الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا لـ “الكاف” بالتزكية

زكت الجمعية العمومية الـ43 للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يوم الجمعة الماضي بالرباط، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا جديدا خلفا للملغاشي أحمد أحمد.
وتبوأ رجل الأعمال رئاسة الاتحاد القاري بالتصفيق لغياب منافسين بعدما بقي مرشحا وحيدا لهذا المنصب إثر انسحاب منافسيه الثلاثة في وقت سابق، كما تقتضي ذلك قوانين الاتحاد.
وأعرب موتسيبي في كلمة مقتضبة عقب تزكيته عن “شكري وامتناني” لاختياره لهذا المنصب الذي وصفه “بالتشريف الكبير”.
وأضاف “أشكر أيضا جاني (إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي) وتشجيعاته للعمل في إطار الوحدة، لن نرفع التحديات التي تواجهنا إلا إذا كنا موحدين”.
وكان إنفانتينو توصل إلى عقد اتفاق يقضي بانسحاب المرشحين الإيفواري جاك أنوما والسنغالي أغوستان سنغور والموريتاني أحمد ولد يحيى، بحيث يحصل الأول على منصب مستشار الرئيس والأخيران على منصبي نائبي الرئيس.
ويتولى موتسيبي قيادة الاتحاد القاري الذي يضم 54 اتحادا وطنيا، بينما أوقف رئيسه السابق أحمد من قبل الاتحاد الدولي خمس سنوات قلصتها محكمة التحكيم الرياضي إلى سنتين لخروقات متعلقة بـ”واجب الولاء، عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى، إساءة استخدام المنصب” بالإضافة إلى “إساءة إدارة الأموال”.
وموتسيبي أول جنوب إفريقي يرأس الاتحاد الإفريقي، وذلك بعد رئيسين من كل من مصر والسودان ورئيس من إثيوبيا والكاميرون ومدغشقر.
وخلافا لرؤساء سابقين في الاتحاد القاري، قادمين من اتحاداتهم الوطنية، برز اسم موتسيبي من خلال رئاسته نادي ماميلودي صندوانز بطل القارة في 2016.
وتعد رئس نادي مدينة بريتوريا منذ 2003، بأنه سيتخلى عن منصبه لنجله، بحال فوزه في الانتخابات القارية.
إلى ذلك، أكد موتسيبي أن “ملامح كرة القدم القارية لن تظل كما كانت”.
وأضاف موتسيبي (59 سنة) خلال ندوة صحفية أنه “من الضروري التحرك بسرعة. يجب تحسين الوضعية المالية للاتحاد الإفريقي ووضعها في موقع أفضل كثيرا”.
ويرى موتسيبي أن كرة القدم لا يمكنها أن تزدهر بدون الشراكة مع القطاع الخاص والاستفادة، على الخصوص، من الحقوق التجارية وعائدات البث التلفزيوني.
من جهة أخرى، أعرب موتسيبي عن نيته زيارة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي للوقوف بشكل مباشر على التحديات التي يجب مواجهتها.
وقال ” أتعهد بزيارة جميع الدول الأعضاء، حيث من المهم أن أكون بجانبكم لمعاينة التحديات التي يجب رفعها بغية إحداث تغييرات في البلدان الإفريقية ولقاء مسؤولي كرة القدم والقادة السياسيين في كل بلد لتجسيد جميع القرارات المتخذة”.
وأشار إلى أن النجاح الذي سيتم تحقيقه في غضون اثني عشر شهرا سيضع الأسس الضرورية لضمان النجاح الفعلي لكرة القدم الإفريقية على المستوى العالمي.
وبخصوص مشاركة المنتخبات الإفريقية في نهائيات كأس العالم، أكد موتسيبي أن القارة تتوفر على “منتخبات كبيرة لكن لا يمكنها الذهاب إلى أبعد من الأدوار الأولى”.
وقال “إن بعض النتائج الإيجابية تتطلب وقتا، لكن كل شيء يبدأ بالاستثمار في الشباب والبنيات التحتية”، مضيفا “ما زلت واثقا ومتفائلا بأن إفريقيا ستقول كلمتها في كأس العالم وبطولة العالم للأندية”.

****

من هو باتريس موتسيبي:

يعتبر أغنى رجل في القارة الإفريقية بثروة تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، وبات أول جنوب إفريقي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف). فقد تمت تزكية باتريس موتسيبي، 59 سنة، خلال الجمعية العمومية التي شارك فيها مسؤولو الاتحادات القارية وحضرها جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ولا يعرف عن موتسيبي ارتباطه أو عشقه كرة القدم سوى أنه مالك ورئيس لنادي ماميلودي صندوانز، الحائز على دوري أبطال إفريقيا في سنة 2016. فهو على حد قوله “يحب كرة القدم حبا غبيا غير مسؤول”، واسمه في المقابل مرتبط أكثر بالأعمال التجارية والمناجم، وبالنجاحات الاقتصادية التي حققتها نخبة سود ازدهرت في جنوب إفريقيا بعد نهاية حقبة التمييز العنصري.
ولم يطرح اسم باتريس موتسيبي في السباق الانتخابي سوى في نونبر 2020، واختلف عن منافسيه المنسحبين بعدم توليه أي منصب انتخابي في السابق أو مسؤولية باتحاد كرة القدم في بلاده، فيما شغل هؤلاء جميعهم منصب الرئيس، لكن علاقاته المميزة برجل الأعمال الكونغولي الديمقراطي الثري مويز كاتومبي، رئيس نادي مازيمبي، وبرئيس اتحاد نيجيريا للعبة النافذ أماجو بينيك فتحت له أبواب التقرب من أصحاب القرار قاريا ودوليا.
ويعتبر باتريس موتسيبي صهر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إذ أن شقيقته متزوجة من الأخير، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
ونشأ موتسيبي في بلدة سويتو الكبيرة في ضواحي جوهانسبورغ، معقل المناضلين المدافعين عن حقوق السود خلال حقبة التمييز العنصري وعلى رأسهم نيلسون مانديلا، وتعلم مبادئ التضحية والعمل في متجر والده، الذي كان أصلا أستاذا بمدرسة، وبالتالي كان منذ شبابه شاهدا على مصاعب مواطنيه من الطبقات المتواضعة والفقيرة، ما دفعه للتخصص في إدارة الأعمال وقانون التعدين.
ودخل موتسيبي أدغال الأعمال في أواخر تسعينات القرن الماضي عندما اشترى عددا كبيرا من المناجم، مستغلا انهيار سعر الذهب، ثم أنشأ في سنة 1997 شركة متخصصة في استخراج النحاس والبلاتين والحديد والفحم فتحت أمامه باب النجاح التجاري، قبل أن يدخل عالم كرة القدم من بوابة ماميلودي صنداونز في 2004.

رؤساء الكاف منذ النشأة

في ما يلي رؤساء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم
منذ سنة 1957

1957: عبد العزيز عبدالله سالم (مصر)
1958: عبد العزيز مصطفى (مصر)
1968: عبد الحليم محمد (السودان)
1972: يدنيكاتشو تيسيما (إثيوبيا)
1987: عبد الحليم محمد (السودان)
1988: عيسى حياتو (الكاميرون)
2017: أحمد أحمد (مدغشقر)
2021: باتريس موتسيبي (جنوب إفريقيا)

****

سنغور: نلتزم جميعا بدخول حقبة جديدة

قال رئيس الاتحاد السنغالي لكرة القدم أوغستين إيمانويل سنغور “نلتزم جميعا بدخول حقبة جديدة، وهي توحيد صف مكونات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والأشخاص ذوي الخبرة”.
وتابع “لقد اتخذنا اليوم خيارات في مصلحة كرة القدم الإفريقية. نعتقد أن باتريس سيكون رئيسا جيدا لخوض المعركة وتمكين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من استعادة إشعاعها سريعا، ولعب الأدوار الطلائعية”.
وأضاف “لا يتعلق الأمر بمسألة تصحيح مسار الهيأة القارية فحسب، ولكن وضعها في مكانها الحقيقي، كواحدة من أكبر الاتحادات في العالم “.
واختتم “لقد مررنا بأوقات عصيبة. إذا وحدنا كل الكفاءات، فسنكون قادرين على تغيير ملامح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “.

ولد يحيى: هذا الجمع تكريم لإفريقيا

أبرز رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد ولد يحيى أن “الورش ضخم، والعمل بدأ بالفعل اليوم. يجب أن تتضافر جهودنا من أجل إنجاح هذا التحدي”.
وخلص بالقول “ما زلت مطمئنا بشأن مستقبل كرة القدم الإفريقية. هذا الجمع العام يعد تكريما لإفريقيا وللاتحاد الإفريقي”.

أنوما: علينا تصفية الأجواء داخل الاتحاد

شدد رئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم جاك أنوما على ضرورة تضافر الجهود لإعادة وضع الاتحاد الإفريقي على السكة الصحيحة.
وبحسب أنوما، فإن أحد التدابير الأولى التي يجب اتخاذها هو “تصفية الأجواء داخل الاتحاد” وتكريس التوازنات المالية، مؤكدا أن الأولوية ستكون جلب الأموال الكافية لخزينة الاتحاد الإفريقي من أجل تطوير كرة القدم القارية.

Related posts

Top