الزميل محتات الرقاص رئيسا جديدا للفدرالية المغربية لناشري الصحف بالإجماع

انتخب، بالإجماع، الزميل محتات الرقاص، رئيسا للفدرالية المغربية لناشري الصحف (FMEJ)، خلال مؤتمرها الوطني العاشر المنعقد بالدار البيضاء نهاية الأسبوع الذي ودعناه.. وذلك بمشاركة أزيد من 350 مؤسسة صحفية، وطنية وجهوية، عضوة بالفيدرالية، وتمثيلية فروع كل جهات المملكة.
ومعلوم أن الزميل محتات الرقاص هو مدير نشر الصحيفتين اليوميتين: (بيان اليوم) و(ALBAYANE)، ورئيس مجلس تسيير الشركة الناشرة لهما (بيان.ش.م.)، وهو صحفي وكاتب عمود، ولد سنة 1968، خريج معاهد الاتحاد السوفياتي حيث درس اللغة الروسية وآدابها بعاصمة أوكرانيا كييف، وبدأ ممارسة العمل الصحفي كمراسل أواسط الثمانينات من القرن الماضي، ثم كصحفي مهني في بيان اليوم سنة 1998، ومباشرة تم تعيينه مديرا لمكتب الرباط، ثم مدير نشر ابتداء من 2009 إلى اليوم.
انتخب عن فئة الناشرين عضوا بالمجلس الوطني للصحافة في الولاية المنتهية الآن، وترأس لجنة التكوين والتعاون والدراسات، كما عمل ضمن لجنة البطاقة المهنية، وعرف عنه، خلال ذلك، التواصل المستمر مع الناشرين والصحفيين والتفاعل الدائم معهم، ولديه علاقات واسعة في الجسم الصحفي الوطني ويحضى باحترام الكثيرين. فضلا عن نضاله السياسي المشهود له في صفوف حزب التقدم والاشتراكية الذي انتخب عضوا في لجنته المركزية لولايات متتالية منذ 1995 إلى اليوم.
تحمل الزميل محتات الرقاص، مسؤوليات من قبل داخل الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، حيث كان عضوا بمجلسها الوطني ثم بالمكتب التنفيذي ثم نائبا للرئيس في السنوات الثلاث الأخيرة.
وقبل أن يتولى إدارة النشر، كان عضوا بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث ترأس فرعها بالرباط لسنوات، ثم كان عضوا بمكتبها التنفيذي.
وجرى تعيينه في الولاية الحالية عضوا بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو الآن مقرر لجنة الحماية ورصد انتهاكات حقوق الإنسان.
ويعرف بانفتاحه ورصانته، فضلا عن إلمامه بمختلف ملفات وقضايا قطاع الصحافة والنشر ببلادنا، ويمتلك قدرة كبيرة على العمل داخل المنظمات المهنية، والتنسيق والتعاون والتدبير الجماعي..
انتخابه على رأس فيدرالية الناشرين كان بإلحاح من كل مكونات الفيدرالية، وتمثل الخطوة بداية مرحلة جديدة من شأنها تيسير التواصل والتقارب داخل تنظيمات الجسم المهني، والسعي المشترك لبناء التوافقات اللازمة من أجل وحدة الجسم المهني الوطني، وتجاوز التوترات الهامشية بين مكوناته.
يشار إلى أن المؤتمر انتخب كذلك أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي الذي يضم 57 عضوة وعضوا، ضمنهم رؤساء الفروع الجهوية بالصفة، وعددهم 12، في حين انتخب المؤتمر 45 عضوة وعضوا عبر الترشيح الحر والتصويت السري.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، نجاحا كبيرا، بحضور ضيوف من مختلف المجالات والآفاق، من بينهم شخصيات سياسية وبرلمانية ونقابية وحقوقية وجمعوية، وأعلام من عالم الاقتصاد والمقاولة، ووجوه من المشهد الثقافي والفني الوطني بالإضافة لحشد وازن من الصحفيات والصحفيين والناشرين والمؤتمرات والمؤتمرين..
بعد الجلسة الافتتاحية الوازنة، انعقدت جلسات تنظيمية تم فيها تقديم التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والمصادقة عليهما بأغلبية واسعة تقترب من الإجماع، ثم دراسة تعديلات على القانون الأساسي وإقرارها أيضا، بالإضافة إلى تقديم المكتب التنفيذي والرئيس استقالتهم، حيث شكل المؤتمر رئاسة له تولت تدبير باقي مراحل المؤتمر.
وبعد أن قدم عشرات المؤتمرين ترشيحاتهم لعضوية المجلس الوطني الفيدرالي، انطلقت عملية التصويت من لدن المؤتمر، وهو ما أفضى إلى طول الفترة الزمنية التي استغرقتها عملية الفرز واحتساب النتائج، والتي تواصلت، بدون انقطاع، طيلة ليلة الجمعة وإلى غاية صباح السبت، حيث تم الإعلان عن نتائج الانتخابات.
وكان المؤتمر قد صادق على تكليف هيئة الرئاسة بمعية فريق من المؤتمرين لتولي عملية الفرز والإعلان عن النتائج..
وعقب عملية الانتخاب الحر والديمقراطي، رغم طول المدة التي استغرقتها، تم استكمال نقاط جدول الأعمال التنظيمي، كما أعلن الرئيس المنتخب أن أول دورة لهذا المجلس الوطني الفيدرالي المنتخب ستنعقد في غضون الأيام المقبلة لانتخاب المكتب التنفيذي الجديد وفق قوانين وأنظمة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وذلك بعد أن طالت عمليات فرز أصوات انتخاب المجلس الوطني الفيدرالي حتى صباح اليوم الموالي، وتجاوبا مع كثير ملتمسات من أعضاء المجلس الوطني المنتخبين، ومن عدد من المؤتمرين بذلك، واعتبارا لضرورة تنقل الكثير من المؤتمرات والمؤتمرين.
وعبر الرئيس المنتخب عن سعادته بـثقة الزميلات والزملاء لتولي تدبير المرحلة المقبلة في مسار الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.. مؤكدا، في تصريح لبيان اليوم أن “هذه الثقة التي تجسدت في إجماع المؤتمرات والمؤتمرين تمثل أمانة على عاتقي سأحرص على الوفاء لها بمعية أعضاء القيادة الجديدة”.
وأضاف محتات الرقاص “لقد اعتدنا في الفيدرالية اعتماد المقاربة التشاركية والمنهجية الديمقراطية والعمل الجماعي في تدبير شؤوننا التنظيمية، وهو ما ترسخ على عهد زميلنا وصديقنا الأستاذ نور الدين مفتاح، وسنستمر على ذات الطريق، كما سيبقى الزميل نور الدين دائما عنوانا رئيسيا في الفيدرالية وفي الممارسة الصحفية الوطنية”.
وفي إجابته عن سؤال يهم واقع الصحافة اليوم وما يعتمل فيها من أسئلة حارقة، أكد الزميل محتات الرقاص أن “واقع قطاع الصحافة المكتوبة والإلكترونية، الوطنية والجهوية، يعاني اليوم من مخاطر ومشكلات وتحديات، بعضها يكاد يكون وجوديا، ومن ثم يبقى المطلوب منا جميعا، ومن كل المنظمات المهنية للصحفيين والناشرين هو أن نتعاون في التصدي لهذه القضايا كلها، وأن نتجاوز الأنانيات والتوترات الهامشية والتنابز بين الزملاء، لأن هذا كله لن ينفعنا في شيء”. مؤكدا أن “بلادنا اليوم في حاجة إلى صحافة وطنية جادة ومسؤولة وذات مصداقية مهنية وأخلاقية، وتتميز مقاولاتها بالاستقرار التدبيري والمتانة الاقتصادية والهيكلة الحديثة والإنصات المستمر لنبض المجتمع وحاجة القراء”.
وبنبرة المناشدة والنظرة المستقبلية، قال الرئيس الجديد لفدرالية الناشرين المغاربة في ختام حديثه لبيان اليوم “مهمتنا اليوم أن نستطيع استعادة ثقة المجتمع في إعلامه الوطني، وأن نتعاون للانتصار لقضايا بلادنا ومصلحتها العليا، ولهذا تمد الفيدرالية يدها للجميع من أجل التعاون والحوار المنتج لما فيه مصلحة الجميع، وأساسا جودة المنتوج المهني وتمتين استقرار المقاولات ودعمها وصيانة الصحافة الجهوية والمقاولات الصغرى والمتوسطة، وكل غايتنا أن تكون صحافتنا المغربية مرفوعة الرأس، وأن نقدم منتوجا في مستوى التحديات المطروحة على بلادنا اليوم”.

الحسين الشعبي
تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top