تألق اللبؤات يسائل القطاع الخاص…

خلق المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم، الحدث بنهائيات كأس العالم المقامة حاليا في أستراليا ونيوزلندا، بفضل تأهيله التاريخي للدور الثاني، على حساب منتخب ألمانيا، بصفته واحدا من أبرز المرشحين لكسب اللقب.

تألق في انتظار مواصلة المسار غدا الثلاثاء، ضد منتخب فرنسا بقيادة هيرفي رونار، يعطي اللبؤات مجموعة من الدروس والدلالات العميقة، تستحق بالفعل الوقوف عليها، ودراستها من مختلف الجوانب.

تألق صديقات العميدة غزلان الشباك، خلق بالفعل ثورة حقيقية، غيرت الكثير من المفاهيم والأحكام المسبقة، وجعلت أصحاب النظريات المتحفظة، يعيدون النظر تدريجيا مواقفهم وأحكامهم الجاهزة، بل مراجعة منطلقات النظرة السلبية التي تحكم مسبقا على ممارسة المرأة للرياضة، بالسلوك غير المقبول، أو غير المألوف.

هذا التطور الإيجابي، جعل العائلات تشجع بناتهن على الانخراط التلقائي بالأندية الرياضية، من بينها كرة القدم، على خلفية النتائج الإيجابية في زمن قياسي، بفضل درجة الاهتمام غير المسبوقة من لدن جامعة كرة القدم، والتي تفوقت في تنزيل رؤية ملكية سامية، كانت لها نظرة استباقية تعطي للمرأة المكانة التي تستحقها، بمختلف المجالات، وجاء انخراطها القوى بمجال كرة القدم، لتؤكد أن المرأة المغربية قادرة على رفع التحدي…

بسرعة فائقة ومركزة، عملت إدارة الجامعة على تحسين ظروف الممارسة، مما مكن اللاعبات من كسب أجور ورواتب شهرية، وتسهل عملية انخراطهم داخل الأندية المنخرطة، بالبطولة الوطنية.

إنه مجهود وطني قوي، أعطى النتائج المنتظرة منه في زمن قياسي غير مسبوق، إلا أنه يبقى في حاجة إلى دعم ملموس من طرف مجموعة المؤسسات الوطنية، خاصة المنتمية للقطاعين الشبه عمومي والخاص، المفروض مساهمتهما في هذا المجهود الوطني، الطامح لإشراك المرأة في كل مناحي الحياة، والرياضة تبقى في مقدمتها بحكم تأثيرها المباشر، وأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية والسياسية…

وعندما نقصد القطاع الخاص، فهناك في المقدمة الأبناك المراكمة لأرباح تعد خيالية، دون أن تسجل بالمقابل، حضورا لافتا على مستوى المبادرات الاجتماعية، مع محدودية مساهمتها في مجهود التنمية البشرية.

فاحتضان ناد أو فرع من الفروع المهتمة بكرة القدم النسوية، سيعطي دفعة قوية، والأبناك مؤهلة أكثر من غيرها، للقيام بهذا الواجب، خاصة وأن انخراطها بالمجال الرياضي بصفة عامة ضعيف جدا، ولا يتعدى بعض الحالات المحدودة، وهو تهرب غير مبرر تماما.

والمؤمل هو أن يساهم الاهتمام الجماهيري غير المسبوق، في جعل المؤسسات، مراجعة ذاتها، والانخراط بقوة في دعم الرياضة النسوية عموما، وخاصة كرة القدم، كنموذج ناجح جعل المغرب ضمن مصاف الدول الرائدة عالميا…

محمد الروحلي

Related posts

Top