الحكومة قلصت العجز في الاقتصاد الوطني من 7,3 إلى 3,5 بالمائة منذ توليها المسؤولية

أكد البروفيسور الحسين الوردي، وزير الصحة وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس الخميس، بخريبكة، على أن الحكومة الحالية استطاعت تقليص نسبة العجز في الاقتصاد الوطني من 7,3 بالمائة منذ توليها لمهامها سنة 2012 إلى 4,5 سنة 2014، كما قلصت النسبة خلال الشطر الأول من السنة الحالية إلى 3,5 بالمائة، موضحا أن الحكومة اشتغلت بوتيرة كبيرة لتحقيق هذا الرقم المهم الذي أنقد الاقتصاد الوطني من الوضع الصعب الذي كان عليه قبل قدومها.
وأضاف البروفيسور الوردي خلال مداخلته في موضوع «قطاع الصحة بين المكتسبات والرهانات المنتظرة»، نظمته الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بخريبكة، أن هذه الحكومة تميزت بجرأتها من خلال فتحها العديد من الملفات المعقدة كملف التقاعد، كما أنها الحكومة الأولى التي عرفت إخراج مجموعة من القوانين والمشاريع المهمة كتعميم التغطية الصحية وتخفيض أثمنة الدواء وغيرها من المنجزات.
 وأورد الحسين الوردي أن هذا النجاح الذي حققته الحكومة، كفيل بتعليل التحالف بين حزب التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، موضحا في هذا السياق، أنه تحالف صائب وناجح لأنه نابع من توافق حول البرنامج والأهداف التي يدافع عنها كلا الحزبين، مشيرا إلى أن تحالف العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية إضافة إلى التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، هو تحالف سياسي مبني على أساس برنامج هادف، وليس تحالفا إيديولوجيا أو استراتيجيا مبني على مرجعية، وأضاف في ذات النقطة، أن الظرفية والمرحلة التي كان يعيشها المغرب آنذاك، اقتضت من حزب التقدم والاشتراكية الانخراط  في هذه التجربة، من أجل إنقاذ اقتصاد البلاد ووضعه على سكة التنمية لتجاوز الإشكالات الصعبة التي كانت سائدة على المستوى الإقليمي والعربي.
وفي خضم حديثه عن الحزب، أكد القيادي الحسين الوردي أن حزب التقدم والاشتراكية يتمتع بقيمة كبيرة في المنظومة السياسية المغربية، ويلعب دورا هاما في الحياة السياسية، خصوصا وأنه من الأحزاب الوطنية القليلة التي يشهد لها بالعمل قبل استقلال المملكة ومن الأحزاب العريقة، إذ ومنذ 1943 عندما كان يطلق عليه آنذاك الحزب الشيوعي وهو يعمل على التعاطي مع جميع القضايا الوطنية المهمة، كما أن موقفه من جميع القضايا الكبرى لا زال لحدود الساعة مشرفا، وخلافا لما يقال، كونه حزبا صغيرا، أكد الوردي أن التقدم والاشتراكية كبير بمناضليه ومناضلاته وبتاريخه ووزنه السياسي عكس الأحزاب التي لا تاريخ لها، مشيرا إلى أن التقدم والاشتراكية حزب ضارب بجذوره في عمق التاريخ.
وشدد الوردي على أن استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي، تبرز بالملموس المكانة التي أصبح يحتلها حزب التقدم والاشتراكية، إذ حقق تقدما كبيرا مقارنة مع سابقتها من الاستحقاقات، حيث انتقل عدد المستشارين عن الحزب من 1000 مستشار سنة 2009 إلى 1760 مستشارا، بزيادة بلغت نسبتها 60 بالمائة، وهو رقم يحمل دلالات عميقة، توحي بأن الحزب في طريقه الصحيح، خصوصا وأنه حصد أزيد من نصف مليون صوتا، فضلا عن تسييره لأزيد من 80 جماعة. وأضاف الوردي، أن الحزب يواجه تحديا كبيرا خلال الاستحقاقات المقبلة، التي ستشكل محطة جديدة لتكريس الديمقراطية بالمغرب، مشيرا إلى أن بلادنا تسير اليوم في مسار ديمقراطي، يطبعه التنافس ويسود فيه منطق صناديق الاقتراع، كما أشار في مداخلته، إلى أن زمن التحكم والتلاعب بالانتخابات قد مضى، ولا صوت يعلو فوق الديمقراطية، والعمل، «وهذا ما يجعل حزب التقدم والاشتراكية –يقول الوردي- يختار «المعقول» شعارا له، لأنه حزب يقوم على أسس متينة ومبنية على أساس العمل الجاد الذي يهدف أولا وأخيرا لخدمة المواطن والشعب في عمومه».
وأوضح الوردي في إطار تفاعله مع ساكنة خريبكة، التي توافدت على اللقاء، وتجاوبت معه وطرحت مجموعة من القضايا سواء منها السياسية والحزبية أو المتعلقة بقطاع الصحة، أن حزب التقدم والاشتراكية يأخذ بعين الاعتبار جميع احتياجاتهم، ويعمل قدر الإمكان على التجاوب معها، كما أكد بصفته الوزارية، أنه يعمل على حل الإشكالات المرتبطة بقطاع الصحة والذي تعرفه مدينة خريبكة، مشيرا إلى أنه سبق وأن زار المدينة ذاتها قبل ثمانية أشهر، واستجاب لكافة طلبات الساكنة وخصوصا المطالب المتعلقة بالنقص في الموارد البشرية بالمصالح الطبية بالمدينة، مؤكدا على أنه بعث 35 إطارا طبيا بعدما كانت الساكنة قد طالبت بـ 27 فقط، وأضاف أنه سيعمل جاهدا من أجل تجاوز كافة الإكراهات المتعلقة بالموارد البشرية والتجهيزات الطبية والبنية التحتية بالمدينة.
وأبرز الحسين الوردي أن قطاع الصحة بالمغرب لا زال يعاني من عدة إشكالات كبرى نتيجة تراكم للملفات والقضايا منذ عهد الاستقلال، خصوصا من حيث البنية التحتية، إذ ومنذ الاستقلال، والمغرب لا يتوفر سوى على أربع مستشفيات جامعية فقط، مما استدعى الحكومة الحالية الإسراع إلى إحداث أربعة مستشفيات جامعية أخرى بكل من العيون وطنجة وأكادير إضافة إلى الرباط، مؤكدا على أن العمل منصب على معالجة كافة الملفات بطريقة تدريجية، مشيرا إلى أن إصلاح المنظومة الصحية يستدعي من الجميع، كل من موقعه، الانخراط فيه والمساهمة في إعطاء اقتراحات وحلول، إذ أن الجميع معني بالمشاركة تماشيا والمقاربة التشاركية التي تضع المواطن في عمق الإصلاح.
وشدد الوردي على أن وزارة الصحة تعمل جاهدة من أجل تجاوز العديد من الإشكالات التي يعاني منها القطاع، بما فيها مشاكل العاملين، بحيث أشار الوردي إلى أنه سبق وأن استجاب لمطالب الممرضين التي تجلت أساسا في خلق تكوين جامعي (LMD) ووضع قوانين مؤطرة، وهو ما تمت الاستجابة له، كما أشار إلى أن هناك مجموعة من الإصلاحات الأخرى التي سترى النور قريبا، إلا أن الوزارة حسب الوردي لا تستطيع معالجة كافة الإشكالات وإنما تعمل على حل الرئيسية والأساسية منها وتحسين الأوضاع في أفق الإصلاح الشامل.
وشدد الوردي على أن إصلاح قطاع الصحة يجب أن يظل بعيدا عن أية مزايدات سياسية تعرقل وتيرة الإصلاحات التي يمضي فيها القطاع، داعيا إلى ضرورة مساهمة الجميع من أجل تحسين الوضع والنهوض بالصحة في المغرب.
يشار إلى أن هذا اللقاء الذي سيره نبيل مثقال عضو الفرع الإقليمي للحزب بخريبكة، افتتح بكلمة لعبد الصمد خناني الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية، تحدث فيها عن السياق العام لتنظيم هذا اللقاء، مؤكدا على أنه يندرج ضمن اللقاءات التواصلية التي دأب حزب التقدم والاشتراكية على تنظيمها، كما يشكل فرصة – يضيف خناني- للتواصل بين ساكنة خريبكة من جهة ووزير الصحة من جهة أخرى حول القضايا الراهنة التي تهم القطاع، مشيرا في الوقت نفسه، على أن لقاءات الحزب تهدف إلى إشراك المواطنين في النقاش حول أهم القضايا الراهنة تماشيا والمقاربة التشاركية التي ينهجها الحزب، كما أشار الكاتب الإقليمي إلى أن اللقاء يشكل كذلك محطة لتثمين مجهودات البروفيسور الحسين الوردي على رأس وزارة الصحة.

 محمد توفيق أمزيان      

Related posts

Top