النظام الغذائي النباتي يخفض معدلات ذكاء الأجيال القادمة

حذّرت خبيرة غذائية بارزة من الحميات الغذائية النباتية العصرية التي يمكن أن تتسبّب في خفض متوسط معدل ذكاء الجيل القادم. وقالت الدكتورة إيما ديربيشاير إن “موضة الحميات الغذائية النباتية تهدد صحة متّبعيها، فهي تفتقر للكولين الذي يعتبر من المواد الأساسية المغذية للجسم والضرورية لنمو الدماغ”.
ويؤكد خبراء الصحة أن مادة الكولين، الموجودة في اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الألبان، مهمة في فترة الحمل، إذ تساهم في تطور دماغ الجنين.
وحذّرت ديربيشاير في مقال نشرته مجلة “بي.إم.جي” البريطانية الطبية الأسبوعية من النتائج غير المرغوب فيها التي يسببها الابتعاد عن الوجبات الغذائية المبنية على اللحوم ومنتجات الألبان. وقالت إن القرائن على أهمية الكولين تؤكد ضرورة عدم تجاهل مصادره في الأنظمة الغذائية.
كما أضافت موضحة “أصبح دور هذا العنصر الغذائي واضحا مما يجعله أكثر أهمية من أي وقت مضى في زمن يتجه فيه الناس نحو الأنظمة الغذائية النباتية التي يمكن أن تخلق نقصا في هذه المادة المهمة داخل الجسم”. وتابعت “نحن معرّضون لخطر تقليل نسبة ذكاء الجيل القادم”.
وتحمل النظم الغذائية النباتية جوانب إيجابية على مستوى البيئة، لكن نتائجها قد تكون كارثية على أدمغة الأجنة خاصة وأن أعداد المعتمدين على النظم الغذائية النباتية يزداد بسرعة كبيرة، ويتخلّى هؤلاء عن اللحوم والبيض. لكن ذلك سوف يؤثر على العديد من النساء في سن الإنجاب.
وقالت المختصّة في مجال التغذية إن الكبد ينتج الكولين أيضا لكنه لا يستطيع تلبية متطلبات الجسم كاملا، ممّا يخلق ضرورة الحصول على هذه المادة من الأطعمة والمكملات الغذائية. وكتبت ديربيشاير “نظرا إلى دور الكولين الذي أبرزته دراسة وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية، يجب أن نتساءل عن سبب تجاهل التشديد على أهمية هذا العنصر في المملكة المتحدة”.
ولا تتم الإشارة إلى الكولين في قواعد بيانات تكوين الأغذية في المملكة المتحدة والمبادئ التوجيهية الغذائية. وإذا لم يتحصّل جسم الإنسان على نسب الكولين المطلوبة من المصادر الغذائية التي توفرها، ستزداد الحاجة إلى إتباع استراتيجيات مكملة، وخاصة خلال المراحل الحياتية الرئيسية مثل الحمل الذي تحتاج فيه الأم إلى توفير كل ما يحتاجه جسمها وجسم جنينها في نفس الوقت.
وتشير الأبحاث التي طالت بياناتها سجلّات السوق إلى نقص في تناول اللحوم، وذكرت شركة أبحاث درست سلوك المستهلكين في المملكة المتحدة أن 21 بالمئة من الأسر قلّصت من استهلاكها من اللحوم في العامين الماضيين.
وتتبع 10 بالمئة من الأسر نظاما نباتيا مرنا يشمل اللحوم من حين إلى آخر، بينما يمكن أن يشمل النظام الغذائي الذي تتبعه 5 بالمئة من العائلات مشتقات الألبان، وتخلّت نسبة 1 بالمئة من الأسر عن جميع المنتجات الحيوانية.
وتناول الأشخاص غير النباتيين حوالي 9 من كل 10 وجبات نباتية في المملكة المتحدة في العام 2018. ويصل عدد النباتيين في المملكة المتحدة إلى 3.5 مليون شخص، أي ما يعادل حوالي 7 بالمئة من السكان، وفقا للتقديرات. لكن، هل تعتبر النظم الغذائية النباتية آمنة للرضّع والأطفال؟ تختار المزيد من الأمهات فرض النظام الغذائي النباتي على أطفالهن تزامنا مع ارتفاع شعبيته.
ولم تنكر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة قدرة الأطفال الرضّع والصغار الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا على الحصول على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجونها لنموّهم.
ومع ذلك، يفتقر النظام الغذائي النباتي إلى عدد من العناصر الغذائية الرئيسية للأطفال، مثل فيتامين بي 12 الموجود في الحليب والبيض، والحديد والكالسيوم والزنك.
وكتب باحثون في مجلة طب الأطفال أن نقص فيتامين بي 12 يمكن أن يؤخر عملية النموّ عند الرضّع. كما خلص خبراء في كلية لندن الجامعية إلى أن هذا النقص يمكن أن يؤدي كذلك إلى مجموعة من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية ويمكن أن يلحق أضرارا لا يمكن علاجها على مستوى أنظمتهم العصبية.
ويمكن لنقص الحديد أن يُعيق قدرة الطفل على زيادة وزنه، ويمكن أن يؤثر على شهيته وأن يصبه بفقر الدم الذي قد يهدد حياته في بعض الحالات الشديدة. وحذّر خبراء التغذية على مر السنين من خطر استهلاك كميات قليلة من البروتين على النموّ.
في المقابل يجادل البعض قائلين إن أطعمة أخرى غير حيوانية (مثل الفاصولياء والعدس والحمص) غنية بهذه المواد الغذائية الضرورية.
وقالت الأخصائية في تغذية الأطفال، لوسي أبتون، لصحيفة ديلي ميل البريطانية، إن تناول الكثير من الألياف قد يؤدي إلى شعور الأطفال بالتخمة بسرعة، ممّا يحرمهم من الحصول على ما يكفي من المغذيات.
وقالت خبيرتان في مجال التغذية في جامعة كارديف متروبوليتان في مدينة ويلز، شيرلي هند وروث فيرتشايلد، إن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يكون صحيّا لبعض الرضّع. وأشارتا إلى إمكانية إبقاء الطفل في صحّة جيدة مع نظام غذائي نباتي متنوّع يشمل العديد من العناصر الغذائية.

Related posts

Top