تجمهرات تعرض سلامة متلصصين للخطر أثناء نقل المصابين والمتعافين بكورونا من المستشفيات والمصحات الخاصة

عرضت مصحة خاصة بمدينة الدار البيضاء، أول أمس الأربعاء، حياة العشرات من الأشخاص للخطر، عقب تجمهر مجموعة من الممرضين والصحافيين والمواطنين أمام المصحة، التي أعلنت عن شفاء 4 حالات كانت مصابة بفيروس كورونا كوفيد-19.
وهددت الطريقة الفرجوية التي ودعت بها المصحة الخاصة الأشخاص المتعافين من عدوى الفيروس، السلامة الصحية لجميع المتجمهرين، الذين تحلقوا أمام الباب لمشاهدة المتعافين وهم يغادرون المصحة بعد شفائهم.
وأثارت الصور التي تناقلتها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، سلسلة من الانتقادات من قبل رواد هذه الوسائط، الذين استغربوا من طريقة التعاطي مع شفاء المصابين، بالتلصص ومراقبة خطواتهم وهم يغادرون المصحة.
وتجمهر العديد من الممرضين والممرضات إلى جانب الصحافيين والمواطنين أمام المصحة، بطريقة فجة، استغرب لها العديد من المتتبعين، وذلك في الوقت الذي تمنع فيه وزارة الداخلية التمجهر والتجمعات غير المرخص لها في الفضاءات العامة، تجنبا لانتقال الوباء.
وتحلق العديد من الأشخاص لحوالي ساعة من الزمن أمام بوابة المصحة، لمشاهدة نقل المتعافين من الفيروس إلى منازلهم على متن سيارات الإسعاف، بدون أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، من قبيل أخذ مسافة الأمان بين الطرفين، وكذا إجراءات النظافة والتعقيم.
ومن جهة، أخرى تم توثيق خروج المتعافين من كوفيد-19، لحظة بلحظة، من خلال رصد كل سكنات وحركات الأشخاص الثلاثة بالعيون المتلصصة للهواتف وكاميرات بعض المواقع الإلكترونية، التي تعمد إلى نقل مثل هذه الصور بطريقة فرجوية بدون احترام خصوصية المتعافين والمصابين معا.
وعاينت جريدة بيان اليوم الوضع الذي شهدته المصحة الخاصة التي انتقل صوبها العديد من الأشخاص بعد علمهم بخبر مغادرة الاشخاص المتعافين من الجائحة، إذ أثار هذا التصرف حنق البعض، نظرا لطريقة التشهير التي تم التعامل بها مع الناجين من وباء كورونا.
ومس هذا التسويق الإعلامي لخدمات المصحة، بالحياة الخاصة للمتعافين الذين أخفى البعض منهم وجهه، رفضا منه لنقل صورته في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يتناقض وأخلاقيات مهنة الصحافة.
ولاحظت بيان اليوم الازدحام الشديد على سيارات الإسعاف أيضا، حيث تسابق بعض المتلصصين لأخذ تصريحات “صحافية” من عند المتعافين، بدون وعي منهم بخطورة ما يقدمون عليه، خصوصا وأن الفيروس ينتقل بسرعة سواء عبر اللمس أو الهواء بالنسبة للمسافات القصيرة.
علاوة على ذلك، شهدت بوابة المصحة الخاصة بالبيضاء مجموعة من الشجارات بين ممثلي المواقع الإلكترونية وأحد أعوان السلطة الذي رفض حضورهم إلى عين المكان وتوثيق لحظة خروج ومغادرة المتعافين إلى بيوتهم.
وفي هذه الورقة، نقدم روبورطاجا مصورا عن الحالة العجائبية والفرجوية التي تم التعاطي من خلالها مع المتعافين من وباء كورونا، وهي تحذير من عدم تكرار مثل هذه التصرفات التي تعرض حياة العديد من الأشخاص للإصابة بعدوى الفيروس.
وهي دعوة إلى وزارتي الصحة والداخلية، للتعامل بحزم مع مثل هذه المشاهد التي تضر بصورة المتعافين، وتهدد صحة المتحلقين أمام المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة التي تحتضن المصابين بالفيروس.

 

 

 يوسف الخيدر     تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top