تفاصيل خطة الاحتلال الإسرائيلي لترسيخ سيطرته على الغور الفلسطيني وعزل أريحا وشطب بوابتها

رام الله – بيان اليوم من وليد أبو سرحان

كشف خبير الاستيطان مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية وبيت الشرق خليل التفكجي، مؤخرا، النقاب عن تفاصيل الخطة الإسرائيلية المكونة من ثلاث نقاط لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الغور الفلسطيني وعزل مدينة أريحا وشطب مشاريع (بوابة أريحا) واستغلال 1500 متر مربع من أراضي الغور الفلسطينية، مؤكداً أن هذه الأراضي لا علاقة لها بأراضي الدولة كما زعم نص قرار المصادرة الإسرائيلي .
وقال التفكجي في تصريحات صحافية، إن هذه الأراضي والتي تتجاوز مساحتها ال1500 متر مربع هي أراضي أوقاف إسلامية، تم مسحها في عهد الانتداب البريطاني وتسجيلها للأوقاف الإسلامية وهذا مثبت ومسجل في السجلات البريطانية، وتمتد من مسجد ومقام النبي موسى شمالاً وجنوباً حتى البحر الميت .
وأضاف :” إن هذه الأراضي كان من المخطط حسب اتفاق” أوسلو” أن تكون منطقة التطوير بحيث تحتضن مشاريع اقتصادية وسياحية فلسطينية ،تحت اسم ” بوابة أريحا ” وتمتد من أريحا شمالاً إلى البحر الميت في الجنوب وتصل إلى النبي موسى ومشارف الخان الأحمر”.
وأوضح التفكجي أن الحكومة الإسرائيلية خططت منذ زمن طويل للاستيلاء على هذه الأراضي التي تقع على خط مستقيم مع القدس /الغور وجسر الملك عبد الله الذي دمرته عام 1967،ثم أعلنت عن هذه الأراضي أولاً كأراضي دولة ،ثم زرعتها على جانبي الشارع رقم واحد القدس /الغور وحصنتها بالمعسكرات، بحجة حماية هذا الشارع الذي يربط الغور بالقدس ثم شرعت بتوسيع هذا الشارع خلال العامين الماضيين وما تزال تعمل على توسيعه.
وقال :”إن الهدف الأساس هو قطع الطريق على الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية من دخول هذه الأراضي والوصول إلى البحر الميت وشطب مخطط المشاريع الاقتصادية والاستثمارية والسياحة العلاجية في البحر الميت ومصطلح على تسميتها “بوابة أريحا “،ومنع الفلسطينيين من الاستفادة من المشروع الضخم الذي تم توقيعه حديثا باسم “قناة البحرين”.
وأضاف التفكجي :” أنه سلم الجهات الفلسطينية المعنية نسخة من سجلات المسح البريطانية ومذكرة تفصيلية بملكية هذه الأراضي الوقفية ،وأنها ملك للأوقاف الإسلامية الفلسطينية وليست أراضي دولة ولا علاقة للدولة بها، مما يقطع الطريق على المخطط الإسرائيلي”.
وكشف التفكجي النقاب عن باقي تفاصيل الخطة الإسرائيلية ومنها إعادة بناء جسر “الملك عبد الله “على نهر الأردن وربطه بالشارع رقم 1 القدس – الغور، وتوسيع هذا الشارع لأربعة خطوط، وتوسيع نفوذ وأراضي المستوطنات القريبة منه وأهمها مستوطنات (المنج) و(بيت هعرفاه)و(يورنيبو)و(فارد جركو)، مشيراً إلى أن ثلاثا من هذه المستوطنات كانت قد أقيمت في عهد الانتداب البريطاني قبل العام 1948، وتم تدميرها، وبعد العام 1967 أعادت إسرائيل بناءها .
وقال خبير الاستيطان التفكجي:”إن جسر الملك عبد الله تم تشييده في ستينيات القرن الماضي دمرته إسرائيل عام 1967 ومازال مغلق، كما هو في المخطط تنوي إسرائيل استثمار موقعه الاستراتيجي الحساس والمهم ، ضمن مشاريعها التوسعية واستغلاله للسياحة في إطار خطة متكاملة “.
وأضاف أن الخطة تشمل الانتهاء من مد خط السكة الحديدي بين ميناء حيفا في الشمال ،إلى منطقة بيسان في الغور ،حيث المنطقة الصناعية الإسرائيلية- الأردنية المشتركة ،والتي تبلغ مساحتها نحو 500 متر مربع مؤكداً أن هذا الخط على وشك الانتهاء منه العام المقبل .
وأوضح التفكجي أن المنطقة الصناعية الإسرائيلية الأردنية قريبة من جسر الشيخ حسين،عند افتتاحها في العام 2018 ،ستشكل حلقة وصل لنقل الصادرات والواردات عبر ميناء حيفا الذي يجري أيضاً توسيعه وزيادة عدد الرافعات وتحديث خط السكة الحديدية فيه .
ولفت خبير الأراضي والاستيطان إلى أن هذه الخطة ليست بمعزل عن بناء الجدار على الحدود الأردنية وبناء المطار الإسرائيلي الدولي الثاني في المنطقة الجنوبية من وادي عربة ومشروع قناة البحرين الذي وقع في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وذكر التفكجي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الشريط الحدودي مع الأردن يوم الخميس الماضي وتفقد إقامة جدار بطول 30 كلم حيث أعلن خلال زيارته أن “إسرائيل” عازمة على بناء مثل هذا الجدار على كل الحدود حتى العام 2018، وقال :” نظراً لأهمية المشاريع تفقد نتنياهو سير العمل على إقامة الجدار الأمني على الحدود الشرقية (الحدود الإسرائيلية-الأردنية) وتلقى إيجازات حول تقدم الأعمال وضرورة إنجازها في الموعد.
وأشار التفكجي إلى بيان الحكومة الإسرائيلية وتصريح نتنياهو الذي قال :”يهدف الجدار الأمني الشرقي إلى حماية المطار على الحدود مع الأردن الذي يبنى حاليا في “تمناع” وتقدر تكلفة كل من إقامة مقطع الجدار الذي يمتد على طول 30 كيلومترا من إيلات إلى رمال سمار وحماية المطار في تمناع ب-288 مليون شيقل ،وتفقد نتنياهو أيضا سير العمل على إنشاء المطار الدولي الجديد في “تمناع”.
وختم التفكجي بالقول إن هذا المطار الإسرائيلي الدولي في الجنوب وإعادة بناء وفتح جسر الملك عبد الله في الوسط ،وخط السكة الحديدية في الشمال، ومشروع قناة البحرين كلها مشاريع لها دلالات واضحة على ما يخطط له نتنياهو وأقطاب حكومته اليمينية المتطرفة للفلسطينيين وللمنطقة بأسرها .

Related posts

Top