رهان الحضور المشرف

تجمع كل التقارير الصحفية المعدة خاصة من الصحافة الأجنبية، والمعززة بتحليلات التقنيين والمختصين، على أن المنتخب المغربي يعد واحدا من أبرز المنتخبات التي حققت تأهيلها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا.
تشير هذه التقارير إلى المميزات المتعددة التي طبعت أداء “أسود الأطلس” خلال كل مراحل الإحصائيات توجوها باحتلال مقدمة المجموعة الثالثة على حساب فيلة الكوت ديفوار، والتي كانت على الورق أبرز مرشح لكسب تذكرة العبور نحو روسيا الصيف القادم.
وبالرغم من أن بداية الإحصائيات أعطت التفوق لأصدقاء العميد جيرفينيو، فإن العناصر الوطنية عرفت كيف تستفيد من تعثر البداية بعد تعادلين سلبيين أمام كل من الغابون بليبروفيل والكوت ديفوار بمراكش، لتأتي ثالث مباراة بعد العطلة الصيفية، مبهرة ومعلنة الانطلاقة الحقيقية نحو السيطرة كليا على مجريات الأمور داخل هذه المجموعة التي تسيدها الإيفواريون بفوز على الغابون وتعادل أمام المغرب.
الضحية الأولى لهذه العودة للمنافسة بقوة من طرف الأسود، كان منتخب مالي الذي تلقى بالرباط شر هزيمة، وبحصة عريضة بلغت ستة أهداف لصفر، جعلت الكل يتكاثف وراء منتخبه، مع الاشارة الى الفوز البين للكوت ديفوار بليبروفيل وبحصة 3 ـ 0 .
بعد ذلك كان السفر نحو مالي، إلا أن الأسود اكتفوا بتعادل سلبي، بعدما كانوا الأقرب لتحقيق الفوز، عندما أضاع حكيم زياش ضربة جزاء، وأهدر المهاجمون فرصا سهلة للغاية، لتترك هذه النتيجة حسرة كبيرة في قلوب المغاربة. لكن وقع تضييع نقطتين ثمينتين، لم يكن له انعكاس كبير. بعدما فاجأ منتخب الكوت ديفوار الجميع بهزيمة بعقر الدار أمام الغابون، خاصة وأن المنتخب المغربي تمكن في خامس جولة من تحقيق انتصار مدو نتيجة وأداء، والضحية هذه المرة كان منتخبا غابونيا، انبهر بالإصرار والتكامل الذي طبع أداء أسود المدرب هيرفي رونار على أرضية مركب محمد الخامس المعطاءة، بينما اكتفى الفيلة بتعادل سلبي بباماكو.
بعد هذه النتيجة وعجز الإيفواريين عن تحقيق أكثر من تعادل، احتل المغرب الصف الأول وبفارق نقطة واحدة عن المتزعم السابق، ليضرب الجميع موعدا حاسما بالعاصمة أبيدجان يوم السبت الحادي عشر من شهر نونبر 2017، شهر الأعياد الوطنية بالمغرب.
فعلى امتداد الشهر الفاصل بين الجولتين الخامسة والسادسة والأخيرة، شهد المغرب بكل أطيافه تعبئة وطنية حقيقية وراء الفريق الوطني، تعبئة كان وراءها رجل بفكر متقد، لا يكل ولا يمل، يضع الهدف بوضوح نصب عينه ويواصل السير إلى الأمام، هو فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم.
استطاع لقجع أن يخلق الحدث بامتياز وحول الموعد الختامي إلى قضية وطنية حقيقية، انخرط فيها الجميع من مؤسسات وطنية كبرى ووزارات وشخصيات وطنية وجمهور رياضي عريض، فكان الاكتساح بالعاصمة أبيدجان.
خلق الجمهور المغربي الحدث بالعاصمة الإيفوارية، حضر بكثافة شجع دون هوادة، تجاوز كل الصعاب من سفر وطقس ورطوبة وعطش، ليكون في الموعد، وبالفعل تحقق الحلم الكبير، وعاد الأسود لأعراس المونديال، بعد غياب قاس دام عشرين سنة، مدة طويلة وصعبة التصديق، خاصة بالنسبة لرياضة تحظى بالأولوية رسميا وشعبيا.
الرهان الآن هو ضمان حضور لافت لـ “أسود الأطلس” خلال المونديال القادم، وتأكيد تلك الصورة الجميلة التي رسمها الأسود خلال المراحل الإقصائية، والرهان الآن هو إعداد جيد لحضور مشرف في أكبر محفل كروي عالمي …

محمد الروحلي

Related posts

Top