“باربي” و”أوبنهايمر”.. كيف يستغل مجرمو الأنترنيت الإصدارات السينمائية الكبرى للصيف

سرعان ما أصبح شريطا “باربي” و”أوبنهايمر”، اللذان خرجا للعرض في القاعات السينمائية خلال هذه الصيف، الفيلمين السينمائيين الأكثر إثارة والأكثر مشاهدة خلال السنة. غير أنه للأسف، وكما جرت العادة مع خروج كل شريط سينمائي جديد يحظى بمثل هذا الزخم الإعلامي، لم يتأخر المجرمون السبرانيون في البحث عن سبل استغلال الإقبال الشعبي الكبير الذي صادفه شريطي “باربي” و”أوبنهايمر”. فقد اكتشف كاسبرسكي أن المحتالين يخدعون رواد الأنترنيت قليلي الاطلاع عن طريق توزيع محاولات تصيد احتيالي تستغل الإقبال والإثارة الناتجة عن إصدار هذين الفيلمين السينمائيين، بهدف خداع الأشخاص والسطو على أموالهم وبياناتهم الشخصية الحساسة.

في هذا السياق، تقوم إحدى الصفحات المزورة المكتشفة باستدراج مستخدمي الأنترنيت عن طريق عروض ترويجية تتعلق بدمية باربي في انتظار خروج الفيلم. فبالإضافة إلى الدمى المعروفة، يدعى متصفحو الأنترنيت إلى شراء دمى جديدة مستخلصة من الفيلم في إصدارات محدودة، من بينها دمية تجسد الممثلة الرئيسية مارغو روبي معروضة بثمن 12 جنيه، ويطلب منهم أن يشتروا معها طائرة مروحية بثمن 56 جنيه للاستفادة من تخفيض “استثنائي” يقلص سعر السلة إلى مستوى 60 جنيه فقط. وبعد تأكيد الطلبية، يوجه المستخدم إلى استمارة شراء تطلب منه الإدلاء ببيانات التحقق من هويته، والتي تتضمن الاسم والعنوان ورقم الهاتف والمعطيات البنكية. فيتعرض المستعملون الأقل حدرا إلى السطو على نقودهم وبياناتهم الشخصية بشكل مباشر من قبل النصابين. فبالإضافة إلى المخاطر المالية التي تكتنفها هذه العمليات الاحتيالية، فهي تطرح كذلك مشاكل جدية بخصوص حماية الحياة الشخصية، لأن البيانات المختلسة يمكن بيعها في “الويب المظلم”.

لم يفوت المحتالون أيضا فرصة خروج شريط “أوبنهايمر”، يوم 19 يوليوز. وتمثلت استراتيجيتها في الإيقاع بالمعجبين عن طريق اقتراح عرض الفيلم مجانا، وذلك بنيَّة سرقة بياناتهم البنكية ونقودهم. في مثل هذا السيناريوه، غالبا ما يلجأ المحتالون إلى تكتيك يتمثل في طلب أداء مبلغ رمزي لا يتجاوز الدولار الواحد أو اليورو الواحد، مقابل التسجيل. إلا أن فرض هذا الأداء الذي يبدو قليل الضرر يمكن اعتباره إشارة تحذير. للشروع في إجراءات التسجيل يطلبون ربط حساب المستخدم على الموقع مع بطاقة بنكية، الشيء الذي يمكنهم من القيام بتحويلات مالية غير مرخصة من الحسابات البنكية للمستعملين، والتي يصعب عكسها بعد ذلك.

وجاء في تعليق أدلت به أولغا سفيستونوفا، الخبيرة في الأمن المعلوماتي لدى كاسبرسكي، أن « العروض الأولية للأفلام والإصدارات الشعبية للأشرطة السينمائية تثير حالة من الترقب والتشوق لدى عموم الناس، غير أنه من الضروري أن يبقى الجميع يقظين وحذرين ومحترمين للقواعد الأساسية للأمن على الأنترنيت. لا يجب أن تؤدي الانتظارات والإثارة إلى الاستهانة بالمخاطر. فمن خلال البقاء متيقظا واعتماد العادات الأمنية على الأنترنيت، يمكننا الاستفادة بالكامل من تجربة خروج “باربي” و”أوبنهايمر” مع حماية أنفسنا من التهديدات السبريانية التي تؤثث العالم الرقمي ».

للحفاظ على الأمان مع الاستمتاع بخروج الأفلام الجديدة التي ينتظرها الجمهور بإثارة وتشوق، يوصي خبراء كاسبرسكي باتباع النصائح التالية:

> احذر محاولات التصيد الاحتيالي: تعامل بحذر مع البريد الإلكتروني الوارد ومع الرسائل الهاتفية والمواقع الإلكترونية المشبوهة التي تقترح عليك الاستفادة من عروض حصرية أو هدايا. تحقق من صحة المصدر قبل الإدلاء ببياناتك الشخصية أو القيام بمعاملات على الأنترنيت.

> تأكد من أمان الموقع الإلكتروني: عندما ترغب في اقتناء سلع أو الوصول إلى محتويات على الأنترنيت، تأكد من أن الموقع يتوفر على الاتصال الآمن. يعتبر وجود “https://” في بداية عنوان الموقع إضافة إلى وجود رمز القفل على مؤشرا على شريط العنوان مؤشرا على كون الموقع الإلكتروني مؤمنا.

> استخدم حلول الأمان السبراني: اعتمد حل أمان موثوق، مثلKaspersky Premium، الذي يحدد المرفقات الخبيثة ويحظر الوصول إلى مواقع التصيد الاحتيالي.

> كن حذرا عندما تدلي ببياناتك الشخصية: ابق متيقظا عندما تشارك معلوماتك الشخصية على الأنترنيت، خصوصا المعلومات الحساسة كالعنوان ورقم الهاتف والبيانات البنكية. لا تشارك هذه المعلومات إلا على المنصات الموثوقة والآمنة.

> لا تضع ثقتك إلا في المصادر الموثوقة: لشراء سلع أو الولوج إلى محتويات الأفلام أو الحصول على معلومات حول العروض الأولى، لا تضع تقثك إلا في المواقع الرسمية، وتجار التقسيط المرخصين والمصادر الجديرة بالثقة. عليك أم تتفادى التعامل مع المصادر غير الرسمية أو المشبوهة التي يمكن أن تحاول استغلال حماسك.

يشار إل أن “كاسبرسكي”، شركة عالمية، تأسست سنة 1997، وهي متخصصة في مجال الأمن الإلكتروني وحماية الحياة الشخصية الرقمية. وتعمل كاسبرسكي باستمرار على تسخير خبرتها الكبيرة في مجال رصد التهديدات وأمن تكنولوجيا المعلومات في سبيل إغناء الحلول والخدمات الأمنية الموجهة لحماية الشركات والبنيات التحتية الحيوية، والسلطات العمومية والأفراد في جميع أنحاء العالم. وتشمل مجموعة الحلول الأمنية الواسعة النطاق لـ “كاسبرسكي” حماية شاملة لأجهزة التشغيل النهائية، إضافة إلى حلول وخدمات أمنية مخصصة من أجل مكافحة التهديدات الرقمية العالية الدقة والتي تتطور باستمرار. كما تساعد تكنولوجيا “كاسبرسكي” أكثر من 400 مليون مستخدم و240.000 مقاولة على حماية الأشياء التي يعتبرونها قيمة ومهمة بالنسبة لهم.

Related posts

Top