أعلنت وزارة الصحة، أول أمس الاثنين، أن منظومة الرصد الوبائي سجلت أول حالة إصابة مؤكدة في المغرب بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد المكتشفة مؤخرا بالمملكة المتحدة.
وأوضحت الوزارة في بلاغ أن هذه الحالة المؤكدة رصدت بميناء طنجة- المتوسط لدى مواطن مغربي قادم من إيرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مرسيليا بجنوب فرنسا.
وحسب البلاغ، فإن المعني بالأمر لا تظهر عليه أية أعراض، ويوجد حاليا تحت العزل الصحي بالدار البيضاء، وتم التعامل معه ومع مخالطيه وفقا للبروتوكول الصحي الجاري به العمل في المملكة.
وذكرت وزارة الصحة أنه في إطار عملية التحيين المستمرة للبروتوكول الوطني الصحي لوباء كوفيد 19، خاصة في شقه المتعلق بالرصد، تم اعتماد مجموعة من الإجراءات والتدابير للكشف المبكر وحصر أية حالات للسلالة المتحورة. كما تم تحيين تدابير التكفل بالحالات تماشيا مع الوضع الوبائي الوطني والعالمي.
وأكدت الوزارة أنها ستستمر في التواصل مع الرأي العام الوطني، وإخباره بكل المستجدات كما دأبت على ذلك منذ بداية هذه الجائحة، مهيبة بالمواطنات والمواطنين الاستمرار في الالتزام بالقواعد الاحترازية والانخراط، بكل وطنية ومسؤولية، في الإجراءات والتدابير الوقائية التي تتخذها المملكة المغربية.
وفي سياق متصل، قررت السلطات المختصة، كإجراء وقائي، منع الطائرات والمسافرين القادمين من أستراليا والبرازيل وإيرلندا ونيوزيلندا، من الولوج إلى التراب الوطني ابتداء من أمس الثلاثاء وحتى إشعار آخر، وذلك إثر اكتشاف حالة مشتبه بإصابتها بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد بالمملكة، حسب ما أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وذكرت الوزارة في بلاغ لها أن هذه الدول الأربع تنضاف بذلك إلى كل من جنوب إفريقيا والدانمارك والمملكة المتحدة المعنية سلفا بالإجراء ذاته.
وفي جديد الحالة الوبائية المرتبطة بكوفيد 19 ببلادنا، لازال 16 ألف و481 مصابا بفيروس كورونا بالمملكة يتلقون العلاج حتى حدود الساعة السادسة مساء من أول أمس الاثنين. وقد نقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، 56 شخصا “25 حالة مؤكدة إصابتها بالفيروس و31 حالة محتملة” إلى أقسام الإنعاش والعناية المركزة ليصل بذلك العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 930 شخصا، 67 منهم تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و516 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي.
وقد أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمملكة في حدود 1266.4 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمعدل إصابة بلغ 1.3 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث تم تسجيل 473 إصابة جديدة و761 حالة شفاء، و35 حالة وفاة
وقد أوضحت وزارة الصحة من خلال النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ(كوفيد-19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 460 ألف و144 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 435 ألف و686 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 94.7 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 7977 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.7 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة بين كل من جهات والرباط- سلا-القنيطرة (113 حالة)، الدار البيضاء-سطات (107)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (55)، وفاس-مكناس (51)، وسوس-ماسة (47)، والشرق (42)، ومراكش- آسفي (17)، ودرعة-تافيلالت (10)، وبني ملال-اخنيقرة (10)، وكلميم-واد نون (9)، والعيون-الساقية الحمراء (7)، والداخلة وادي الذهب (5).
أما الوفيات، فتتوزع على جهات الدار البيضاء-سطات (8 حالات)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (7)، والرباط-سلا-القنيطرة (6)، وسوس-ماسة (5)، والشرق (4)، وفاس-مكناس (2)، ومراكش-آسفي (1)، ودرعة تافيلالت (1)، وكلميم-واد نون (1).
وعلى صعيد آخر، وفي الوقت الذي يرتقب فيه الإعلان عن إطلاق عملية التلقيح الوطنية التي يفترض أن تكون التحضيرات لبدئها قد أنجزت بشكل تام عبر جهات المملكة، بادرت شركة “سينوفارم” الصينية للصناعات الدوائية إلى طمأنة العالم بالتأكيد أن السلالات الجديدة للفيروس لن تؤثر على مفعول لقاحها. وكما هو معلوم، فالمملكة اقتنت 65 مليون جرعة من لقاحي “سينوفارم” الصيني و”أسترازينيكا” البريطاني.
وقال يانغ شياو مينغ، رئيس مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لـ”سينوفارم”، خلال لقاء صحفي عقد نهاية الأسبوع المنصرم، “نحن نعلم على وجه اليقين أن اللقاح الذي طورناه يجب أن يوفر الحماية من جميع سلالات فيروس كورونا الجديد”.
وأضاف أنه “خلال عملية البحث والتطوير، قمنا باختبار فعالية اللقاح ضد السلالات المستخرجة من مناطق مختلفة. أظهرت البيانات بوضوح أنها يمكن أن تحفز الحماية ضد جميع السلالات”.
وتابع “لقد أجرينا أيضا اختبارات تحييد على مصل الدم المحصن للمتطوعين الذين شاركوا في المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية لمعرفة ما إذا كان اللقاح يمكن أن يحفز الحماية ضد السلالات من مناطق مختلفة، وهو فعال”.
وأشار شياو مينغ إلى أن السلالة الجديدة التي تم اكتشافها في بريطانيا في نهاية العام الماضي، أثارت قلقا واسع النطاق، خاصة بين وسائل الإعلام وعامة الناس، لأنها أكثر عدوى، “لكن إمراضيتها مشابهة للسلالة الأصلية”.
وأوضح أن تسلسل الجينات ونتائج الاختبارات المعملية الأولية أظهرت أن اللقاح المعطل “له تأثير معادل على كل من السلالة الجديدة التي اكشفت في بريطانيا والسلالات الثمانية أو التسعة التي تم اكتشافها سابقا، وهذا يعني أيضا أن لقاحنا يمكن أن يلعب دورا وقائيا ضد كورونا”.
وفي نهاية العام الماضي، منحت الصين ترخيصا بالتسويق المشروط لأول لقاح ضد كوفيد 19 طورته شركة “سينوفارم”. وأعلنت الشركة في وقت سابق أن اللقاح أظهر فعاليته بنسبة 79.34 في المائة، حسب نتائج مؤقتة للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

< سعيد أيت اومزيد