الجديدة : أولاد فرج.. قرية من دون بنيات تحتية ولا حدائق عمومية ولا أزقة معبدة

تستوقفك وأنت تزور قرية أولاد افرج بإقليم الجديدة، حالتها المتدهورة على جميع الأصعدة، لا بنيات تحتية، لا حدائق عمومية، لا أزقة معبدة، لا مرافق عمومية، لا كهرباء كافية لإنارة الدروب والأزقة، لا معامل لامتصاص بطالة الشباب، قرية ينخرها الفساد الضارب جذوره في جميع مؤسساتها، وتعيش ساكنتها في عزلة تامة، رغم أنها تقع على تراب جماعة لها مصادر وموارد متعددة، كعائدات كراء ثاني أكبر سوق في المغرب، ثم عائدات كراء عدد كبير من الدكاكين ومصادر أخرى .
والأكيد أن حد أولاد افرج يعد منطقة غنية فلاحيا بحكم التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة من دكالة، حيث تمتاز بزراعة الحبوب والقطاني والخضر والبواكر، بالإضافة إلى تربية الماشية وغيرها، وبحكم موقعها المتميز الواقع في ملتقى الطرق الرئيسية الرابطة بين سيدي بنور والجديدة وسطات ثم البيضاء .
ورغم مرور ما يزيد عن ستين سنة على إحداث الجماعة الترابية أولاد أفرج التابعة لعمالة إقليم الجديدة، قبل أن تخضع لتقسيم تفرعت عنه جماعات أخرى، فرضتها الظروف من أجل حل مشاكل المواطنين
وتقريب الإدارة منهم والاستفادة من مسايرة التنمية، لكن لا شيء من ذلك تحقق سوى الإقصاء والتهميش والنهب والسرقة، حيث ظلت أولاد أفرج وإلى الوقت الراهن في حالة تدمي القلب، تعيش على وقع تهميش وإقصاء من طرف من تعاقبوا على تسير المجلس الجماعي، تسيطر عليها مظاهر البداوة و التخلف وبقرة حلوبا ومرتعا خصبا لكل أنواع الفساد الإداري والاستغلال البشع لمواردها وإنتاجها .
وإذا ما كلفت نفسك في جولة قصيرة لتفحص حالتها ستجد كل شيء يعيش على فوضى وعبثية، إذ يفاجأ الزائر بتراكم الأزبال في كل مكان، وتناثر العربات المجرورة في الأزقة وأمام المؤسسات الإدارية وانتشار الخيام، وكأنك في موسم لا في قرية.
كان من المفروض أن تنال حقها من التنمية، وترى الناس يتجولون وسط حمير وبغال والكلاب الضالة، و لا شيء يوحي بأنك داخل قرية يجب أن تكون في منأى عن هذه الظواهر، بيد أن فساد منتخبي المنطقة جعلها منكوبة وتعيش خارج التحضر والتمدن، إذ ترى الأطفال يلعبون في البرك المائية ملطخة أجسادهم بوحل وكأنهم لاجئين رمتهم الأقدار على أتربة هذه القرية اللعينة ساساتها، لا ذنب لهم في معاناة وحرمان فرض عليهم من بطون جائحة وعقول خاوية وضمائر لا تخاف الله، الأمر الذي يعكس
وبدون شك تسييرا جماعيا ضعيفا لا يخدم إلا مصالحه الشخصية ضاربا عرض الحائط مصالح المواطنين.
وفي الحديث عن اهتمامات شباب المنطقة الذي يتطلع إلى أن تتوفر قريته على ملعب لكرة القدم في المستوى اللائق ودار الشباب وذلك لتصريف وقت فراغهم فيما هو أفيد وصقل مواهبهم، تصدم حين تجد مجلسا جماعيا غير مهتم بالمجال الرياضي إطلاقا، من خلال عدم انخراطه في تأهيل الملعب القروي لحد أولاد أفرج، ولا في جعل دار الشباب تقوم بالدور المنوط بها، إذ تظل هذه المعلمة الثقافية الوحيدة في المنطقة شبه مغلقة.
وأما على المستوى الصحي فحدث ولا حرج، مادام المركز الصحي الجماعي الوحيد، قد تحول إلى ملجأ للمتشردين يحتمون فيه من شدة البرد القارص، مركز صحي لا يحمل من الصحة إلا الاسم تحاصره الأزبال وروث البهائم من كل الجنبات، العربات المجرورة رابضة على طول سوره الخارجي والخيول والحمير والبغال وجدت لها مكانا هناك دون أدنى تدخل للحفاظ على نظافة وحرمته، مشهد خارجي يبدو كصورة عاكسة لصحة مريضة عليلة وشغيلتها تعاني أكثر أمام التهميش والخصاص المهول في الأطباء ذوي الاختصاص والممرضات، علاوة على أن دار الولادة لا تتوفر على التجهيزات الضرورية حيث لازالت الحالات المستعصية يتم توجيهها إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية تنهك جيوب المواطن الفرجي .
فإلى متى ستظل آمال ساكنة منطقة أولاد معلقة تنتظر بزوغ فجر جديد يحمل معه رياح التغيير و التطور والمشاريع المساهمة في التنمية البشرية واقتلاع جذور الفساد؟.

> عبدالله مرجان

Related posts

Top