الشيخ المستفز

يواصل الشيخ آل تركي رئيس هيئة الرياضة السعودية ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم خرجاته وحركاته وقراراته الاستفزازية وغير المسؤولة في كل الاتجاهات، لم تسلم منها لا دول ولا اتحادات ولا أفراد ولا جماعات.
و منذ ظهوره على واجهة الأحداث، لم يسلم المغرب من مواقفه المعادية، إذ كان دائما ضحية سلوكات شيخ صاحب الخرجات الصبيانية، إلى درجة لم يعد أحد يثق فيما يقوله هذا الرجل الذي يقال إنه مسؤول عن ضمان الإجماع العربي، على الأقل رياضيا.
شيخ غير وقور تماما، استبق الأحداث إما عنوة أو عن جهل عندما أعلن عن دعمه تنظيم المغرب لبطولة كأس أمم إفريقيا 2019 بدل الكاميرون.
وفي الوقت الذي كان ينتظر أن يحسم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بشرم الشيخ في مسألة اختيار البلد الذي ينظم دورة 2019 خلفا للكامرون التي أكدت كل التقارير المحايدة عدم جاهزيتها تماما، غرد هذا الشيخ كالعادة خارج السرب، معلنا على صفحته الشخصية بـ (تويتر) عن دعمه كرئيس للاتحاد العربي للمغرب في استضافة هذه البطولة بدلا من الكاميرون.
هذا الخروج غير المناسب في توقيته، سواء كان عفويا أو مقصودا ككلمة حق يراد بها باطل، رد عليه بسرعة (الكاف) حيث بادر إلى إصدار بيان رسمي يرد على التغريدة المستفزة، وذلك بتأجيل الحسم بشأن سحب التنظيم من الكاميرون، إلى نهاية شهر نونبر المقبل.
وكان طبيعيا أن تثير دعوة الشيخ استهجانا كبيرا من طرف الأوساط الرياضية الوطنية، إذ جاءت أغلب التعليقات رافضة عرض المساعدة الذي تقدم بها هذا الشخص صاحب الموقف المعادية للمغرب ، خاصة في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خلال فترة اختيار البلد المنظم لنهائيات كأس العالم لسنة 2026، ودعمه ملف أمريكا كندا والمكسيك على حساب الملف المغربي، والأكثر من ذلك قيادته حملة شرسة ضد المغرب، وحشده بالمقابل الدعم الكامل للملف الثلاثي.
وبعيدا عن مواقفه السلبية اتجاه المغرب، قام هذا الشيخ الأسبوع الماضي بإيقاف مباراة الزمالك ضد القادسية الكويتي في البطولة العربية لأسباب حسب مصادر إعلامية تتعلق بعدم دخول الوفد الرسمي للزمالك إلى المقصورة الرئيسية، ودام التوقيف أكثر من عشر دقائق، حيث أمر “مول الكورة” الحكام بعدم استكمال اللقاء، ما لم يتحقق قراره في واحدة من المشاهد المرفوضة في عرف الرياضة عموما.
وسبق لصاحبنا أن تسبب أيضا في مشكلة كبيرة مع دولة الكويت، بعد أن قام بسب مسؤوليها ورموزها، كما نعت قطر بعدم احترام شعبها، وهاجم جماهير الزمالك ثم جماهير ومسؤولي الأهلي، ثم خلق مشاكل كثيرة مع الجمهور المصري عموما متعمدا استفزازه بتصريحات غير مقبولة في حق محمد صلاح ومن بعده محمد أبو تريكة، وآخر ما قام به إشعال فتيل أزمة مع التونسيين بعد أن سب رموز الرياضية هناك في صورة المعلقين عصام الشوالي ورؤوف خليف.
هذا الشيخ استفز إذن المصريين والسعوديين والمغاربة والعرب أجمعين، وكان هذا الطفل “التخين” و”المفشش” يقول ما شاء، وقت ما يشاء، وأين ما شاء، دون حسيب ولا رقيب، ليقدم للرأي العام الدولي صورة مستفزة عن واقع عالمنا العربي المؤلم على جميع المستويات.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top