الإطار الوطني عزيز العامري لـ : “بيان اليوم”

أكد الإطار الوطني عزيز العامري أنه كان محظوظ بالتتويج رفقة فريق المغرب التطواني بلقب البطولة الوطنية في أول مواسمها الاحترافية (2011-2012)، مبرزا أن مدربه السابق الفرنسي غي غليزو لعب دورا كبيرا في تحبيبه في مهنة التدريب.
وقال العامري في حوار أجرته معه بيان اليوم، إنه التحق بالديار الفرنسية بغية التكوين في المجال بأحد مراكز تأطير المدربين، مضيفا أنه لا بد من توفر الظروف المواتية حتى ينجح المدرب في عمله، كما حدث له خلال إشرافه على فريق أولمبيك أسفي.
وكشف العامري أنه كان متخوفا بسبب بعض الغيابات قبل حسم اللقب الأول بالانتصار على فريق الفتح الرباطي وسط تنقل جماهيري كبير للتطوانيين للرباط، معتبرا أن اللقب الثاني جاء بعد منافسة قوية مع فريق الرجاء البيضاوي إلى آخر جولة.
وتطرق العامري إلى المدرب الحالي لنادي توتنهام الإنجليزي البرتغالي جوزي مورينيو، موضحا أنه لا يرى فيه المدرب الناجح ما دام لم يمارس كرة القدم، مشددا على أن الأسطورة الهولندية يوهان كريف يبقى أفضل مدرب في تاريخ كرة القدم.

< كيف تقضي وقتك في فترة الحجر الصحي؟
> ألتزم وأنضبط بالتعليمات في هذه الفترة وأغادر البيت مشيا كما أقوم بتمارين رياضية لتقوية العضلات، حفاظا على لياقتي الصحية ذلك خارج مدينتي سيدي قاسم.

< في قراءة لمسارك الرياضي يبدو أنك لم تكن محظوظا، مارست كرة القدم لاعبا ثم أشرفت على تدريب مجموعة من الأندية، وعند اعتماد نظام الاحتراف أحرزت لقبين في البطولة مع المغرب التطواني، فهل انتظرت الاحتراف لتتألق؟
> من حسن حظي أنني أحرزت أول لقب في البطولة في أول موسم بنظام الاحتراف. كل رياضي ممارس يطمح للاستمرار في المجال لمدة أطول لأن فترة اللعب محدودة خلافا لميدان التدريب. فلما كنت في فريق الجيش الملكي كنت أتردد على المدرب الفرنسي غي غليزو في مكتبه ليطلعني على كل ما لديه من جديد في المجال الفني خاصة وأنه يسافر كثيرا ويعرج على السويد وفرنسا وإنجلترا. استفدنا في تدريبنا من اجتهاداته، وكنا نطرح عليه الأسئلة حول أساليب التدريب سواء ما يتعلق باللياقة البدنية أو التحمل أو الديمومة أو لماذا نشرب الماء بكثرة موازاة مع بذل الجهد في التدريب أو تناول السكريات؟ عندما أكون أعاني من إصابة يمنحني القبعة والعداد ويدعوني لمرافقته مساعدا له في مهمته، ويكلفني بمجموعة من اللاعبين ألقنهم تمارين موازاة مع ما أقوم به، وهذا ما جعلني أحب مهنة التدريب، وأنا عائد إلى سيدي قاسم سنة 1979 قال لي غليزو “أفضل أن أراك مدربا في سيدي قاسم أكثر من لاعب … وأنت أهل لذلك”. وكان لي ذلك، عدت إلى الاتحاد القاسمي وبدأت مدربا ولاعبا رفقة العربي شباك تحت إشراف الرئيس الحاج لحسن الدليمي. في هذه الفترة أخذت أجتهد وأثابر، وفي سنة 1985 سافرت إلى فرنسا وحدي، بعد مراسلة الاتحاد الفرنسي الذي رد علي بالترحيب، والتحقت بالمركز الوطني ڤيشي وأديت الواجب المادي وكنت العربي الوحيد من إفريقيا رفقة التونسي تميم وسط المتدربين الأجانب واشتغلنا في حصص مكثفة مدتها 12 ساعة في اليوم.

< لكي ينجح المدرب في محطات مساره لابد من ظروف مواتية للعمل، وأنت حققت الصعود مع أولمبيك أسفي تحت إشراف أحمد غيبي ولقبي البطولة مع المغرب التطواني ورئيسه عبد المالك أبرون، كيف ذلك؟
> نعم .. أقول دائما أن المدرب لكي ينجح لابد له من الكفاءة ولابد أن تتوفر له شروط وظروف العمل بفضل مسير في مستوى أحمد غيبي، ومع هذا المسير تمكننا من الارتقاء إلى الصف الرابع بعد أن كان الفريق مهددا بالنزول، بعد ذلك طلبت منه تحضير ملعب جيد ولبى الطلب في شهر غشت الموالي وهيأ لنا ملعبين واحد صغير وآخر كبير والإنجاز يترجم رغبة وطموح المسير أكثر من المدرب لتحقيق النتائج الإيجابية، وإضافة لذلك وفر الرجل الإمكانيات المادية وبذلك رأيت في. مسيرا نموذجيا بحبه وجديته.
< مع المغرب التطواني فزتم بلقبين في البطولة، وفي أول موسم احترافي توجتم بالانتصار على الفتح الرباطي في ملعبه في مباراة حاسمة برسم آخر دورة، كيف ذلك؟
> المباراة حولت جمهور تطوان برقم قياسي بلغ 34 ألف متفرج إلى الرباط والفريق مطالب بالفوز لحسم اللقب. كنت متخوفا لأن الفريق محروم من لاعبين أساسيين كمحمد أبرهون الذي كان ضمن المنتخب الأولمبي في دوري تولون والإيفواري مرتضى فال. وطيلة الأسبوع عملت على تحضير لاعبين آخرين في مستوى الحدث. وفي النهاية أحرزنا اللقب.

< وفي موسم 2013-2014 اللقب الثاني في وقت كان على المغرب التطواني الفوز وهو ينافس الرجاء؟
> بالفعل كان الحدث مشرقا خاصة وأن فريقنا انهزم أمام الرجاء في الدار البيضاء بنتيجة ثقيلة 5-0 وعمل الرئيس عبد المالك أبرون حتى ينسى اللاعبون الهزيمة وبرمجنا حصة تدريبية في الدار البيضاء ومأدبة في لقاء بتطوان ودخلنا التحضير بسرعة فتعادلنا في ملعبنا مع نهضة بركان وانهزم الرجاء في أسفي وأحرزنا اللقب بفضل الجمهور وجميع المكونات .. وهذا هام جدا.

< ماذا قلت عن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو؟
> عندما تكلمت عن مورينيو هل كنت أرغب في أخذ مكانه؟ أنا أحلل المردود الفني علميا في المجال التقني وشخصيا أرى أن كل مدرب لم يلعب الكرة يواجه مشاكل مع لاعبيه. والجميع يعرف أن مورينيو لم يلعب الكرة وفي كل فريق يجد مشاكل مع لاعبين مميزين وها هو اليوم مع توتنهام يطلب منه الارتقاء بمستوى الفريق ورغم التوفر على لاعبين أفضل من مانشستر سيتي لم ينجح في المهمة ونلاحظ تراجع مستواه الفني. شخصيا أرى أن أسطورة التدريب تاريخيا يجسدها المدرب الهولندي الخبير يوهان كرويف الذي وضع لوضعه الأسس لمدرسة قائمة.

< وبالنسبة للاتحاد القاسمي الذي خدمته لاعبا ومدربا ورئيسا، يبدو أنه تراجع عقب رحيل الحاج لحسن الدليمي؟
> بالفعل .. الاتحاد القاسمي أصبح محگورا والغريب أنه بدون ملعب منذ مدة وفريق بدون ملعب أمر غير مقبول باعتباره الفضاء الخاص بالجمهور ونتأسف لما آل إليه الوضع في الاتحاد القاسمي بعد سنوات الحضور الوازن تاريخيا. الفريق يتوفر على الإمكانيات المادية وفي المدينة أطر سبعة أو ثمانية بتجارب وقدرات. والأمل أن تنهض المؤسسة ويعود الإشعاع.

< حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top