اختتام النسخة الـ16 من بطولة العالم لألعاب القوى بلندن

اختتمت أمس الأحد، بالعاصمة البريطانية لندن فعاليات النسخة السادسة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى التي سجلت نجاحا إنجلترا على مستوى التنظيم المحكم والحضور الجماهيري، بسيطرة أمريكية على سبورة الميداليات، في حين خرج المغرب بميدالية فضية يتيمة للبطل الواعد سفيان البقالي.
وإلى حدود أول أمس السبت، حصدت أمريكا (27 ميدالية) لتستعيد الصدارة التي آلت لكينيا بدورة ببكين 2015، والتي اكتفت بـ 8 ميداليات، متبوعة ببولونيا (7 ميداليات)، وهو ترتيب قد يقع فيه بعض التغيير بعد إجراء ما تبقى من منافسات البطولة مساء أمس الأحد.
حدث هذا في غياب أبرز العدائين الروس الذين سلطت عليهم عقوبة التوقيف من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بينما يلاحظ تراجع كبير لجامايكا التي عودتنا على التألق والإبهار في مسابقات السرعة، إلا أن انهيار الأسطورة أويسان بولت على نحو غير متوقع حمل معه انهيارا للمدرسة الجامايكية بطريقة مروعة بعدما فرضت ولسنوات هيمنتها على سباقات السرعة والتناوب مطيحة بأسياد السرعة من الأبطال الأمريكيين.
وكم كان قاسيا أن يشاهد العالم هذا الانهيار غير المتوقع وغير المنتظر على الإطلاق، فبعد هزيمة قاسية في نهائي 100م أمام الأمريكيين جاستن غاتلين وسيبستيان كولمان، عقد “البرق” الجامايكي العزم على تعويض الإخفاق في مسابقة 400م تناوب، على أمل الخروج بأفضل صورة ممكن لهذا البطل الكبير الذي أنقذ ولسنوات العاب القوى العالمية من الركود والرتابة.
بيد أن بولت -وعلى غير المتوقع- سقط الهرم من أعالي مساره الحافل بالألقاب والإنجازات الاستثنائية، بعد تمزق عضلي في الفخذ جعله غير قادرا على الوقوف، فبالأحرى المنافسة على الصف الأول الذي احتكره طيلة 7 سنوات كاملة كان خلالها أسرع رجل في العالم بكثير من الجدارة والاستحقاق.
انتهى بولت ليخرج من عالم ألعاب القوى كعداء فذ، لكنه خرج على نحو لا يستحقه أبدا، هزيمة وإصابة وهو الذي قال يوم خسارته للقب 100م “لقد حان وقت التوقف بعدما أحسست بأن جسمي لم يعد يطاوعني كما كان”، غادر بولت حلبات العدو، لكنه سيظل أيقونة ألهمت جيلا بكامله ومنحت العاب القوى مساحة كبيرة من الأمل والشعبية والثقة في المستقبل، وسيشكل رمزا يلعب دورا رياديا في خدمة الرياضة وألعاب القوى الدولية.
بالنسبة للمشاركة المغربية فلا شيء يذكر، فباستثناء فضية سفيان البقالي في سباق 3000م موانع، فإن باقي الأسماء عجزت عن فرض الذات بما في ذلك عبد العاطي إيكيدر الذي عجز حتى عن خوض نهاني مسابقة 1500م، حيث أقصى في دور النصف بعدما تأهل إليه بصعوبة خلال الدور الأول.
وحسب العديد من الآراء التقنية، فان إيكيدر التي تقدم في السن، كان من المفروض أن يشارك في مسابقة 5000م عوض 1500م التي تتطلب استعدادا بدنيا خاصا، بالإضافة إلى المنافسة المشتعلة التي تعرفها هذه المسافة خاصة من طرف العدائين الكينيين، أما سباق 5000م؛ فلم يعرف منافسة قوية وكان من الممكن أن تشكل فرصة لإيكيدر من أجل الحفاظ على حظوظه في اعتلاء منصة التتويج حتى وهو في سن متقدم.
والملاحظ بالنسبة للمشاركة المغربية دائما وصول أربعة عدائين فقط للمراحل النهائية كحصيلة ضعيفة، إذ من أصل 14 عداء وعداءة تشكل منهم الوفد المغربي تأهل إلى النهائيات كل من العقاوي ورباب العراقي (1500م) وسفيان البقالي (3000م موانع) والكعام (1500م)، بينما تم إقصاء الباقي مبكرا.
إلا أن هناك أملا في المستقبل وفي الجيل الجديد الذي تألق في البطولات القارية والجهوية، والذي تكون كما قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عبد السلام أحيزون بالمعاهد والمراكز الوطنية والجهوية .. جيل سيقوده بكثير من الاستحقاق سفيان البقالي الفتى الذهبي الذي كانت تبحث عنه العاب القوى الوطنية منذ اعتزال الأسطورة المغربية هشام الكروج.
ننتظر هذا المنعطف الحاسم في مسار العاب القوى الوطنية بدخول عدائين جدد غمار التظاهرات الدولية الكبرى ليشكلوا مستقبل هذه الرياضة، والموعد الكبير هو الدورة الـ17 .. فوداعا لندن 2017 في انتظار الدوحة 2019 …

مبعوث بيان اليوم إلى لندن: محمد الروحلي

Related posts

Top