المركز الدولي لدراسات الفرجة يحيي الذكرى 400 لوفاة شكسبير

بمناسبة مرور أربعمائة سنة على رحيل الكاتب المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير (أبريل 2016)، والتي تُعد محطة مهمة لمعالجة مجموعة من القضايا المرتبطة بالحوار الثقافي شرق/ غرب، نظم المركز الدولي لدراسات الفرجة يومي 14- 15 أبريل 2016، ملتقى فكريا وفنيا تحت عنوان: «نحن وشكسبير: من الاقتباس والترجمة إلى إعادة الكتابة»، حيث تناول مجموعة من الباحثين والنقاد، بالدرس والتحليل، مواضيع ذات صلة بمسرح شكسبير وتأثيراته على الثقافة المسرحية العربية.
فإلى جانب الورشة التكوينية في الترجمة لفائدة طلبة الدكتوراه بكلية الآداب – مارتيل، فقد تضمن الملتقى مائدة مستديرة حول راهنية «أوفيليا لم تمت» لمخرجها نبيل الحلو، مع تقديم الترجمة العربية لنص المسرحية، ومائدة مستديرة حول موضوع «نحن وشكسبير» بحضور ثلة من الباحثين والمبدعين، إلى جانب عروض مسرحية ثلاثة: «أوفيليا لم تمت» لنبيل لحلو، «بعد الموت: روميو وجولييت» لفرقة برطاج، و»هاملت بصيغة الجمع» لفرقة أكون.

 الورشة التكوينية

تمحور موضوع الورشة التكوينية حول “ترجمة شكسبير إلى العربية”، حيث تناول طلبة الدكتوراه، كل من زاويته، موضوع الورشة الذي توزع بين “الترجمة”، “الاقتباس”، و”إعادة الكتابة”. وقد تم تقديم هذه العروض بحضور الدكاترة خالد أمين، محمد محراش، رضوان العيادي، ومحمد خليل الناصري.

راهنية أوفيليا لم تمت بعد أربعين سنة

في لقاء مفتوح مع المسرحي والمخرج السينمائي نبيل لحلو، تم تقديم كتاب “أوفيليا لم تمت” في صيغتيه العربية والإنجليزية. هذا اللقاء تحدث فيه نبيل لحلو عن راهنية هذه المسرحية المتجددة باستمرار، حيث أشار في بداية حديثه عن المسرحية، أنها جاءت نتيجة حادثة سير ألزمته المكوث بالبيت لمدة أربعة أشهر، كان ذلك سنة 1969. وطبعا – يضيف المتحدث – إنها مسرحية مستوحاة من أعمال شكسبير، فقد عشقتُ أعماله دون أن أدرسه دراسة أكاديمية متعمقة، لكنها (أي أوفيليا لم تمت) تظل مسرحية أخرى بعيدة تماما عن أوفيليا شكسبير.
وفي معرض حديثه حول هذه المسرحية، أشار نبيل لحلو إلى أنه لا زال يستغرب كيف كتب هذه المسرحية! “أربعون عاما مرت على تأليفها وعرضها، ولا زالت تحتفظ براهنيتها، خاصة عندما أقرأ فيها تلك المقاطع المتعلقة بالخطب وباستغلال الدين”…

العرض المسرحي “أوفيليا لم تمت”

بعد ما يزيد عن أربعين سنة من عرضها، فاجأ المخرج المسرحي نبيل لحلو عشاق المسرح بصيغة إخراجية جديدة لمسرحية “أوفيليا لم تمت” يوم 14 أبريل المنصرم، فوق خشبة مسرح الجامعة الأمريكية نيو إنجلند بطنجة. هذه المسرحية التي أدتها كل من صوفيا هادي ونادية نيازي، تحكي قصة ممثلين سبق لهما أن أديا على خشبة المسرح أدوار هاملت وماكبت، اختارا أن يعيشا حياة الشلل الذاتي، احتجاجا منهما على الوضع السوسيو – ثقافي في البلد الذي يعيشان فيه.
في مسرحية “أوفيليا لم تمت”، عمد نبيل لحلو بلغة تعتمد الرمز، نسف الثوابت والقيم التي يراها فاسدة أو مُقيدة لحرية ذاته / حرية الذوات.

مسرحية “بعد الموت: روميو وجولييت”

من إخراج وتأليف الفنان يونس الدغمومي، قدمت فرقة برطاج (P-ART-AGE) عرضها المسرحي “بعد الموت: روميو وجولييت” بفضاء مسرح محمد الحداد بطنجة. هذه المسرحية أحيت شخصيتي روميو وجولييت من جديد على خشبة المسرح لتحكي كيف التقيا مجددا بعد الموت؟ كيف ينظر كل واحد منهما للآخر؟، فهي أيضا مسرحية تصدح بصوت قلق بلسان فئة واسعة من المجتمع، فئة الشباب التي وجدت في زمن الخطابات المتناقضة التي تُربك متلقيها وتجعله عاجزا عن الاختيار.

مائدة مستدير: نحن وشكسبير

وقد عرفت هذه المائدة محاور متنوعة تناول خلالها المتدخلون، كل من موقعه، علاقته بشكسبير؛ حيث تحدث الدكتور خالد أمين عن صورة العربي في المتن الشكسبيري مشيرا إلى الصور الثلاث للإنسان العربي / المشرقي في أعمال شسكيبر، معرجا على تأثيرات مسرح شكسبير على الثقافة العربية، وكيف تم تصوير الشرق في المسرح الشكسبيري…
ومن جهته، اعتبر رشيد أمحجور أن الحديث عن شكسبير هو حديث عن المسرح في نبله وعمقه، وهو حديث أيضا “يجعلنا نتعرف على أنفسنا نحن الذين بالكاد نخطو خطواتنا الأولى في الفعل المسرحي”، مشيرا إلى أن أي عاشق للمسرح، ممثلا كان أم مخرجا، عندما يفكر في عمل مسرحي، فإن أول ما يفكر فيه هو شكسبير.
وكان رشيد أمحجور قد قام بإخراج مسرحية “هاملت مرة أخرى”، التي قام بأداء دور شخصية هاملت فيها الممثل المسرحي عبد الحق الزروالي، وقام بإنجاز السينوغرافيا الفنان والمخرج عبد المجيد الهواس.
ومن جانبه، أشار عبد المجيد الهواس بالمناسبة، إلى أن إعداد سينوغرافيا لمسرحية من مسرحيات شكسبير مسألة ليست هينة، بل وقد تولد معطوبة.
الفنان نبيل لحلو، الذي قدم، ولأول مرة، “أوفيليا لم تمت” باللغة العربية، أشار إلى أنه قرأ كثيرا لشكسبير، بل وأن كل أعماله المسرحية مستوحاة من شكسبير، مؤكدا أن مسرحيات شكسبير تلهمه أكثر مما تدفعه لاقتباس مسرحية من مسرحياته. وعن “أوفيليا لم تمت”، أبدت الممثلة المسرحية نوريا بن براهيم انبهارها الشديد بأداء الممثلة المقتدرة صوفيا هادي لشخصية المسرحية، ولم تتردد في القول بشكل مباشر وجريء وبحضور نبيل، أن حضورها وأداءها القويين، هما اللذين أنجحا المسرحية وساهما في نجاح نبيل لحلو كمخرج.

مسرحية “هاملت بصيغة الجمع”

“هاملت بصيغة الجمع” لفرقة أكون، عرض مسرحي ناتج عن دورة تكوينية في جماليات فن الأداء، التي أطرها المؤلف والمخرج المسرحي محمد الحر بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. عرض أثار من خلاله مخرجه العديد من الأسئلة: كيف نقرأ شكسبير في زمن العولمة وزمن الثورات وتزييف الحقائق؟ كيف يضيع شباب ما بعد الربيع العربي وسط متاهات النرجسية الأديولوجية؟ وكيف يصبح التحرر مجرد شعار حالم؟ وهل لا زال للمسرح دور في زمن يحكمه إعلام مُوجه وحكومات فاسدة؟…

طنجة: بيان اليوم

Related posts

Top