استمرار وحيد مضيعة للوقت

انهزم المنتخب المغربي بثلاثية نظيفة أمام نظيره الأمريكي، في المباراة الودية التي جمعتهما بولاية أهايو الأمريكية، بحضور جمهور مغربي قياسي، قدم من مختلف الولايات، خالقا بوجوده، أجواء وطنية حماسية، شدت انتباه المتتبعين.

وتعد هذه المباراة الأولى ضمن برنامج التحضير لنهائيات كأس العالم. وجاء اختيار المنتخب الأمريكي، بحكم تواجد المنتخب الكندي ضمن المجموعة السادسة، التي تظم أسود الاطلس، إلى جانب بلجيكا وكرواتيا.

انتهى الشوط الأول من المباراة التي جرت بمدينة سانسيناتي، بفوز أصحاب الأرض بهدفين لصفر. وفي الشوط الثاني، تمكن أصحاب الأرض، من إضافة هدف ثالث، وكان من الممكن ان تكون الحصة أكبر من ذلك بكثير، مع العلم أن أصدقاء العميد رومان سايس، أضاعوا خلال الربع ساعة الأخيرة ضربة جزاء، نفذها بطريقة سيئة اللاعب سليم أملاح.

 قدمت العناصر الوطنية خلال هذه المباراة الإعدادية، والتي تدخل ضمن تواريخ الفيفا، عرضا سيئا للنسيان. تفكك، سلبية بمختلف الخطوط، غياب التجانس، طغيان الفرديات الزائدة، تيهان طاقم تقني، بقيادة مدرب لا يعرف ما يقدم ولا يؤخر.

ظهر لاعبو المنتخب، وكأنهم يلتقون لأول مرة، وحتى الإشراقات القليلة التي سبق أن أضاءت مسار الفريق خلال مرحلة الإقصائيات، اختفت لتعم الضبابية على الأداء، إلى درجة يمكن معها طرح السؤال:

 هل هذا منتخب مؤهل للمشاركة بالمونديال؟ 

غريب حقيقة ما يحدث، فهناك إصرار من طرف المدرب وحيد، على حضور لاعبين انتهت صلاحيتهم منذ مدة، ليس بسبب السن، ولكن نظرا لتراجع كبير في العطاء..لاعبون لا يمارسون بصفة رسمية ضمن انديتهم، يأتى بهم المدرب للمنتخب، قصد كسب إيقاع المنافسة الرسمية، في حالة تمثل قمة التناقضات غير المسبوقة.

 يمكن أن تطرح هناك مبررات قصد تمرير هذه النتيجة، ليس بسبب الحصة، ولكن نظرا للأداء الكارثي الذي شهد عليه الآلاف من الجماهير المغربية العاشقة للفريق الوطني، والمبرر الذي يقدم في هذه الحالة، هو العياء وانتهاء الدوريات بأغلب الدول الأوروبية، وغيرها من الاسطوانات المشروخة.

وهناك جواب بسيط في هذه الحالة، يمكن أن يدحض مثل هذه المبررات الواهية، وغير المنطقية، فأغلب لاعبي المنتخب الأمريكي مثلا يمارسون هم أيضا ضمن دوريات خارجية، ومع ذلك ظهروا بمستوى لافت، سيطروا بالطول والعرض، لم يظهر عليهم لا عيان ولا تراجع ولا سلبية في الأداء، والفرق الذي ربما نسيه وحيد، هو أن المدرب غريغ بيغالتير، يعتمد على لاعبين أساسيين ضمن أنديتهم، لا يجامل أحدا، ولا يدخل في خلافات هامشية، بلا تصعيد ولا عجرفة زائدة.

 أغلب الأوساط كانت تنتظر إقالة المدرب وحيد للإدارة التقنية للمنتخب، مباشرة بعد انتهاء التصفيات، إلا أن أمورا داخلية وشروط العقد، فرضت على إدارة الجامعة الابقاء علي وحيد  زمانه، ضدا على رغبة الملايين، ممن طالبوا صراحة بإحداث تغيير ضروري، لأن استمراره مجرد مضيفة للوقت، يمكن أن تقلل بدرجة كبيرة من حظوظ الفريق الوطني، وإمكانية تقديم عروض أفضل، في مواجهة مدارس قوية، تبدو مؤهلة للمنافسة على أعلى مستوى.

محمد الروحلي

Related posts

Top