوداد ذهابا وإيابا، نفس الشيء بالنسبة لنهضة بركان وحسنية اكادير.
عموما، فإن هذيان بعض المحللين والمنشطين بالشقيقة مصر ، سلوك تعودنا عليه في كل المناسبات مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وممارسة الضغط يعتبر بالنسبة لهؤلاء خارطة سلوك مألوف ألفناه، تماما كما حدث في قضية تحديد مكان إجراء المباريات الحاسمة، إذ كان الحديث بشكل متعصب عن مكان إجراء النصف، وما ترتب عن ذلك من اتهامات وهجمات أيضا على شخص رئيس الجامعة المغربية، رغم أنه طالب بمبدأ تكافؤ الفرص.
المهم بالنسبة للجانب المغربي هو أن تستعد أنديته في أحسن الظروف بعيدا عن تداعيات كل هذه الحروب الصغيرة التي يشنها جزء من الإعلام المصري، وأن تظهر الأندية المغربية بمستوى يؤهلها للمنافسة بقوة، وأن تحقق نتائج تلبي طموحات الجمهور الرياضي، مع احترام كامل للروح الرياضية العالية والتنافس الشريف.
مع توجيه التحية بطبيعة الحال لأشقائنا المصريين ..

محمد الروحلي

Related posts

Top