دراسة: الأطفال يحاكون اضطرابات القلق عند الوالدين

أكد خبراء علم نفس الأطفال والمراهقين أن الآباء والأمهات الذين يعانون من أحد اضطرابات القلق يمكن أن يمرروه لأطفالهم.
ونبه خبراء من رابطة ألمانية متخصصة في طب نفس الأطفال والمراهقين وعلم النفس الجسدي والعلاج النفسي أنه يبدو أن خبرات التعلم لدى الأطفال تلعب دورا رئيسيا في استعدادهم للإصابة بالقلق وهو ما يتطلب علاجا نفسيا.
وأشاروا إلى أن الأطفال يحاكون سلوك والديهم حيث أنهم يرون الأم أو الأب مثلهم الأعلى. وبالتالي فإنه في حالة ما إذا ما كان أحد الوالدين يعاني من أحد اضطرابات القلق، يتعين عليه أن يلجأ إلى طبيب نفسي لمساعدته.
غير أنهم لفتوا إلى أنه ليس كل الأطفال الذين ينشأون في منزل يعاني فيه أحد الوالدين من القلق، معرضين للإصابة بالقلق، وهو الأمر الذي لا يتأثر أيضا بالعوامل الأسرية فحسب ولكن أيضا بالعوامل الخارجية.
وبين الخبراء أن الأمر الذي ينبغي ألا يفعله الوالدان هو استخدام أطفالهم للتغلب على القلق الذي يعانون منه، وهو عادة ما يلجأون إليه بدرجة كبيرة.
وتوصلت دراسة أميركية أنجزتها جامعتا ويسكونسن وكاليفورنيا إلى أن الأطفال قد يرثون القلق من آبائهم الذين يعانون من الحالة ذاتها، مشيرة إلى أن الأبناء يرثون نفس صفات الدماغ من آبائهم ما يجعلهم عرضة لنفس الحالة النفسية.
وأكد المختصون أن علماء النفس لاحظوا منذ فترة طويلة أنماط القلق في الأسر، إلا أن معظم الدراسات تشير إلى أن التشابه يرجع إلى التنشئة أكثر من الطبيعة الجينية.
وحددت فحوصات المشرفين على الدراسة لهياكل الدماغ في عائلات القرود التي تعاني من القلق، دائرة دماغية وراثية واحدة على الأقل تلعب دورا مهما في تطور القلق. ووجدوا أن الآباء القلقين وأطفالهم يتشاركون في الوراثة الوطيدة وغير المألوفة بين أجزاء من أدمغتهم التي تولد استجابة للخوف، وقد تؤدي بهم لسنوات من القلق.
كما بينت الدراسة أنه غالبا ما يكون الأطفال الذين يعانون من المزاج المتقلب خجولين، وقد يرثون من والديهم سمات الدماغ التي تؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه من الخوف.
وأكد الباحثون أن هذا لا يعني أنهم وجدوا جذور كل حالات القلق أو حتى بعض الحالات منها ولكن توضح الدراسة أن هناك دائرة دماغ واحدة على الأقل لها صلة بحالات القلق في الطفولة التي عادة ما تسبق الاضطراب في مرحلة البلوغ، ثم يتم تمريرها جزئيا على الأقل من الأب إلى الطفل في الأجزاء الرئيسية المشابهة بينهما.
كما أثبتت الدراسة أن ذلك قد يساعد العلماء على تطوير استراتيجيات جديدة لمساعدة الناس على التغلب على القلق والتدخل في وقت مبكر من الحياة قبل أن يواصل الأطفال تطوير هذه الاضطرابات.
من أجل النجاح تربية أطفال بشخصية متوازنة وبعيدة عن الاضطرابات النفسية، ينصح الآباء باتباع أساليب بعيدة عن التوتر. ومن شأن تحكم الوالدين في اضطراباتهما النفسية ومشاعرهما أثناء التعامل مع الأبناء أن ينتج أطفالا يتحكمون بدورهم في انفعالاتهم بشكل جيد. وفيما يلي بعض المؤشرات التي تدل على أن طفلك يتمتع بشخصية قوية متوازنة وتربية سليمة.

> قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره أمامك: إذا كان طفلك قادرا على التعبير عن مشاعر الغضب أو الحزن أو الخوف أمامك، فذلك دليل على أنه يشعر بالأمان العاطفي معك. أما إخفاء الطفل لمشاعره أمام والديه، فيشير إلى وجود مشاكل في علاقته معهما.
> لجوء الطفل إليك عندما يواجه أي مشكلة: وفي حال كان يلجأ طفلك إليك كأول منفذٍ له عند مواجهته أي مشكلة، فاعلمي أنّك تؤدين عملاً رائعاً كأم؛ إذ يؤكد ذلك على أنك قدمت لطفلك قاعدة آمنة يُمكنه اللجوء إليها عندما يحتاج المساعدة.
> قدرة الطفل على مشاركتك أفكاره ومشاعره من دون الخوف من ردود فعلك: هذه علامة إيجابية على وجود علاقة منفتحة ومرنة بين الوالدين والطفل؛ فبعض الآباء يقيدون التواصل مع أطفالهم عبر المبالغة في ردود الفعل التي يصدرونها تجاه تصرفات أو أفكار أبنائهم.
> تشجعين طفلك على السعي وراء اهتماماته ومواهبه: إنّ سعي الأطفال وراء مواهبهم واهتماماتهم يساعدهم على الشعور بقدراتها ولمس إنجازاتهم. من المهم جداً تشجيع الأطفال على السعي وراء أحلامهم وطموحاتهم، فذلك يعلّمهم المثابرة ويمنحهم فرصة التفوق فيما يحبونه.
> تعليقاتك ليست جارحة أو محرجة: ومن العلامات التي تشير إلى أنّك تحسنين تربية أطفالك هي عدم تعليقك بأي كلمة جارحة أو محرجة على تصرفات أو سلوكيات أطفالك.
> تصلحين أخطاءك: إن القدرة على إصلاح علاقتك مع طفلك تدل على أنك أم رائعة. إذا كنت تصرخين، توبخين أو تبالغين في ردة فعلك مع طفلك، فمن المهم أن تتمكني من إصلاح هذه العلاقة.
> تضعين حدودا لتصرفات أطفالك كي تحافظي على سلامتهم: وأخيرا، إذا كنت تضعين حدودا مدروسة لتصرفات طفلك وسلوكياتك، فذلك يعد من العلامات التي تؤكد أنت تنجحين في تربيته؛ غالبا ما ينتهي الأمر بالأطفال الذين لا يعرفون الحدود بالكثير من المشاكل والمتاعب.

Related posts

Top