“فتاة المعطف” لامتنان الصمادي

تشتمل مجموعة “فتاة المعطف” للقاصة الأردنية امتنان الصمادي على باقة من القصص القصيرة والقصيرة جداً التي تتناول تفاصيل حياة المرأة وهمومها وهواجسها ولحظاتها النفسية وانفعالات الأمومة لديها.
ومن خلال رسم الصورة المتحركة للمرأة، تستعيد الصمادي في قصصها صورة الأنثى بمعادل الحياة التي تتعدد فيها أدوارها وتتجلى مكانتها كائنا ذا خصوصية عبر التاريخ لما تحملُ من أدوار.
تتناول الكاتبة في مجموعتها الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، التحولات التاريخية التي أفرغت كينونة المرأة من أدوارها ومكانتها نتيجة تسلط القوى الاجتماعية (الذكورية) التي أقصت المرأة عن مشاركتها الإنسانية، لافتة إلى وعي الأنثى للمكانة والوظيفة التي تتحملها المرأة (الأم) في مواجهة التسلط الذي نزع الفكرة الإنسانية والدور القداسي التاريخي للأمومة.
وفي الوقت نفسه، تعاين الصمادي نضال المرأة لاستعادة دورها من خلال التمرد على الإطار الذي وُضعت فيه نتيجة المنظومة القيمية التي جعلت من المرأة موضوعا لا ذاتا.
والمجموعة بكلياتها تشتمل في موضوعاتها وتقنياتها على صور لمعاناة المرأة وواقعها وسعيها للتخلص من الدائرة الضيقة التي حُبست فيها من خلال عدد من الحكايات التي اختارتها القاصة لتصور المناخات المحيطة بالمرأة.
واشتملت المجموعة على قصص ذهبت عناوينها إلى تصوير المكان أو الحالة السيكولوجية التي تلقيها ظلال المكان على الكائن، على غرار: شارع”، و”حديقة”، و”الأبيض”، و”دوائر الوهم”، و”شجرة”.
وسُبقت النصوص في المجموعة بدراستين نقديتين؛ الأولى بعنوان “الصورة السينمائية في بنية القصة القصيرة جداً” للناقدة اليمنية آمنة يوسف، تناولت فيها نماذج مختارة من قصص “فتاة المعطف”، ومنها قصة “شهرة” التي وصفتها بـ”لقطة سينمائية مكثفة”، مضيفة أن هذه اللقطة انبنت من قلب الحدث العابر وكانت متخيلاً سردياً له إيقاعه المشهدي وحركته السينمائية ووحداته السردية.
أما الناقد الأردني إبراهيم ملحم فتوقف في قراءته للقصص القصيرة جداً عند الأنثوية الأمومية التي تحاول أن تنفلت من السلطة الذكورية التي تدجّن المرأة بوصفها ربة البيت/ الأم النموذج لكل النساء، وترى أن حقيقتها المثالية تكون في نطاق منزلي ضيق من الطهو والتنظيف والغسيل وإنجاب الأولاد، وهي بتلك الحقيقة، تحقق الذات والهوية في نسق القبول بهيمنة الرجل والأمومة المربية.

Related posts

Top