الأوكيمدن ..ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغلاء أثمنة الركوب

محمد ارباع

تحولت أوكيمدن بإقليم الحوزهذه الأيام إلى قبلة للسياحة الشتوية، حيث أمسى الآلاف من الزوار يقصدونها للتمتع بمناظرها الجبلية الجميلة التي غطتها الثلوج التي تهاطلت على المنطقة بكميات مهمة، جعلت هذه المحطة تتصالح مع عشاقها من هواة الرياضات الشتوية الذين تقاطروا على المنطقة فرادى وجماعات من مختلف أرجاء المملكة. زوار من مختلف الفئات يأتون إلى المنطقة للاستمتاع بالحلة البيضاء لسلسلة الأطلس الكبير بقممه وسفوحه، مما يعيد الدفء للمحطة رغم برودة الطقس ويفسر الانتعاش الحاصل على مستوى القطاع السياحي وما يرافقه من رواج تجاري.
ولكن رغم هذا النشاط الحيوي، سجل المهتمون بالشأن المحلي عدة اختلالات لا يمكن تفسيرها سوى بغياب برامج خاصة بهذه المحطة مبنية على التوقعات المستقبلية والتي تأخذ بعين الاعتبار حسن استقبال الزوار الذين يتوافدون على المنطقة من أجل السياحة. فهذه الاختلالات المسجلة تبقي محطة الأوكيمدن نسخة طبق الأصل للأعوام الماضية، حيث موجة الغلاء وانعدام الأمن واستشراء التسيب على أكثر من صعيد. وتحدث المهتمون بالشأن المحلي في هذا السياق عن التلاعب بأثمنة وسائل النقل من طاكسيات وسيارات النقل المزدوج، بحيث أصبح الحديث الطاغي على الألسنة هو الارتفاع غير المبرر لأسعار الركوب التي يفرضها أصحاب هذه الوسائل التي تنقل المواطنين، فبالرغم من انخفاض سعر الغازوال، إلا أن ما يتم فرضه من أثمنة على الزبناء يبقى خياليا، بل ويربك حسابات البعض من السياح.
وسجل الملاحظون أيضا تزايد الطلب على وسائل النقل لمحطة الأوكايمدن عبر جماعة أوريكة، كما لاحظ هؤلاء، فتح الباب على مصراعيه بهذه البوابة الاستراتيجية لظاهرة النقل السري بسيارات مهترئة حالاتها الميكانيكية متدهورة للغاية، ورغم ذلك، فإن أصحاب هذه الوسائل، يقول المهتمون بالشأن المحلي، يحملونها ما لا طاقة لها به، مما يهدد سلامة الركاب بل وسلامة مستعملي الطريق. وأشار الملاحظون في هذا الإطار إلى التضاريس الصعبة للأوكويمدن ومسالكها ذات المنعرجات الحادة والوعرة والتي يسلكها أصحاب النقل السري مما يهدد حياة الركاب، مضيفين، أن هذه الوضعية لا تستأثر باهتمام المسؤولين بسبب طغيان الرشوة التي تبقى هذه الآفة من بين المعيقات التي تعرقل المجهودات الرامية للتنمية السياحية. لهذا وذاك، دعا هؤلاء المهتمون بالشأن المحلي للقيام بمقاربة تنموية شمولية الغاية منها استثمار ما تزخر به الأوكيمدن من قيمة فريدة كواحدة من أغنى المناطق المحتضنة لتراث ثقافي هام يكمن في نقوشها الصخرية التي تعود لمئات السنين وفي مغاراتها المتميزة ومسالكها الجبلية الساحرة وفي خيراتها المتنوعة ودواويرها الأكثر تماسكا واستقرارا وكلها معطيات جد إيجابية. كما طالبوا الجهات المسؤولة بتطبيق الحكامة الجيدة في قطاع السياحة وتعبئة كل الموارد لكي تواصل الأوكايمدن كأيقونة إشعاعها وتوهجها بثلجها الناصع البياض ونقوشها وتراثها اللامادي وإنسانها ذي الرصيد العريق الضارب في عمق التاريخ.

Related posts

Top