سبل الإقلاع عن التدخين

   ينبغي على المدخن طرح سؤال على نفسه بشكل جدي، وهو: “هل أرغب حقاً في أن أُصبح مدمناً؟”، إذا كان المدخن صادقاً مع نفسه عند الإجابة على هذا السؤال، فغالباً ما يُصرّح أنه يشعر بالفعل ببداية الإصابة بالإدمان؛ ومن ثم يكون ذلك حافزا له على الإقلاع عن التدخين.
ويساعد في ذلك التفكير في بعض الأشياء قبل تحديد موعد تنفيذ القرار، من بينها مثلا كتابة قائمة بإيجابيات الإقلاع عن التدخين، وخوف الإنسان على صحته، والتفكير بأضرار التدخين، أو انتظار المدخن لولادة طفل جديد بالأسرة مما يستلزم توفير المال، يمكن أن تأتي على قائمة الإيجابيات التي تدفع المدخن للإقلاع عن عادته والتي تُساعده على تنفيذ قراره.
كما أن استخدام مفكرة يومية يمكن أن يساعد المدخن على اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، حيث ينبغي عليه مراقبة سلوكه في التدخين وتدوين كل ما يتعلق به داخل هذه المفكرة، كأن يقوم مثلا بتسجيل الموعد الذي يبدأ فيه التدخين في كل يوم، وكذلك الأماكن التي يفضل التدخين بها، ومدى أهمية التدخين بالنسبة له، ويصف أيضا مشاعره عندما يدخن، وإذا ما كان التدخين يعمل على تحقيق التوقعات التي ينشدها منه أم لا، وإلى أي مدى يشعر أنه مدمن للتدخين.
وبعد أن ينتهي المدخن من استيضاح كل ما سبق، يمكنه حينئذ تحديد موعد نهائي للإقلاع عن التدخين، وينبغي عليه العثور على سبل تساعد على تجنب العودة له من جديد.
كما ينبغي على المدخن معرفة المواقف التي يلجأ خلالها للتدخين والتفكير في كيفية التعامل معها من البداية، ويجب أن يضع المدخن في اعتباره أن رغبته في العودة إلى التدخين ستكون قوية للغاية خلال أول يومين، كما يمكن أن يواجه بعض الصعوبات خلال عشرة أيام الأولى بشكل خاص.
وبالنسبة للمدخنين غير المنتظمين، كالذين يدخنون في الحفلات والمناسبات فقط، يجب عليهم الابتعاد عن حضور أي احتفال خلال الشهر الأول من الإقلاع عن التدخين.
ويتعين ألا يقتصر هدف المدخن على الإقلاع عن التدخين فقط، إنما يتوجب عليه تحويل اهتمامه إلى شيء آخر مفيد، كأن يقوم مثلا بإجراء أحد تمارين التنفس أو الجري حول منزله عندما يتسلل إليه شعور بالرغبة في التدخين. وتنطوي ممارسة الأنشطة الحركية على تأثير إيجابي عند الإقلاع عن التدخين؛ حيث تعمل على إفراز هرمون السعادة (الإندورفين) بالجسم، ما يساعد بالطبع على تحسين الحالة المزاجية لدى المقلعين حديثا عن التدخين، والتي غالبا ما تسوء بسبب توقفهم عن إمداد أجسادهم بمادة النيكوتين الموجودة بالسجائر. وتعمل الرياضة أيضا على حرق السعرات الحرارية بالجسم، حيث قد يزداد وزن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين نتيجة توقفهم عن إمداد أجسامهم بمادة النيكوتين، التي كانت تعمل على تقليل شهيتهم للطعام وحرق السعرات الحرارية بأجسادهم. وللتغلب على نوبات الجوع، التي قد تزداد بعد الإقلاع عن التدخين، ينصح بالحرص على تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية كالأطعمة الخالية من السكر والخضروات والفاكهة.
وإذا استطاع المدخن تجاوز الشهر الأول من الإقلاع عن التدخين بقدر كبير من الانضباط، يمكنه حينئذ تجاوز الأمر برمته بعد ذلك؛ لأنه يكون اجتاز الخطوة الأكثر صعوبة. أما إذا أخل الشخص بتنفيذ قراره وعاد مرة ثانية للتدخين، يجب عليه البدء في إجراءات الإقلاع عن التدخين من جديد، علما أن التعرض للمشاكل والضغط العصبي يمثل أكثر المواقف التي تتسبب في العودة إلى التدخين. وللتعامل مع ذلك على نحو أمثل، فإن من يقول لنفسه عند مواجهة هذه المواقف: “أنا لا احتاج إلى سيجارة الآن!” ويلتزم بمنع نفسه عن ذلك، يمكنه تخطي هذه المواقف بأمان دون العودة إلى التدخين.
ومن المفيد في حال اتخاذ قرار الابتعاد عن التدخين، البحث عن اسباب أخرى مساعدة مثل الانشغال بهوايات وأنشطة تساعد على نسيان التدخين، كالرياضة والطبخ، والمواظبة على شرب كميات كبيرة من الماء، وترك كأس أو قنينة ماء جانبا، ففي كل مرة يتذكر الشخص السجائر، يمكن أن يبدأ في الشرب، لنسيان السجائر، والحرص على تناول وجبات صحية ومفيدة للجسم.
كما يستحسن خاصة في الفترة الأولى من الانقطاع عن التدخين، الابتعاد عن المدخنين وأماكن التدخين كالمقاهي والحانات، واستثمار النقود الت يكانت تصرف في السجائر في شراء أشياء أخرى مفيدة وجالبة للمتعة، بدل توفيرها.
ويفضل الحرص على ضبط النفس عند مواجهة مشاكل أو ضغوطات العمل، والقيام بتمارين الاسترخاء بدل محاولة تجاوز ذلك بالتدخين. كما يجب طلب دعم الأهل والأقارب، أو مشاركة صديق مقرب لتشجيعك على المواصلة. وأخيرا، عليك أن تتذكر دائما مخاطر التدخين الصحية (كالسرطان والجلطة القلبية والسكتة الدماغية…..) والمشاكل الاجتماعية التي تواجهك بسببه، إضافة الى المشاكل الصحية التي كان يسببها لك مثل السعال الدائم.

خرافات تمنع ترك التدخين

< السيجارة تساعد في تخفيف الجهد النفسي والعصبي: السيجارة الأولى قد تساعد بعض الشيء، ولكن السجائر اللاحقة تؤدي الى تحسس الخلايا العصبية بسبب ارتفاع تركيز النيكوتين.

< ترك التدخين بصورة مفاجئة مضر بالصحة: هذا لا أساس له، لأن ترك التدخين في أي عمر مفيد للصحة، حتى أن رائحة الدخان تختفي من زفير من ترك التدخين بعد 12 ساعة.

< ترك التدخين فيما بعد سهل جدا: صحيح أن هناك العديد يتركون التدخين بدوافع مختلفة، وبإرادتهم القوية، ولكن يجب أن نعرف أن السيجارة تؤدي الى الإدمان، وتحدد درجة هذا الإدمان بالمدة التي يدخن فيها الشخص.

* السجائر “الخفيفة” أقل خطرا: يعتقد المدخن أن الضرر من تدخين السجائر الخفيفة أقل لانخفاض نسبة القطران في دخانها. مقابل هذا تزداد كمية السجائر التي يدخنها في اليوم وذلك للحصول على نسبة النيكوتين التي تعود عليها. أي أن الضرر منها أكبر من السجائر الاعتيادية.

< المستحضرات الخاصة لا تساعد أبدا على ترك التدخين: السبب يعود الى الخطأ الذي يقع فيه المدخن في طريقة ووقت تناول أو استخدام هذه المستحضرات.

< التدخين يساعد على تخفيف الوزن: وهذه خرافة أيضا، تمس بالدرجة الأولى النساء، لأن تارك التدخين يحاول ملء الفراغ الحاصل بتناول مواد غذائية إضافية.

< ترك المرأة الحامل للتدخين يضر بصحة الجنين: هناك من ينصح المرأة الحامل الاستمرار بالتدخين مادامت لم تتركه قبل حملها، لكي لا تتعرض الى جهد نفسي يضر بجنينها. هنا نقول أن ضرر التدخين في الجنين أكبر بكثير مما لو امتنعت المرأة الحامل عن التدخين.

< السيجارة الالكترونية تساعد على ترك التدخين: وهذا غير صحيح أيضا، لأنها تحتوي على نسبة نيكوتين تكفي لتنفيذ مهمتها وبالتالي تؤثر سلبا على الجهاز العصبي والأوعية الدموية والقلب. أي أنها لا تساعد على ترك التدخين أبدا.
ويشير العلماء الى أن نتائج البحوث والدراسات التي أجروها على حالة أكثر من 3 آلاف شخص أعمارهم فوق 65 سنة بينت أن خطر تطور أمراض الاوعية الدموية والقلب لدى الأشخاص الذين تركوا التدخين ينخفض الى مستوى الاشخاص الذين لم يدخنوا بعد مرور 8 سنوات على تركهم هذه العادة السيئة.

Related posts

Top