الكتابة كالحلم، تأخذنا أينما شئنا. نمتطي القلم ونحلق بين سحب البياض. قد نقف أحيانا متعثرين أمام بياض الورقة أو الشاشة للحظات، لساعات أو ربما لأيام.. لتأتي تلك الرغبة الجامحة مرة أخرى في البوح فنحلق مرة أخرى بين السطور بسرعة أكبر..
الأقلام مطايا الأذهان..
نكتب فنحيا ..
نكتب فنكتشف ذواتنا..
نكتب لكي نجلس وجها لوجه قبالة روحنا الحقيقية وجوانبها الخفية..
»أكتب لأعطي نفسي القوة، أنا أكتب لأكون شخصيات ليست أنا، أنا أكتب لاستكشاف كل الأشياء التي أخشى منها.. « الأديب الأمريكيّ جوس ويدن.
الكتابة رحلة من الحسي إلى المجرد. إنها لعبة سحرية، تمكن القارئ من أن يستشعر حالة الكاتب أثناء الكتابة إذا ما كانت كلماته صادقة. فيقول: «كأن ما أقرؤه قد كتب عني..» وهاته أفضل جملة قد يسمعها الكاتب على الإطلاق..
يتأكد بذلك أن كتاباته قد كانت صادقة.. وأن كلماته غير مجردة من المشاعر ومحملة بواقعية حكي وسرد مبنيين على تجارب وتصورات حقيقية.
وأنت تكتب، لا يهم أن تكون عاقلا أو مجنونا، يكفي فقط أن تكون صادقا..
»لا دموع عند الكاتب، ولا دموع عند القارئ؛ إذن لا يوجد مفاجأة عند الكاتب، ولا يوجد مفاجأة عند القارئ.. « الشّاعر الأمريكيّ روبرت فروست.
من قال إن الخلود مزحة؟ من تفوه بكون الإنسان لن يتمكن البتة من أن يقبع على رف التاريخ دونما أن تجرفه تيارات النسيان؟ الخلود ليس بمزحة أبدا..
لازمة التفكير والكتابة تناولنا صك البقاء الأبدي..
الكتابة مادة غنية بفيتامين الصمود، ما انفك الناس يستبقون لتناولها، تبث الحياة من جديد..
الكتابة كفيلة بإنجاب المزيد من الأشخاص الذين اختاروا بمحض إرادتهم ألا يكونوا عاديين.. ألا تكون الحياة بالنسبة إليهم محطة عبور فقط..
الكتابة طريق للخلود.. خلود روح تسري في تفاصيلها نبضات قلب باق..
كم هو جميل أن تخلف كلمات حية، أليس كذلك؟
بقلم: هاجر أوحسين
