انخراط ضروري للرياضة…

حقق المغرب خلال الشهور الأخيرة انتصارات مدوية على الصعيد القاري، الأول تمثل بالعودة القوية للاتحاد الأفريقي، عودة توجت بتحقيق انتصارات سياسية وإنجازات اقتصادية مهمة، شكلت الحدث على ليس فقط قاريا بل حتى دوليا، بعد أن بات المغرب واحدا من أهم المستثمرين، بمنافسة دول صناعية متقدمة كالصين وألمانيا وفرنسا وغيرهم.
بعد كل هذه الانتصارات السياسية والاقتصادية، جاء انتصار آخر وهذه المرة رياضيا، لكنه يحمل أبعاد لا تقل أهمية، وتمثل في التصويت الكاسح الذي حصل عليه رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزى لقجع، وكان من غريب الصدف أن يأتي على حساب ممثل الجزائر محمد راوراوة، وهو واحد من صقور (الكاف) الملازم للإمبراطور عيسى حياتو لسنوات عديدة، ليلقى نفس مصير رئيسه الذي خروج هو الآخر منهزما أمام الملغاشي أحمد أحمد، ليصبح الرئيس السادس للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم.      
  هذا الحضور القوي للمغرب لابد وأن يوازيه انخراط باقي الجامعات الرياضية في هذه المنظومة، كما أن وزارة الشباب والرياضة لابد وأن تواكب هذا الحضور، وذلك بتفعيل الاتفاقيات على مستوى القطاع، وتشجيع الأطر الوطنية بمختلف الرياضات على الاشتغال بالقارة، وتعزيز الحضور المغربي بمختلف الدول، وهذا من شأنه تمكين الأطر المغربية من الوقوف على سر تفوق مجموعة من الدول في أنواع معينة خاصة كرة القدم وألعاب القوى.
كما أن الضرورة تقتضي تقديم المساعدة اللازمة من أجل إبراز نخب جديدة على المستوى الرياضي، نخب مكونة تكوينا علميا وأكاديميا، تتمتع بخبرة على مستوى التدبير والتسيير، ومؤهلة لتسجيل حضورها على المستوى القاري، في كل الاتحادات القارية، وليس كرة القدم فقط، وهذا الجانب مهم، إذا علمنا أن مجموعة من الأطر الوطنية التي تخرجت  من المعاهد على المستوى الوطني، أو تلك التي استفادت من تكوين ذاتي، ولم تجد مجالا للاشتغال والعديد من هذه الأطر توجد حاليا في مرحلة عطالة.
 هذا التوجه أصبح ضروريا ويفرض على الأجهزة الرياضية على الصعيد الوطني سواء كانت جامعات  أو وزارة أو لجنة أولمبية أو حتى أندية كبيرة، العمل على تثبيت أطر وطنية من مدربين وإداريين مغاربة بمختلف دول القارة، وهذا له مجموعة من الفوائد، من بينها ترويج صورة المغرب وتبادل الخبرة والتجارب، خاصة وأن أفريقيا كثيرا ما فاجأتنا بأشياء لم تكن في الحسبان، لسبب بسيط وواحد هو أننا لسنا على اطلاع بما يكفي على ما يجري داخل قارة، أصبحنا فاعلين فيها على المستويين السياسي والاقتصادي، وحان الوقت لتصبح الرياضة المغربية فاعلا أساسيا كذلك في الحياة الرياضية الأفريقية …

محمد الروحلي

Related posts

Top