صعود قوي للفصائل، ولكن…

يلاحظ منذ بداية الموسم الجاري، صعود غير مسبوق لما يسمى بالإلترا، وحين نقول بأن هناك صعودا غير مسبوق، لا يمكن إلغاء المكانة الخاصة والمسلم بها، تتمتع بها الفصائل المساندة للفريقين الكبيرين الوداد والرجاء.
فالفصائل المنتمية للناديين، نالت كل شهادات الاستحقاق وطنيا ودوليا، وكرست دورها الريادي بفضل قيمة استثنائية، واجتهادات لا تقارن، مميزات شكلت على الدوام دعما قويا للحمراء والخضراء، بل هناك تأثير خاص لا يمكن تجاوزه، حتى على مستوى كل مكونات قطبي العاصمة الاقتصادية.
هناك الفصائل المساندة للوداد والرجاء، لكن هناك أيضا فصائل لها مكانة خاصة بباقي المدن، ونخص بالذكر لا الحصر، الفصائل المساندة للجيش الملكي والمغرب الفاسي واتحاد طنجة وحسنية أكادير والمغرب التطواني ومولودية وجدة والدفاع الحسني الجديدي… وغيرها من التنظيمات التي تحول وجودها إلى مسألة أساسية لا غنى عنها.
والإيجابي أن بعض الفصائل التي لا تتمتع بنفس قيمة كلتك المساندة للأندية التقليدية، أصبح لها أيضا دور بارز في كل الملاعب الوطنية، بل أصبح هناك تنقل مساند لفرقها حتى خارج الميدان، وهذا الدور لم يكن ملحوظا خلال السنوات الماضية، إذ نادرا ما كنا نشاهد جمهورا مساندا لفرق كانت تعرف بافتقادها للمساندة الضرورية.
وبدون أدنى شك، فإن هذا المعطى إيجابي، لا يمكن إلا مساندته ودعمه، لكن لابد من إحاطته بالكثير من الضمانات، تفاديا لحدوث انزلاقات، أو خروج عن النص، كما هو حاصل في مجموعة من المدن، إلى درجة أصبح معها منع تنقل الجمهور الزائر مطلبا ملحا.
على هذا الأساس، لابد من توفر هذه الفصائل على مناعة داخلية، تحميها من العناصر المشاغبة، والتي يثير تواجدها انفلاتات وصورا خادشة، حتى تحافظ على مكانتها، وتمنع وقوع أحداث غير رياضية، تذهب الأندية ضحيتها بالدرجة الأولى سواء بإصدار عقوبات مالية، أو إجراء مباريات بدون جمهور، وتوقيف الملاعب، وغيرها من الإجراءات التي ينص عليها القانون.
والرسالة التي يمكن توجيهها بالإضافة إلى أهمية التوفر على المناعة الداخلية ضد العناصر المشاغبة، ضرورة التخفيف من الضغط الممارس على المكاتب المسيرة والأطقم التقنية واللاعبين، ضغط يفقد أي فريق كل مكونات كيفما كان وزنه وقيمته التوازن المطلوب…
نعم لدور الفصائل، لكن لابد من إحاطة الموضوع بكثير من الضمانات خدمة للمشهد الرياضي ككل…

>محمد الروحلي

Related posts

Top