عمال الإنعاش الوطني عنوان للتضحية ونكران الذات يقومون بالتطهير والتعقيم في الأحياء السكنية و الفضاءات العمومية ووسائل النقل

سطات

على غرار باقي زملائهم في مختلف ربوع المملكة، ينخرط عمال الإنعاش الوطني بمدينة سطات بكل تفان وإخلاص في جهود التعبئة الوطنية و المحلية الشاملة لمحاربة وحصر تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، ليقدموا إلى جانب الطواقم الطبية المرابطة في المستشفيات، وعناصر مختلف السلطات الأمنية، وعمال النظافة في القطاع الخاص، أعظم صور الالتزام والوفاء والتضحية فداء للوطن. فبنظام و انتظام يتوزع العشرات من عمال التعاون الوطني في مختلف أنحاء المدينة من أجل القيام بعمليات التطهير و التعقيم الواسعة النطاق سواء في الأحياء السكنية و مختلف المرافق والفضاءات العمومية ووسائل النقل وذلك بتنسيق وتعاون مع السلطات الإقليمية والمحلية.
وفي هذا الإطار، جندت المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني بسطات طاقما بشريا مهما يفوق 200 من اليد العاملة المحلية تم تزويدها بالوسائل اللازمة والضرورية للوقاية من الآثار الجانبية للمواد المستعملة في عملية التطهير والتعقيم في شكل لباس خاص وأقنعة وأحدية مقاومة وقفازات ،كما وضعت رهن إشارتهم الآليات والتجهيزات المتاحة والممكن استعمالها في الحملة بتنسيق مع المصالح الصحية للجماعات الترابية.
وبالرغم من صعوبة مهمتهم، ومدخولهم المحدود، يصر عمال التعاون الوطني على مواصلة عملهم و يضعون بالتالي أنفسهم في خطوط الدفاع الأمامية لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره من خلال قيامهم بعمليات التعقيم الواسعة النطاق،والتي كانت ناجحة بفعل مهنيتهم وبفضل التعاون الكبير للسكان معهم من خلال بقائهم في منازلهم طوال فترة التعقيم، الأمر الذي سهل على كافة الفرق القيام بمهامها على أكمل وجه.
الالتزام اللامشروط لهذه الشريحة العاملة في صمت كان حافزا للعديد من جمعيات المجتمع الإقليم للانخراط في هذا المجهود،  تمثل في مواكبة مجهودات هؤلاء العمال بتقديم المساعدات الغذائية لهم أثناء عملهم المضني أو مطالبة السكان، عبر مكبرات الصوت، بالمكوث في منازلهم حتى تمر عمليات التطهير والتعقيم في أحسن الظروف .
و باعتبار الدور المحوري الذي يقوم به هؤلاء العمال، عمدت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني في إقليم سطات إلى خلق خلية لليقظة على مستوى الإقليمي، قصد دعم الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والأمنية لمحاصرة تفشي فيروس كورونا المستجد، “كوفيد -19” ، خاصة في ما يتعلق اقتناء معدات ومواد التعقيم والنظافة من أجل تكثيف العمليات التي يقوم بها عناصرها.
كما أشرفت هذه الخلية على عمليات تطهير وتعقيم جميع المؤسسات التابعة للتعاون الوطني في الإقليم والبالغ عددها 34 مؤسسة، المتوزعة بين دور الأطفال والفتيات والطالب والطالبة، والتي أغلقت أبوابها عقب الإعلان عن تعليق الدراسة في مجموع المؤسسات التعليمية بالمملكة بمختلف أسلاكها، تطبيقا لتعليمات السلطات المختصة، ودخول قرار حالة الطوارئ الصحية و تقييد الحركة، حيز التنفيذ منذ مساء يوم الجمعة الماضي .
ولم يطل قرارالإغلاق المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات الخاص بالأشخاص المسنين بمدينة سطات، حيث عمدت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني إلى تجهيز دار الفتاة التابعة لهذا المركز بثلاثين سريرا جديدا لاستقبال و إيواء الأشخاص المشردين .
وفي زمن كورونا، لا يسع المواطنين المغاربة إلا رفع القبعة لهؤلاء العمال المتفانين في عملهم وعطائهم في هذه اللحظة العصيبة التي تمر بها الإنسانية جمعاء، ويستحقون فعلا التكريم والإشادة والتشجيع والدعم عرفنا للخدمات الجليلة التي يسدونها خلال هذه الظرفية الاستثنائية التي تعرفها البلاد .

عمر شليح (وم ع) 

Related posts

Top