أظهرت المباريات الإعدادية التي خاضها المنتخب المغربي لكرة القدم، تحت قيادة المدرب البوسني وحيد خاليلويتش أن هناك عقما واضحا على مستوى خط الهجوم، إذ تجد العناصر الوطنية صعوبة كبيرة في ترجمة العمليات الهجومية إلى أهداف.
ففي المباريات الأربعة التي خاضها المنتخب الوطني ضد كل من منتخبات بوركينافاسو والنيجر وليبيا والغابون، لم يظهر استقرارا على مستوى التشكيلة، وثانيا أغلب الأهداف جاءت إما عن طريق الضربات الثابتة، أو هدايا من الخصم، وهذا مشكل حقيقي من المفروض على الطاقم التقني معالجته، قبل الدخول في المواجهات الرسمية، أولها ضد موريتانيا برسم تصفيات كأس الأمم إفريقيا 2021 بالكاميرون.
في كل المعسكرات التي أجريت مؤخرا يتم توجيه الدعوة لكل من يوسف النصيري ورشيد عليوي، صحيح أن هذا الثنائي يبذل مجهودا كبيرا من أجل تقديم المطلوب منه، إلا أن مجهود اللاعبين معا لا يفي بالغرض لأسباب عديدة منها التوظيف وطريقة اللعب، وأيضا غياب الخبرة خاصة بالنسبة للنصيري.
أمام هذا النقص الواضح، تطرح مجموعة من البدائل منها ما هو موجود محليا، ومنها ما هو مرتبط بالدوريات الخارجية، ولعل أكبر اسم يتم تداوله بكثرة، هو عبد الرزاق حمد الله، هداف الدوري السعودي، والذي لا يكف عن تسجيل الأهداف الحاسمة والمثيرة.
إلا أن هناك إشكالا حقيقيا مطروحا فيما يخص حالة حمد الله، وهذه من البقايا السيئة لعهد الفرنسي هيرفي رونار غير المأسوف عن رحيله، ورغم التغييرات العديدة التي يشهدها حاليا المنتخب المغربي، فإن هناك عجزا عن معالجة حالة اللاعب السابق لأولمبيك أسفي، إذ هناك تصلب واضح من كل الأطراف سواء الجامعة أو المدرب، وحتى اللاعب نفسه، تصلب يغذيه سوء تقدير وإطلاق تصريحات غير محسوبة، هنا وهناك مما يزيد من صعوبة إيجاد حل سريع لمشكل لا زال يراوح مكانه.
أمام هذه الحالة التي يبدو أنها مستعصية عن الحل، يتم تجاهل هداف يبصم على موسم جيد بالدوري اليوناني، ألا وهو يوسف العربي، حيث سجل إلى حدود الأسبوع الماضي 8 أهداف في 13 مباراة، منها 5 أهداف بالدوري اليوناني و3 أهداف بدوري أبطال أوروبا، كان آخرها رأسية في مرمى العملاق الألماني بايرن ميونيخ.
يوسف العربي كمهاجم صاحب تجربة كبيرة استعاد بالفعل مستواه السابق، وأصبح في فترة وجيزة هداف نادي أولمبياكوس اليوناني، ولديه كل الإمكانيات التي تجعل منه الخيار الأنسب في الفترة الحالية. فلماذا هذا التجاهل؟

محمد الروحلي