خطأ لا يغتفر

بصدور هذا العدد، يكون مصير مقابلة فريقي الدفاع الحسني الجديدي والرجاء البيضاوي بملعب العبدي بالجديدة قد عرف، حيث أن آخر بلاغ للرجاء الصادر مساء يوم الاثنين أكد بوضوح أن الفريق لن يسافر إلى الجديدة، ولن يخوض المباراة المثيرة للجدل، وبالتالي فإن القرار النهائي هو تقديم اعتذار وتحمل كافة تبعاته المالية والتأديبية.
ما يهمنا هنا هو خطأ جاء في البلاغ الذي أصدرته العصبة الاحترافية زوال يوم الاثنين في خضم اللغط الذي رافق هذه القضية، إذ تسبب الخطأ في تحديد تاريخ جديد للمباراة، إلا أنه سرعان ما تم إصدار بلاغ آخر بنفس الصيغة، ونفس المعطيات والتغيير الوحيد هو الإبقاء على نفس التاريخ أي السابع من يناير 2020 ابتداء من الساعة السابعة مساء.
فهل يعقل أن يتم ارتكاب مثل هذا الخطإ في مضمون البلاغ وتوقيته من طرف جهة تتعرض لهجوم عنيف من طرف مكونات فريق يقدم نفسه كضحية مؤامرة تحاك ضده في السر والعلن؟ بالفعل إن الأمر غير مقبول تماما، بل هناك من ذهب أبعد من ذلك بالتأكيد على أن هناك من يسعى إلى صب الزيت على النار، وأن الخطأ مقصود.
من الممكن أن يكون هناك حقا خطأ في الرقن كما قيل في حينه، أو نتيجة تسرع بحكم الضغط الذي تعيشه إدارة العصبة في هذا الملف بالذات، إلا أن الخطأ غير مسموح به لا من طرف الراقن أو الراقنة، وأيضا المسؤول الأول عن الإدارة أو صاحب التوقيع النهائي على البلاغ.
وهنا نستحضر خطأ آخر ارتكب من قبل في موضوع بلاغ بخصوص فتح تحقيق في مباراة شباب المحمدية ضد وداد فاس، بدعوى أن أسباب النزول جاءت بعد شكوى تقدم بها الفريق الفاسي، ليتبين بعد ذلك أن الأمر غير صحيح، إذ لم تكن هناك أي شكوى من طرف الفريق المتضرر، كما جاء على لسان رئيس الواف حسن الجامعي.
أخطاء أخرى كثيرة تحملها بلاغات اللجان التأديبية ولجان الاستئناف، وغيرها من المصالح التابعة للجامعة والعصبتين الاحترافية والهواة على حد سواء، وهذا يظهر ضعفا كبيرا على المستوى الإداري الشيء الذي لا يتوافق مع المشاريع الكبرى التي تطمح لها الجامعة، وبالتالي لابد من اتخاذ إجراءات للحد من ارتكاب أخطاء تبدو عادية في شكلها، لكن لها انعكاسات كبيرة، خاصة بالملفات التي يثار حولها الكثير من اللغط وتثار حولها حرب الإشاعات والبلاغات، حيث يصبح الخطأ في هذه الحالة حقيقة أو مستندا يعتمد عليها في الدفوعات الشكلية أو الأساسية.
خطأ إدارة العصبة الاحترافية غير مستساغ لا في شكله أو توقيته أو تبريراته، والأمر يتطلب البحث في الموضوع للحيلولة دون عدم تكراره ومعرفة الحقيقة كاملة إذا ما كان هناك سوء نية من وراء هذا الخطأ.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top